استأنفت بطولة الرابطة المحترفة الأولى نهاية الأسبوع المنقضي نشاطها بعد راحة قاربت الشهرين بإجراء مباريات الجولة الخامسة والعشرين، جولة حملت في جرابها تعثر المتصدر الترجي التونسي بباجة وسقوطه بالثلاثة أمام الأولمبي الباجي هزيمة جعلت ملاحقه المباشر النادي البنزرتي يقاسمه الزعامة مناصفة برصيد 57 نقطة بعد انتصار قرش الشمال على الاتحاد المنستيري بهدفين دون ردّ التشويق والإثارة لم يقتصرا على قمّة الترتيب بل شملا أيضا الصّراع في القاع فأمل حمام سوسة أعاد الأمل لنفسه بعد انتصاره الهام على نادي الضاحية الجنوبية بهدف يتيم لكنه غال بكل المقاييس. نجم بني خلاد ورغم بدايته القويّة إلاّ أنه تهاوى في الرّمق الأخير من المباراة وسقط في فخّ التعادل مع الملعب التونسي تعادل أسعد الضيوف لكنه زاد من تعقيد وضعية «الخلادية» الذين أًصبح عدم المحافظة على الأسبقية طابعهم المميّز. ولمزيد تسليط الضوء على الجوانب الفنية كالعادة يقدم المحلل الفني سمير الجويلي قراءته الخاصة للجولة: الأولمبي الباجي الترجي التونسي (3 - 1): «أخطاء دفاعية قاتلة» النتيجة قد تكون مفاجئة بالنسبة للرأي العام الرياضي لكنها «مستحقة» إذا ما اعتبرنا غياب الروح وحب الانتصار عن لاعبي الترجي الذين دخلوا المباراة منتصرين من بدايتها قبل أن يصطدموا بهجمات وقذائف «باجية» مرتدّة ساعدتهم فيها أخطاء دفاعية ترجية بدائية قاتلة كلفتهم قبول ثلاثة أهداف في الشوط الأول. ورغم تحسّن مردود الترجيين خلال الشوط الثاني فإن حسن انتشار لاعبي الأولمبي الباجي وإصرارهم الكبير على مجاراة هذا الشوط كما يريدون رجّح كفّة «الباجية» للخروج بنقاط المباراة كاملة، انتصار الأولمبي الباجي مهم ومهم جدا لباقي المشوار في حين أنّ هزيمة الترجي لا تفسير لها سوى الغرور الذي أصاب لاعبيه وسقوطهم في فخ استسهال المنافس والترجي الآن سيكون في وضعية لا يحسد عليها فالضغط سيصبح مسلطا عليه أكثر فأكثر خاصة وأن العثرة ممنوعة في باقي الجولات لأن النادي البنزرتي بالمرصاد. النادي البنزرتي الاتحاد المنستيري (2 - 0): «البنزرتي ... في ثوب البطل» «قرش الشمال» دخل المباراة وهاجسه الوحيد هو تحقيق الانتصار لتشديد الخناق على الترجي هدد مرمى الاتحاد منذ البداية والليبي «الزوي» أهدى فريقه هدف السبق والفريق من ذلك الوقت أضحى يقدم عروضه الفرجوية ويبدو أن لاعبيه كانوا على علم بنتيجة الترجي التي منحتهم حافزا ودافعا قويّا للخروج بنقاط الفوز لاستغلال تعثر منافسهم المباشر على لقب البطولة فضغطوا على لاعبي الوسط والدفاع بالاتحاد المنستيري وأصبح الفريق يجاري نسق اللقاء حتى تمكن «الرجايبي» من تضعيف النتيجة والتي ضمن بها النادي البنزرتي الالتحاق بالصدارة مع الترجي. الاتحاد يعيش على وقع التحويرات من لاعبين جدد وإطار فني جديد وحتى أسلوب اللعب الذي اعتمده «الليلي» في أوّل مباراة لم يؤت أكله ف«لعب الكرة