بعيدا عن ما يطبخ داخل كواليس النادي الإفريقي تنكب جماهير النادي على مراقبة ما يدور من حولها وتفحص مستقبل الجمعية بين مستبشر بما هو آت وبين متحفظ عما وصلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة خاصة في ظل الصعود الصاروخي لاسم سليم الرياحي الذي صار فجأة ودون مقدمات المهدي المنتظر لبعض الأصوات التي تعبد المال قبل الرجال وهذا ليس بغريب عن تجار العناوين في فريق باب الجديد.. البعض الآن يؤكد أن زمام السيطرة انفلت من رجالات الفريق وأن الرياحي صار مطلبا جماهيريا وهذا غير صحيح بالمرة لأن التحركات الكثيفة التي تحدث في كواليس النادي الإفريقي تؤكد عكس ذلك تماما، فمجرد النطق باسم سليم الرياحي يقلق مضاجع البعض ويدفعهم للمرابطة بمكاتبهم من أجل العثور على مخرج يسدون به الطريق على سليم الرياحي وعلى برنامجه الانتخابي.. رب ضارة نافعة! اليوم تسير الأمور في الفريق على عكس ما تعودناه جميعا، فالإخوة الأعداء و«الكبارات» المتنافرون عقدوا العزم على طي صفحة الماضي ووضع اليد في اليد على الأقل في هذه الفترة بالذات وذلك تفاديا لضياع الفريق وبيعه في المزاد العلني.. الهدف واضح وجلي وهو «طرد» سليم الرياحي من السباق الانتخابي وتأمين مستقبل الفريق في يد أحد الأسماء التي يأتمنها الجماعة، لا يهم من يكون لكن يكفي أن يكون ابن النادي لحما ودما وليس «طفل أنبوب». قائمة جديدة مصادرنا أكدت أن المحادثات والمشاورات الأخيرة بين كبار النادي أسفرت عن اتفاق مبدئي يقضي بترشيح قائمة متماسكة تخوض غمار السباق نحو كرسي الرئاسة.. قائمة تحظى بدعم الأغلبية وتضم فسيفساء من الكفاءات ورجال الأعمال يقودها عبد السلام اليونسي الذي تحادث في الأمر مع جمال العتروس وأعلمه نيته الترشح لرئاسة النادي في صورة إذا ما أعلن هو عن انسحابه الفعلي.. العتروس رحب بالفكرة على اعتبار أن بقاءه مسألة وقت لا غير كما أن دخول اليونسي على الخط جاء بدعم من بقية «الكبارات» وحرصا على بقائه ملكا لأبنائه وليس مؤسسة جماهيرية توفر أصوات انتخابية لا غير.. اليونسي كان يتصيد هذه الفرصة منذ زمن بعيد ودخوله الآن على خط السباق جاء لعدة اعتبارات أولها حشد الجماهير خلفه وخلف قائمته وهو الذي يحظى بثقة «السواد الأعظم» من جمهور النادي، ثانيا سحب البساط من تحت قدمي بقية الأسماء المتنافسة رغم قلتها، فاليونسي له المال ودعم الرجال وهو ابن النادي و«كلوبيست» حتى النخاع في حين لا يملك الرياحي من الشروط سوى دفاتر الصكوك. هذا إضافة إلى أن عبد السلام اليونسي نفسه يرفض فكرة المغادرة بهذه الطريقة وهو الذي أودع في كاسة الفريق 900 ألف دينار وعد الرياحي بغض الطرف عنها وعن الأموال الأخرى التي هي في طريقها إلى «الكاسة». جلسة ثانية.. سيجلس جمال العتروس مع عبد السلام اليونسي ثانية للاتفاق على العناوين الرئيسية للفترة القادمة ورغم أن العتروس رفض فكرة بقائه أو تواجده مع أي قائمة جديدة فإن اليونسي حرص على أن يكون الرئيس الحالي رقما مهما في قائمته الجديدة ولو بصفة شرفية.. الأمور تتجه الآن للإعلان عن ذلك بشكل رسمي وبما أن «التونسية» كانت كعادتها سباقة في تعقب خطوات أبناء الإفريقي، فإننا نؤكد أن اليونسي سيكون مرشح العائلة الإفريقية الضيقة لرئاسة النادي والأكيد أن هذه الورقة ستقلب موازين الحراك الانتخابي لأن اليونسي قادر على الوقوف ندا للند مع سليم الرياحي وربما تجاوزه خاصة وأن درس العريضة الشعبية ما يزال في البال وما أتاه الهاشمي الحامدي في الرياحي وغيره أسابيع قليلة قبل «ملحمة» التأسيسي ليس بعسير على عبد السلام اليونسي الذي يجيد استمالة الأنصار وخاصة جماهير الإفريقي الأوفياء..