كثر الحديث في اليومين الأخيرين عن ظهور طاعون أصاب قطيع الأغنام في عدة جهات تونسية منها سيدي بوزيد وقد أبدى بعضهم تخوفاتهم من إمكانية تسرب العدوى إلى الإنسان. «التونسية» اهتمت بالموضوع واتصلت بالجهات المعنية فكان هذا التحقيق: زارت «التونسية» عددا من مربي الخرفان في منطقة «لسودة» من معتمدية سيدي بوزيدالشرقية الذين تراوحت تجربتهم في القطاع بين 5 و20 سنة وقد أجمع جميعهم على أن هذا المرض (الطاعون) لا يعرفونه ولم يسمعوا عنه جملة وتفصيلا لا في السابق ولا في الحاضر ولم يحدثهم عنه البياطرة الخواص الذين يتعاملون معهم في مداواة وتلقيح حيواناتهم وكذلك نفس الشيء بالنسبة للبياطرة الحكوميين الذين (حسب أقوال الفلاحين) لم يقوموا بحملات تحسيسية وتوعوية لفائدة المربين وقد ذكر بعضهم أن هذا المرض بدأ ينتشر في الجهة منذ حوالي شهر حيث تضرر منه عدد كبير في الجهة وصل عدد الخرفان النافقة عند بعضهم الثلاثين رأسا رغم الاحتياطات التي اتخذها الفلاحون من تلاقيح وأدوية تغذية ينصحهم بها البياطرة الخواص. كمال بن بلقاسم بكاري مربي أغنام منذ ما يزيد عن 15 سنة ذكر أنه يربي كل سنة ما بين 250 و350 خروفا قد تضرر من هذا المرض المفاجئ حسب رأيه وقد خسر أكثر من 30 رأسا في مدة قاربت الشهر على الرغم من أنه لم يشتر قطيعه من أسواق بعيدة بل من أسواق سيدي بوزيد. الطيب جدراوي هو أيضا فلاح ومربي أغنام ذكر أيضا أن حالات الطاعون ظهرت في قطيع الخرفان ولم تصب الأمهات وأن ثلاث رؤوس من قطيعه قد أتلفت وأن البياطرة الخواص لم يتفطنوا إلى هذه الحالات وقد كانت تدخلاتهم محدودة ووقائية لا غير. الفيروس لا ينتقل إلى البشر تحولت «التونسية» إلى دائرة الإنتاج الحيواني الذي تشرف عليه المندوبية الجهوية الفلاحية بسيدي بوزيد وهناك التقينا بالدكتور محمد الحمدوني (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالنيابة) وتحدثنا حول ظهور الطاعون وآثاره على الإنسان والحيوان فصرح أن الطاعون هو فيروس مُعْدٍ داخل قطيع الأغنام وليس خطيرا على حياة البشر وليس له دواء معين ويظهر في ورشات التسمين التي تتواجد في نقاط ومناطق عديدة من جهة سيدي بوزيد على غرار «لسودة» و«بئر بدر» و«سيدي السائح» و«سوق الجديد» و«سلتة» و«باطن الغزال». وأضاف الدكتور الحمدوني أن حالات النفوق بصفة عامة لم تتجاوز 3 % وأنه لا خوف على حياة البشر من هذا الفيروس الذي من علامات ظهوره «السيلان الأنفي» و«السيلان المعوي» وظهور أورام بفم الخروف وارتفاع في درجة حرارة جسمه وأن هذا الطاعون سيمر بطاعون المؤشرات الصغرى وليس جديدا بل يعود تاريخ ظهوره بالمنطقة منذ 2009 بعد المغرب والجزائر الشقيقتين كما أن الجهات الفلاحية المختصة على علم بذلك من خلال التحاليل التي أقيمت في الغرض وأنها حاليا بصدد دراسة الموضوع وستتدخل في الأوقات المناسبة. ودعا الدكتور في خاتمة حديثه جميع المربين إلى مزيد العناية بتنظيف الزرائب المعدة لتربية الخرفان والقيام بالتلاقيح اللازمة في الأوقات المناسبة وأخذ الاحتياطات الضرورية للحد من نسبة النفوق في القطيع.