الطويلة» أفقد طابعه الفرجوي الذي كان يميّزه في جولات خلت، على كل الاتحاد موجود بوسط الترتيب برصيد 29 نقطة، لكن ذلك لا يعني أنه بمنأى عن دائرة الهبوط وعليه فإنّ لاعبيه مطالبون أكثر بالتركيز والحضور الذهني والبدني. مستقبل المرسى النجم الساحلي (0-0): «الفريقان... رضيا بالتعادل» فريق الضاحية الشمالية استقبل النجم الجريح بعد هزيمة رابطة الأبطال والأجواء المشحونة التي رافقت أحداث أولمبي سوسة دخل المباراة من أجل مباغتة فريق جوهرة الساحل منذ البداية إلاّ أنّ اللمسة الأخيرة خانت لاعبي خط الهجوم على غرار «ضو» و«الميساوي» باعتماد الهجمات المرتدة في عمق دفاع النجم الذي بان بالكاشف أنه مازال لم يتخلص بعد من مخلفات هزيمة الترجي واكتفى باللعب في منطقة وسط الميدان دون مجازفة تذكر وكأن بنتيجة التعادل تمثل «طوق نجاة» وهذا أمر يدعو للاستغراب ويثير موضوع التحضير النفسي الذي سبق الإعداد لمباراة عبد العزيز الشتيوي، تعادل لا يخدم الفريقين ولا مطامحهما الإفريقية. النادي الإفريقي النادي الصفاقسي (1-1): «كلاسيكو.. صامت وباهت» كانت مثل هذه المباريات تتسم بالنديّة والتنافس الشديدين، لكن المستوى بملعب المنزه لم يرتق إلى آمال المتتبعين ولم يتجاوز المتوسط، النادي الإفريقي نزل ب15 لاعبا فقط أي أربعة لاعبين على مقعد البدلاء وهو ما يعني محدودية الاختيارات التي سيواجهها «برنار كازوني» والتي ترجمتها أقدام اللاعبين على أرضية الميدان فالكلاسيكو مرّ بجانب الحدث ولم نشاهد مباراة مشوقة باستثناء بعض المحاولات المحتشمة من كلا الجانبين. النادي الصفاقسي في الشوط الأوّل أحكم غلق المنافذ المؤدية إلى مناطقه بشل تحركات لاعبي الإفريقي في دائرة المنتصف مقابل الاعتماد على الهجمات المعاكسة السريعة والتي أسفرت عن ركلة جزاء فشل فاتح الغربي على إثرها في منح الأسبقية لصالح فريقه ومنذ ضربة الجزاء المهدورة تأثر لاعبو النادي الصفاقسي ولم يتقدموا أكثر. الشوط الثاني كان أفضل من الناحية الفنية ولاعبو النادي الصفاقسي كانوا أكثر إصرارا وترجموا ذلك بهدف أوّل لكنهم لم يستغلوا التذبذب في دفاع الإفريقي لتضعيف النتيجة بل على العكس قاموا بأخطاء فادحة منحت الإفريقي فرصة تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة، على كل النادي الإفريقي في طور البناء والنادي الصفاقسي كذلك بصدد تكوين فريق جديد ستتشكل ملامحه مستقبلا. قوافل قفصة ترجي جرجيس (2 - 1): «القفاصة»... لا يساومون على ملعبهم «دربي الجنوب» عادت فيه الكلمة النهائية للقوافل التي تؤكد من جولة إلى أخرى أنها لا تساوم على أرضية ملعبها، دخلت المباراة بقوة وسجلت هدف السبق ثم اتسم مردود اللاعبين ببعض «التراخي» ممّا منح الأسبقية في تهديد المرمى لترجي جرجيس الذي أدرك التعادل وحاول مباغتة خصمه إلاّ أنّ خبرة لاعبي القوافل في مثل هذه المباريات مكنتهم من اختطاف هدف الفوز وللأمانة فإن