تعيش ولاية سليانة هذه الأيام على وقع نقاشات وتساؤلات ساخنة بعد الزيارة الاخيرة للوفد الوزاري للجهة والإعلان عن جملة المشاريع المدرجة ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 والتي بلغت قيمتها 334 مليارا. ومع اقتراب موعد الامتحانات الوطنية والتحديات المقبلة والاستعدادات للموسم الفلاحي الحالي مع بداية موسم الحصاد ومصير التنمية في الجهة إضافة إلى الانفلات الأمني الذي شهدته كل من الكاف وجندوبة، كان لنا حوار مع والي سليانة السيد أحمد الزين المحجوبي للوقوف على أهم القضايا المطروحة على الساحة. ما هو تقييمكم للوضع التنموي في الجهة منذ توليكم المسؤولية؟ سليانة مثلها مثل المناطق الداخلية بالبلاد تشكو حقيقة من ضعف كبير في البنية التحتية ومشاكل كبيرة على المستوى الاجتماعي من فقر واحتياج وبطالة وهي في حاجة إلى كل الدعم... سأعمل قصارى جهدي للنهوض بالتنمية في هذه الجهة واليوم لدينا من الاعتمادات ما يسمح بتحقيق تنمية مستديمة، شاملة، تساعد المواطن على تحقيق عيش كريم. وسنحاول إن شاء الله تفعيل المشاريع المعطلة ومساعدة المستثمرين على بعث مشاريعهم... وإحداث مسلك سياحي يبدأ من برقو وينتهي بشلالات كسرى والمواقع الأثرية التي تمسح أكثر من 40 هكتارا بمكثر وهو المشروع الذي أهتم به وأرجو أن يجد أذانا صاغية، كما تقدمت بمشروع إلى الحكومة يتمثل في ربط سليانة بالطريقين السريعتين (الخط السريع بالشمال الغربي الذي سيربط تونس بالجزائر والطريق السريعة القيروان والقصرين في اتجاه الجنوب) لإحداث حركية اقتصادية وتحقيق تنمية جهوية . ما رأيكم في الاعتمادات المرصودة لولاية سليانة وما هي التحديات المطروحة؟ نصيب سليانة في المشاريع العمومية المبرمجة لسنة 2012 كبير جدا، فمئات الملايين من الدنانير خصصت لهذه الجهة في كل المجالات وخاصة البنية التحتية والمشاريع الفلاحية والإشكال المطروح، حسب تقديري، لا يكمن في نسبة الاعتمادات والأموال إنما في الانجاز السريع والجودة تجنبا للإخلالات وضعف الانجاز الذي يتحول إلى عبء على الدولة في الصيانة والإصلاح. متى ستدخل المشاريع حيز التنفيذ؟ هناك مشاريع دراساتها جاهزة وسينطلق التنفيذ في أقرب الآجال أما البعض منها فينتظر انطلاق الدراسات والإدارات الجهوية المعنية ستتكفل بالتنفيذ بالتنسيق مع الوزارات ونحن نطالب المجتمع المدني بأحزابه وجمعياته ومختلف هياكله أن يكون له دور في العملية التنموية في الجهة وأن يتفاعل مع أجهزة الدولة عن طريق المراقبة والمتابعة وإبداء النقائص . ماهو مصير بعض المشاريع المتعطلة منذ سنة 2011؟ عقدنا اجتماعين في المدة الاخيرة بحضور كافة الأطراف المتدخلة وتم تشكيل لجنة لانجاز هذه المشاريع ومتابعتها، كما تم تعيين مسؤولين على المشاريع في مختلف المعتمديات. هل انتهت أشغال اللجان المكلفة ببرنامج السكن الاجتماعي؟ تقريبا أنهت كل اللجان مهامها ما عدا البعض منها ووزارة التجهيز تحصلت على كل المعطيات ونحن بصدد وضع اللمسات الاخيرة لإنهاء هذا العمل. هل هناك إمكانية لفتح مدرسة إعدادية نموذجية بالجهة؟ هو من المطالب الملحة ونحن بصدد التنسيق مع الجهات المعنية وستشهد السنة الدراسية 2012/2013 انطلاق نشاط المدرسة الاعدادية النموذجية، أما المعهد الثانوي النموذجي فسيكون جاهزا مع نهاية أول دفعة للمدرسة الاعدادية النموذجية. هل من توضيح بالنسبة لمشروع «مكتريس» الذي تبنته « تونيزيا هولدينغ» وشغل أهالي الجهة هذه الأيام؟ هذا المشروع الصناعي، الفلاحي الضخم، تابع لشركة «تونس القابضة» وأبدى مديرها التنفيذي الذي التقيته داخل الولاية منذ شهر رغبة كبيرة وجدية في بعث هذا المشروع ولو يكتب له التنفيذ سينهض بالجهة وستكون له طاقة تشغيلية كبيرة جدا. ما هو مصير شركات الاحياء التي شهدت إخلالات من قبل الباعثين الذين أخلوا بكراس الشروط ؟ الأراضي الدولية وشركات الاحياء المسندة لبعض المستثمرين التي يبلغ عددها 42 شركة هي من أولى اهتماماتي استرجعنا منها 13 بمساحة تزيد عن 5000 هكتار في أقصى درجات الشفافية، حيث ثبت وجود اخلالات من قبل المستثمرين وستعالج هذه الأراضي على مستوى مركزي في وزارة الفلاحة لإعادة توزيعها بطرق مجدية. تقييمكم للوضع الأمني بالجهة؟ الأمن مستقر والأجهزة الأمنية متعاونة ونحاول دائما أن نكون يقظين وننظر إلى الأمور بطريقة استباقية، فنحن لا ننتظر وقوع المشكلة بل نأخذ الاحتياطات اللازمة والحمد لله إلى حد الآن ما عدا بعض المشاكل العادية، فالاختبارات التطبيقية والرياضية لتلامذة الباكالوريا تمت في أحسن الظروف والوضع مناسب جدا للاستثمار. ما هي استعداداتكم للامتحانات الوطنية؟ تم ضبط لجنة بعد أن عقدنا اجتماعا مع كل الأطراف المتدخلة ووضعنا كل الترتيبات اللازمة لضمان سير الامتحانات في أحسن الظروف وسنقدم الدعم اللازم لهذه اللجنة. ماهي الاستعدادات لموسم الحصاد؟ عقدنا أكثر من اجتماع استعدادا لموسم الحصاد سواء على المستوى الأمني أو على المستوى اللوجستي من نقل وتهيئة المسالك والتنسيق مع مراكز تجميع الحبوب وبعث مراكز إضافية، تابعة لديوان الحبوب... وسنعقد اجتماعا آخر لوضع اللمسات الأخيرة.