كان يحدق في سقف مكتبه.. فجأة حك رأسه.. صرخ: «أوريكا».. وجدتها.. التونسي عندما «يحك رأسه» يطلع بطلعة بهية.. السيد وزير التربية قرر تدريس اللغة التركية في المعاهد الثانوية.. زغردوا يا عشاق «مهند»، ستشاهدون المسلسلات التركية باللغة الأصلية.. صحيح أن الوزير نيته حسنة، لأن من تعلم لغة قوم أمن من شرهم.. وفي رواية أخرى من تعلم لغة من احتلوه لا جنابة عليه، لأن تلك اللغة غنيمة حرب، تفتح آفاقا جديدة وتحارب الخصم بلغته وتختزل الزمن في امتصاص العلوم والتكنولوجيا والحداثة التي يمتلكها.. قلت إن الوزير عن «حسن نية» ولكن اللغة التركية خارجة عن هذا السياق.. اللهم إلا إذا كان هذا الخيار ملفوفا بالحنين إلى الباب العالي.. وأحفاد العثمانيين.. فتركيا أصلا لا تولي وجهها إلى العرب وإنما إلى الغرب ورغم مرور العقود مازال النادي الأوروبي رافضا قبول تركيا الواقفة على عتبة النادي.. وبالمقابل فتحت لها باب الانضمام إلى «الناتو».. ولها دور كبير في خطة الشرق الأوسط الكبير والتي قدت على مقاس إسرائيل وشركات البترول والمصانع العسكرية.. ومازال دورها متواصلا مع إسرائيل رغم «خصومات الحبايب» الظاهرة.. لأن الأجندة لا تكتمل إلا في طهران.. العلاقات بين الدول ليست وجدانية وإنما هي مصالح والمصالح تتصالح.. «دقان اللغة» لديفيد.. حتى تركيا تخاطب العالم بلغاته لا بلغتها.. لو ذكر الوزير اللغة اليابانية أو الصينية أو حتى البرازيلية لقدرنا.. ولكن التركية غير موجودة حتى في الأممالمتحدة، بينما العربية موجودة رسميا.. مخ الهدرة.. لاحظت اللكنة الخليجية في تصريحات عديد المسؤولين.. فهل سنضيف اللكنة التركية لمزيد اللخبطة.. وعندها نقول.. فلان «اتّرّك».. لغويا طبعا.. لا تاريخيا..