القوافل مكانها الرابطة الأولى في حين أنّ وضعية ترجي الجنوب تسير نحو الأسوإ وأعتقد أنّ اختيار تغيير المدرّب لم يكن في محله فالفرنسي غير ملم بالفريق ويتطلب وقتا طويلا لمعرفة النقائص وإيجاد الحلول والحال أن البطولة لم يبق من عمرها إلا خمس جولات فقط! شبيبة القيروان مستقبل قابس (2 - 1) «انهيار بدني كبير» انتصار الشبيبة على مستقبل قابس كان منتظرا في ظل الوضعية التي يمر بها فريق «الجليزة» من تأزم في النتائج وعدم استقرار على مستوى تركيبة اللاعبين بقدوم وجوه جديدة ومغادرة أخرى مقابل استمرارية على مستوى الإطار الفني لفريق عاصمة الأغالبة مع تدعيم المجموعة الحالية بلاعبين ذوي خبرة. المباراة دخلتها الشبيبة بقوة منذ البداية مسجلة هدف السبق أما مستقبل قابس فاكتفى باللعب في منطقة وسط الميدان ومن المرّات القلائل التي شاهدنا فيها الفريق يتجاوز منطقة وسط الشبيبة تلك التي أثمرت هدف التعادل، في الشوط الثاني وعلى عكس ما كنا نتصوّر من مستقبل قابس أنه سيواصل الضغط على الأقل فوجئنا بانهيار بدني تام للاعبيه كلفهم قبول هدف ثان كان بمثابة رصاصة الرحمة التي عجلت بتجرعهم لهزيمة جديدة، واعتبر أن البداية المتأخرة لتحضيرات وحالة التململ والتذبذب الإداري هي السبب في تراجع مستوى اللاعبين من الناحية البدنية. أمل حمام سوسةحمام الأنف (1 - 0): «المباريات الودية.. سهّلت المأمورية» الوضعية نفسها يعيشها الفريقان تقريبا كل فريق كان مطالبا بتحقيق الانتصار ولا غير الانتصار للهروب من «شبح النزول»، الأمل استعد جيّدا لهذه المباراة لإدراكه أنها مباراة من فئة 6 نقاط على اعتبار أنّ نادي حمام الأنف هو منافسه المباشر وعليه قام بسلسلة من المباريات الودية حسّنت وطوّرت من الأداء الجماعي للفريق وترجمها اللاعبون في هذه المباراة بتحقيق انتصار ثمين ارتقى به الفريق من القاع إلى المرتبة 12 برصيد 25 نقطة بفارق خمس نقاط عن متذيل الترتيب، بالنسبة لنادي حمام الأنف يمكن الجزم أنّ المشاكل الإدارية التي يتخبّط فيها والحديث عن الإقالات والاستقالات المنتظرة أثّرت بشكل أو بآخر في نتيجة هذه المباراة. النجم الخلادي الملعب التونسي (1-1): «الخلادية... ومشكل المحافظة على الأسبقية» النجم الخلادي كان مطالبا بنتيجة هذه المباراة أكثر من أيّ وقت مضى بسبب تقوقعه في مؤخرة الترتيب بادر بتهديد دفاع الملعب التونسي وخلق عديد الفرص السانحة للتسجيل وكان له ما يريد في مناسبة وحيدة إلاّ أنّ الفريق يعاني من «معضلة عويصة» اسمها المحافظة على الأسبقية فالنجم الخلادي في عديد المناسبات كان متقدّما في النتيجة لكنه يسقط في ما بعد ويقبل الأهداف ويتجرّع مرارة الهزائم على التوالي ومباراة الملعب التونسي لم يخالف فيها العادة وسقط مجددا ليجد نفسه في عنق الزجاجة والوضعية ما فتئت تتعقد أكثر، بالنسبة للملعب التونسي نقطة ثمينة على درب الابتعاد رويدا رويدا عن «شبح الهبوط»!!