قابس: تقدّم أشغال مشروع تقوية أسس وإصلاح هياكل ومباني المستشفى الجامعي بنسبة 50 بالمائة    تسجيل تراجع في أسعار الأضاحي بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    انطلاق موسم الحصاد بقفصة    وزير التّربية يعاين ظروف سير اختبارات امتحان الباكالوريا بعدد من المؤسسات التربوية    دراسة جديدة.. الطريق لعلاج أوجاع الركبة يبدأ من الأذن    رسميا: منتصر التريكي أول المغادرين للترجي الرياضي    عاجل - معاليم الزبلة والخروبة : فرصة لتسوية وضعيتك الجبائية بشروط ميسّرة    المنتخب التونسي للبيزبول 5 يتأهل الى نهائيات بطولة افريقيا للأكابر زامبيا 2025    بشرى سارة لمتساكني هذه الجهة: افتتاح نقطة لبيع الموز المورد والسكر المدعم بهذه السوق..    تونس تُطمئن على حُجّاجها في البقاع المُقدّسة: عناية صحّية دقيقة وجهود استباقية    الخارجية الفلسطينية ترحب برفع عضوية فلسطين إلى "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية..    30 شهيدا فلسطينيا في استهداف اسرائيلي قرب مركز مساعدات بغزة    الليغا: أتلتيكو يمدد عقد قائده لعام إضافي    عاجل/ العثور على جثة طفلة عمرها 5 سنوات متفحّمة داخل كومة تبن..    هذه هي شروط صحّة الأضحية... تعرف عليها    كيريوس ينسحب من بطولة ويمبلدون بسبب الإصابة    هام/ الهيئة الوطنية للسلامة الصحية تقدم جملة من التوصيات الوقائية لضمان سلامة الأضاحي..    بعد الانتصار على بوركينا فاسو... المنتخب التونسي يحقق تقدمًا جديدًا في ترتيب الفيفا    الدورة الثامنة للمعرض الدولي لزيت الزيتون من 12 الى 15 جوان الجاري بسوسة    ميزة مرتقبة من ''واتساب''...لهؤلاء    استعدادات عيد الأضحى: وزارة النقل تعلن عن برنامج استثنائي لتأمين تنقل المواطنين    هذا موضوع التفكير الإسلامي في باك الآداب 2025    في المحرس: افتتاح معرض سهيلة عروس في رواق يوسف الرقيق    محسن حسن: ''الفلوس الكاش زادت برشة.. والسوق الموازية كبرت''    الليلة... قلوب الحجيج تتجه إلى مكة والمشاعر تتهيأ    هل يجوز صيام يوم العيد؟    تونس: حجز 305 أضحية تُباع بطرق غير قانونية    تنفس... ركّز... وأقرى مليح!    شنوّا تنجم تعطي لطفلك من لحم العيد؟ نصائح غذائية مهمّة لكل أم تونسية    عبد السلام العيوني يحطم رقمه الشخصي في ملتقى باريس لألعاب القوى    الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمة الله    خطير/ دراسة تحذّر: "الخبز الأبيض يسبّب السرطان"..    اليوم : إرتفاع في درجات الحرارة    جريمة قتل تونسي في فرنسا: وزارة الداخلية تصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب تركيا قبالة سواحل مرمريس..وهذه حصيلة الضحايا..#خبر_عاجل    مبادرة إنسانية في جبنيانة: سائق نقل ريفي يرافق تلاميذ البكالوريا مجانًا    كأس العالم للأندية: تشلسي يدعّم صفوفه بالبرتغالي إيسوغو    عودة منتظرة: المسبح البلدي بالبلفيدير يفتح أبوابه للعموم بداية من هذا التاريخ    وسائل الدفع في تونس بعد قانون الشيكات: تغيّرات جذرية وتحولات سلوكية    ابراهيم بودربالة: قطاع الصحة يُعدّ من أبرز المجالات الحيوية والخدماتية المتصلة مباشرة باهتمامات المواطن    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة برئيسة الحكومة..    