نقص كمّيات الأعلاف وغلاء أسعارها.. تهريب القطعان التونسية الى الجزائر.. الاستعدادات لموسم الحبوب واستعادة أسواق الطماطم التقليدية.. اضافة الى توفر الحليب.. هي نبذة من مشاغل الفلاحين التي نقلها المندوبون الجهويون للفلاحة خلال لقاء مع الوزير. «الشروق» حاولت نقل أبرز مشاغل الفلاحين خلال هذه الفترة.. مشاغل أساسية قد تكون الحلقة الاولى المتسببة في ارتفاع أسعار الخضر والغلال عند الانتاج.. وتلافيها يخدم الفلاح والمستهلك. أبرز المندوبون الجهويون للفلاحة خلال لقائهم بالسيد محمد بن سالم وزير الفلاحة جملة المشاغل والمشاكل التي يعاني منها الفلاحون. ولعل أزمة العلف وغلاء الأسعار ونقص كميات الأعلاف هي من أبرز مشاغل الفلاحين خلال هذه الفترة. وتعود أسباب تقلص كميات الأعلاف أساسا الى نقص في كميات الأمطار لاسميا بالجهات الجنوبية الغربية للبلاد. وأكد المربون أن الكثير من الفلاحين التجؤوا الى تهريب قطعانهم الى الجزائر لاسميا في جهة قفصة. من جهة أخرى، يشتكي المستثمرون في قطاع الفلاحة من تعطل تنفيذ أغلب المشاريع التنموية.. وأرجعوا ذلك الى تواصل الاضرابات والاعتصامات. والواضح ان تواصل الاضرابات والاعتصامات الذي فسره البعض بغياب السلطة التنفيذية وأدوات الردع، قد تسبب في نفور المستثمرين والمقاولين من تنفيذ مشاريع والدخول في طلبات عروض جديدة وهو ما حصل في ولاية سيدي بوزيد. طماطم... حليب وبطاطا وراء أزمة ارتفاع الاسعار التي يجدها المواطن في السوق، تقف مجموعة من المشاكل التي يواجهها الفلاح في أرضه والتي هي في حاجة الى الحل. ويؤكد الفلاحون ان مادة الحليب متوفرة حاليا بالكميات اللازمة لتلبية حاجيات السوق الداخلية، ويكفي ان تتم عمليات التنسيق.. ووصفوا الكميات الموجودة عند الفلاحين ب«الهامة». أما فيما يتعلق بمادة الطماطم فيرى الفلاحون والمندوبون الجهويون ان هناك مخزونا متوفرا وهاما في هذه المادة.. وان الانتاج الحالي يتطلب استعادة بلادنا لأسواقها التقليدية، اضافة الى ضرورة تثمين هذا المنتوج واعطائه قيمة مضافة. من جهة أخرى اقترح المتدخلون انتاج مادة بذور البطاطا مؤكدين قدرة الهياكل الفلاحية التونسية على انتاج هذه البذور مما يمكن من ايقاف نزيف العملة الصعبة والتي تسببت فيه أيادي الفساد حسب التعليقات. وأشار الفلاحون من جهة أخرى الى أهمية تسوية الوضيعات العقارية المتعلقة بعدد من الاراضي الفلاحية ومراجعة مجلة الاستثمارات العقارية. وزارة وحلول مشاكل عديدة يواجهها المندوبون الجهويون للفلاحة أثناء أدائهم لعملهم من ذلك تقادم أسطول العربات وغياب الاطارات اللازمة ولاسميا بعد احالة عدد منهم على التقاعد.
وحسب مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة ستعمل الوزارة في الفترة القادمة على إحكام التعامل وترشيد النفقات من خلال الضغط على المصاريف وتغيير العقليات التي لم تواكب بعد في بعض القطاعات، الثورة. وكان وزير الفلاحة السيد محمد بن سالم قد أكد من أهمية دفع قطاع الفلاحة في الجهات التي لم تنل حظها في العهد السابق. ومن المنتظر ان يتم دعم المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية بالامكانيات والكفاءات من مهندسين وفنيين وأطباء بياطرة، وذلك من خلال توزيع عادل للناجحين في المناظرة الاخيرة. وستعتمد الوزارة في الانتدابات توجها جديدا يعتمد على تلبية الحاجيات الخصوصية لكل جهة ومندوبية على حدة، وتحويل الكفاءات الزائدة عن الحاجة نحو مناطق أخرى تحتاجها. وتحرص الوزارة على مقاومة مظاهر التسيب والفساد العشوائي للإمكانيات المادية التي تستغل في غير محلها. سدود ومشاريع من المنتظر ان تتم متابعة المشاريع الهامة المعطلة في بعض الجهات والعلم على مواصلة تنفيذها.. ويذكر ان أسباب تعطل تنفيذ هذه المشاريع تعود الى الانفلات الأمني والاعتصامات والاحتجاجات خاصة المشاريع الكبرى المتعلقة بالموارد المائية كالسدود المبرمجة بعدد من المناطق والتي ستساهم مستقبلا في توزيع عادل للمياه وتوفير الماء الصالح للشراب للمناطق التي حرمت منها سابقا. أما فيما يتعلق بالنقص المسجل في مادة الامونيتر التي سجلت نقصا بعدد من الجهات نتيجة للاعتصامات التي حصلت بالمجمع الكيميائي بقابس، فسيتم توريد كميات اضافية من الأمونيتر خلال شهر فيفري لسد النقص الحاصل في هذه المادة.عموما استبشر الفلاحون بالأمطار الاخيرة واعتبروها مصدرا للتفاؤل بموسم الخضروات والزراعات الكبرى... ولعلها بشرى للمستهلك بتراجع أسعار الخضر والغلال التي يعرفها هذه الفترة أيضا.