كشفت في المدة الأخيرة المصالح البيطرية بولاية "الطارف" على الحدود الجزائريةالتونسية بأنها توصلت إلى معلومات رسمية مستقاة من الجهات التونسية المختصة بالصحة الحيوانية تؤكد بأن وباء طاعون الماشية مصدره جهة القيروان في تونس. كما قالت السلطات الجزائرية بأنها وضعت مخططا وقائيا يشارك في تنفيذ إجراءاته بياطرة القطاع العمومي والخاص إلى جانب الجهات المعنية على الشريط الحدودي للولاية الممتد على 95 كلم عبر 8 بلديات حدودية، إلى جانب المعبرين الحدوديين "أم الطبول" و"العيون". وحسب ذات المصدر، فإن مرض الطاعون وسط الماشية هو وباء فتاك وسريع الانتشار بين القطعان، خاصة وأن مخاطر تنقل عدواه عبر الحدود الشرقية يأتي من مراعي الحزام الحدودي، أين تختلط قطعان الماشية لسكان التجمعات الريفية للضفتين إلى جانب تهريب الماشية وتهريب عشرات القناطير يوميا من صوف الغنم التونسية، ذي النوعية ''المجعدة''، التي يكثر عليها الطلب في هذه الفترة بالذات من قبل العائلات الجزائرية لتجهيز العرسان. كما سيتضمن مخطط الوقاية فرض الرقابة الصحية على كل مشتقات الإنتاج الحيواني التي يستوردها المتعاملون التجاريون والتي تعبر برا بالمعبرين الحدوديين "أم الطبول" و"العيون", بما يتطلب حملة تحسيس وسط سكان الجهة وفرض رقابة مشددة على طول الشريط الحدودي بمشاركة كل الجهات المعنية. و لمزيد الوقوف على حقيقة ما رددته الجزائر بشان هذا المرض بكون ولاية القيروان هي المصدر الرئيسي لانتشار مرض الطاعون اتصلت" التونسية" بالسيد خالد السوسي رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للفلاحة بالقيروان الذي صرح لنا قائلا : " هذا المرض موجود تقريبا في جميع بلدان المغرب العربي مثل المغرب الذي اكتشفه سنة 2008 و تونس سنة 2009 ثم الجزائر في 2010 إلى جانب ليبيا التي لم تتابع هذا الوضع, و ما يساهم في عدوى هذا المرض بين تونس و الجزائر هو وجود قطعان تختلط بين البلدين منذ زمن بعيد على الشريط الحدودي , و تونس احترمت الاتفاقية الدولية للمنظمة العالمية للصحة و أعلنت يوم 16 ماي الفارط عن وجود هذا المرض لكن بنسبة قليلة جدا, كما أن وزارة الفلاحة ساهمت في السيطرة على هذا المرض من خلال التجاوب مع مندوبية القيروان و تم عزل الرؤوس المريضة في مكان بعيد و السيطرة عليه حتى لا يتفشي داخل القطيع بأي طريقة. نسبة المرض داخل القطيع التونسي بلغ عدد الرؤوس المريضة التي تم العثور عليها حسب القطيع 68 خروفا في البؤرة الأولى بمنطقة " الجواودة " من معتمدية الشبيكة إلى جانب وجود حالتين مرضيتين و حالة نفوق ( موت ), أما البؤرة الثانية فهي في نفس المعتمدية و تحديدا في منطقة الرويسات حيث تم حصر 10 حالات مرضية و3 حالات نفوق من جملة القطيع المتكون من 123 رأسا من الأغنام. وما عدا ذلك فان الوضع مسيطر عليه – حسب محدثنا – كما قال السيد خالد السويسي أن الأمر الايجابي هو نجاعة المراقبة البيطرية بالجهة رغم أن الحالات محدودة و المرض لم يمر مرور الكرام, فقد شخصناه و تمكنا من معرفته ووجوده, لذلك لم نسجل كثيرا من حالات النفوق و الجهة ككل تحت المراقبة المكثفة للحد من تفشيه, فحتى الحالات المرضية وقع التعافي منها . ما خطورة هذا المرض على صحة الإنسان ؟ طبيا لا يمثل هذا المرض ( الطاعون ) أي خطورة على صحة الإنسان لأنه ليس بالمرض الخطير – هكذا علق رئيس دائرة الإنتاج الحيواني – فهو مرض حيواني وليس له أي صلة بصحة البشر و لم يشكل أي خطورة تذكر على الإنسان فهو خاص بالحيوانات كما انه لا يمس ببقية الحيوانات الأخرى. وقد استغل السيد خالد السوسي فرصة وجوده معنا ليؤكد على "الصابة الممتازة" للعلوش هذا الموسم في القيروان التي تعد الأولى وطنيا في إنتاج الخرفان – عكس ما يتردد – و نمو الخرفان يتواصل بنسق ممتاز نظرا لتوفر إحاطة الصحية الطيبة و غياب حالات الضياع و حسن نظام التغذية مع تراجع نسبة الوفيات. و يناهز عدد الأمهات ( النعاج ) في الولاية 450 ألفا.