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزير الدفاع الوطني؟    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    كوريا الجنوبية تختار اليوم خلفا للرئيس المعزول    كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة: نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي بلغت حوالي 95.3 بالمائة على المستوى الوطني    ترحيل أطفال أمريكيين مع ذويهم يثير جدلا واسعا ومطالبات بمحاسبة إدارة ترامب    أغنية "يا مسهرني" تورطه.. بلاغ للنائب العام المصري ضد محمود الليثي    الهند.. مصرع 34 شخصا في فيضانات وانهيارات أرضية    نحو تنقيح الأمر المنظم لمشاركة الأجانب في الأنشطة الثقافية: التفاصيل    أولا وأخيرا .. من بنزرت لبن قردان    خطورة الغش في الامتحانات وآثاره السلبية    البعثة الصحيّة التونسيّة للحجّ تؤمن قرابة 900 عيادة طبية يوميا بمكّة    عاجل: قناة التاسعة: لم نقم بحذف أي محتوى من الموقع على 'يوتيوب' وخاصة مسلسل 'الرئيس'    الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" في القاعات التونسية انطلاقا من 4 جوان 2025    الملتقى العربي لأدب الطفل ينطلق يوم غد الثلاثاء    وزير التربية يتابع ظروف انطلاق الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025 بعدد من المؤسسات التربوية بولايتي تونس وبن عروس    ماذا يحدث لجسمك عندما تأكل لحم العيد بهذه الطريقة؟ نتائج صادمة لا يعرفها أغلب ''التوانسة''    المؤرخ عبد الجليل التميمي يفوز بجائزة العويس للدراسات الإنسانية المستقبلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر الحلول العملية للخروج من دائرة الخطر السياسي: وضع المؤسسات الحيوية تحت إشراف القوات المسلحة وتوفير الضمانات الدولية لتحقيق الإصلاحات العامة خارج الولاءات والحسابات السياسية
نشر في التونسية يوم 26 - 08 - 2012


بقلم: الهاشمي حمدي
(ربان وخبير بحرية تجارية... ماجستير الأكاديمية البحرية)
مهما كانت الأسباب القادرة على تحويل الوضع العام إلى دمار شامل في هذه المرحلة الحساسة فان الغموض في إيجاد الحلول المناسبة لضمان الاستقرار ومواجهة المخاطر يجعل من الضروري التفكير في اخذ القرار الحاسم لتكليف القوات المسلحة بالإشراف المباشر على إدارة المؤسسات الحيوية التي تتعلق باستمرار الحياة البشرية وبالتعامل مع التظاهرات الشعبية بمقتضى الصلاحيات الممنوحة إلى رئيس الجمهورية لإعلان الأحكام والتدابير الاستثنائية المتعلقة بإجراءات الطوارئ في الحالات الخاصة طبقا للقانون المنظم للسلط العمومية وفي الوقت الذي تتشكل فيه القوى السياسية القادرة على تسهيل التعاون الخارجي لتحقيق الإصلاحات العامة وعلى تحسين أوضاع المواطن المعيشية من خلال توزيع عادل للمساعدات المالية وتفعيل إجراءات الطعن في القرارات الإدارية وفي النصوص الترتيبية المتعلقة بالحقوق الأساسية وبالتشغيل.
