لازالت التعطيلات الإدارية والإجراءات المعقدة تقف حاجزا أمام الإستثمار حيث كشف مكي بالرّحومة فلاّح بيولوجي ومستثمر تونسي من "تاكلسة" أنه تم الإتفاق مع شركة روسية ضخمة إسمها "فاف" لإقامة مشروع صناعي في جهة تاكلسة حيث يتم قبول نسبة كبيرة من المنتوجات الفلاحية على مستوى الولاية ثم يقع تحويلها إلى أنواع مختلفة من العصائر منها عصير البرتقال والطماطم والخوخ والعنب والهندي والفراولة والجزر وهي موجهة للتصدير، ويقدر التمويل الروسي بنحو 6 مليارات ولن تتحمل الدولة التونسية أية أعباء، وستتكفل الشركة بجلب التجهيزات والمعدات اللازمة، وتبلغ مساحة الأرض التي سيقام عليها المشروع ب1,5 هكتار هذا إلى جانب القدرة العالية على تشغيل أبناء الجهة من عمال وفنيين . وقال محدثنا :" وجدت صعوبة كبيرة لإقناع أصحاب الشركة للإستثمار في تونس وطمأنتهم أن الأوضاع آمنة والحكومة الجديدة وخاصة ما بعد الثورة تشجع على "الإستثمار"وإنطلقت عملية البحث عن الأرض ولئن تم إدراج منطقة "تاكلسة" ضمن المناطق الصناعية منذ 2001 إلا أن هناك عدة صعوبات تعترض المستثمرين فقد توجهت إلى الوكالة العقارية الصناعية للحصول على أرض مهيأة يقام عليها المشروع وتحصلت على "الموافقة" المبدئية ولكن تعرضنا إلى عدة صعوبات تتعلق بغياب الماء في المنطقة التي سنقيم فيها المشروع، وتعهدت بإنشاء بئر على حسابي الخاص وتهيأة الأرض إن لزم الأمر وتتعهد الوكالة بالكهرباء وقمنا بعدة إتصالات لكن دون جدوى وقد قدموا لنا إقتراحا لتوفير أرض أخرى في منطقة الزريبة بزغوان ولكن المستثمرين رفضوا ذلك وحتى بالنسبة للتشغيل فإننا نريد أن تنال "تاكلسة" حظها من التنمية وبالرغم من أننا طرقنا جميع الأبواب ومرّ ملفنا من الولاية التي وجدنا منها تفهما كبيرا ثم الوزارة المعنية والوكالة العقارية الصناعية إلا أن تجسيد المشروع ظل حبرا على ورق وبقينا لأكثر من سنة ننتظر الموافقة النهائية وإن كنا نحن ننتظر فإن الأجانب لا ينتظرون فقد مرت حوالي سنة للإنطلاق في المشروع لكن دون جدوى ...". وأضاف مكي :"لقد هاتفتني صاحبة الشركة الروسية وعبرت لي عن نيتها تغيير وجهة المشروع نحو المغرب لأنها ملّت التعقيدات الإدارية ولم نجد تسهيلات لإنجاز هذا المشروع المشترك والذي سيعود بالنفع على المعتمدية والتي تضم نحو 2000 عاملا وعلى الولاية من حيث إستيعاب المنتوجات الفلاحية وتصديرها لاحقا." وقال مكي :"أتوجه بنداء لوزير الإستثمار وكذلك مدير الوكالة العقارية الصناعية لإنقاذ هذا المشروع قبل أن يتبخرّ مع العلم أني اصدر لفائدة هؤلاء المستثمرين نحو 20 طن من الزيت البيولوجي والقوارص والطماطم والخضر."