إن المخاطر الرئيسية التي أصبحت تهدد حياة المواطن في تواصل تدهور الأوضاع والتي تعادل الدخول في حالة حرب افتراضية تتمثل في الاضطرابات والانتهاكات التي قد تتعرض لها بالأساس مؤسسات الصحة العمومية وتوزيع المياه الصالحة للشراب ومخازن الحبوب والأدوية وتوزيع المساعدات الغذائية وحماية البيئة والغابات وإدارة رجال البحر وخدمات الموانئ وخدمات الحظائر وإدارة السجون وقوات التدخل ولذلك فقد أصبح من الضروري التفكير في تنظيم امني وعسكري بمقتضى قرار جمهوري مؤقت لمنع إدراج هذه المخاطر في الصراعات السياسية أو استعمالها كوسيلة ضغط في حين أن جميع الحكومات المتتالية لن تكون قادرة على السيطرة على الوضع إذا استمرت حالة الاحتقان من تصاعد المظالم بأغلب المؤسسات العمومية التي لا يمكن بدون حلول عملية مراقبة تسييرها لإرجاع الحقوق إلى أصحابها ولإبعاد المورطين في الفساد وفي تعطيل المصالح إذا كان ذلك من الأولويات السياسية بعد ضمان التمركز كما أن الوضع السياسي غير مناسب لضمان محاكمة عادلة بين جميع المورطين في التجاوزات الراجعة بالأساس إلى طغيان المادة على الضمير والى تفشي عقلية العلوية والتعنت الإداري وهو ما يبرر إمكانية إسقاط التتبع في شاّنها وسراح الموقوفين زد على ذلك فان الصراعات الفكرية والتبعية لا تولد غير الانقسامات والجريمة المنظمة وتقود حتما إلى الهلاك الجماعي في أوضاع كارثية.
إلا أن نفس الإشكال الذي يبقى مطروحا فيما بعد يتمثل في الإطار القانوني الذي يحدد حالات وطرق التدخل الأمني وكيفية التعامل مع حق المواطن في التجمهر والإضراب بالمؤسسات الموضوعة تحت القانون العسكري وفي إطار نصوص ترتيبية مدنية تتعلق بتسييرها وغير قابلة للطعون أمام المحكمة الإدارية وبالتالي فان توفير الضمانات السياسية على المدى البعيد للتخفيف من درجة الاحتقان الجماعي ولمواجهة التحركات التخريبية والإجرامية مهما كانت أسبابها سيكون العامل الأساسي في التوافق وفي طمأنة الرأي العام وذلك بتقديم الاستعداد لتحسين الأوضاع حسبما تتحمله ميزانية الدولة وضمان إدارة المؤسسات الحيوية من طرف القوات المسلحة بنظام طوارئ يعتمد على تمويلات خاصة وعلى التعاون الفني في عديد المجالات تحت قيادة عسكرية موحدة تتكفل بالتحقيق في جميع الانتهاكات والاضطرابات التي ترجع إليها بالنظر كما تشرّع مبدئيا ما تراه صالحا من تراتيب تنظيمية بالتشاور مع المنظمات المهنية والحقوقية التي تتكفل بالعلاقة مع المواطن.
أما فيما يتعلق بالإصلاحات العامة بعد تجاوز المرحلة الحساسة وتسلم المهام من القيادة العسكرية فان الحلول السياسية لضمان الاستقرار المالي والاجتماعي أصبحت تتوقف حسب المعطيات الأولية على التعاون الخارجي لتوفير الكفاءات القادرة في نفس الوقت على مراقبة إدارة المؤسسات المدنية حسب التشريعات الملائمة وكذلك على ضمان الشفافية في المعاملات لحل مشاكل الشغالين والمعطلين بمقتضى تعهدات تامين دولية من مخاطر التسيير أو اتفاقيات شراكة بضمان المردودية على أن يتم فيما بعد توزيع المسؤوليات من طرف الحكومة بأوامر وقرارات تعتمد فقط على ملاحظات الخبراء المراقبين بتكليف دولي وعلى تقارير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
ويتمثل التامين الدولي من مخاطر التسيير في ضمان جميع التعويضات عن الأضرار المادية والبشرية الناتجة عن أخطاء في الرقابة الضرورية لمنع التجاوزات والاخلالات عند وضع المؤسسات المدنية تحت إشراف الخبراء المراقبين الذين تمنح لهم في المقابل جميع التشجيعات والتسهيلات المادية التي تمكنهم من مباشرة وظائفهم ويقع الاتفاق على صرف مبالغ التعويض مباشرة إلى الخزينة العامة في إطار التحكيم الدولي أو إلى شركات التامين من المخاطر المصرفية بمقتضى أحكام قضائية إذا تم إدراج حماية المسؤولية المدنية المتعلقة بالمبادلات الخارجية في برامج تدخل الرقابة الدولية وحسب الطريقة المتفق عليها بالتشاور مع المصالح المختصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.