تبعد حامة الجريد عن مركز الولاية توزر حوالي 9 كلم وتشتهر بحماماتها المعدنية المتأتية من ينابيع طبيعية تخرج من باطن الأرض وحامة الجريد ما كانت لتكون لو لم يقع اكتشافها والعثور على هذه الينابيع من قبل بعض القبائل الرحّل التي كانت تستريح في «عين النجوع» التي كانت تعرف بمياهها العذبة إلا أنها اندثرت لنفاد المخزون المائي بها فأصبحت شبه قاحلة بعدما كانت خضراء يانعة. وقد كان بهذه المنطقة العديد من الحمامات التي كان يؤمها العديد من الزوار قصد الاستحمام والاستشفاء من أمراض المفاصل والروماتيزم تمتاز بهواء نقي فهي محطة استشفائية تقليدية لمدن وقرى الجريد. وكان الزوار يتوافدون عليها خاصة في فصل الصيف وهي تستهوي عمال المناجم الذين يقضون فيها عطلهم السنوية للراحة والتداوي وتم تخصيص منازل للإقامة تكترى لمدة أسبوع أو أكثر. عادات ومن عادات سكان توزر ودقاش ونفطة قضاء أيام من الصيف في الحامة مما خلق بينهم مودة متينة وميزة خاصة أضفت جوا ملؤه الإخاء بين كل السكان كما كانت حامة الجريد مشتهرة بإنتاج البطيخ والفقوس والقناوية وغيرها من الخيرات الأخرى إلا أنه باندثار جل الحمامات بها تقلص عدد الوافدين عليها وركدت الأنشطة وتقلصت بذلك الحركة الاقتصادية رغم أن الزوار خلفوا وراءهم الكثير من الشواهد المتعلقة بالتراث والعادات ومن أبرزها «الدلالات» اللواتي يعرضن بضائعهن المختلفة على النساء فتشهد الحمامات اكتظاظا وتعيش نشاطا متميزا وحركية غير عادية. تقلص وكانت بلدية المكان قد أعادت واحدة منها في محاولة لرد الاعتبار للمكانة «الاستشفائية» لهذه المنطقة التي تعيش على وقع فسيفساء من المشاريع شملت جميع المجالات لاسيما البنية الأساسية من طرقات وترصيف وتنوير وتطهير وتجميل للمدينة ولمداخلها وغيرها من الإضافات الأخرى التي ساهمت في نهضتها وتجري المساعي لمزيد توفير المياه الحارة لاستغلالها في بعث حمامات استشفائية جديدة تنتظر المستثمرين في هذا المجال في حين تم إعداد دراسة لإعادة إحياء «عين النجوع» حيث سيتحول هذا الموقع إلى منتزه بالإضافة إلى بناء معهد ثانوي جديد بها وحامة الجريد هي الآن وأكثر من أي وقت فات بحاجة ماسة وأكيدة إلى تركيز معتمدية بها خاصة وقد توفرت لها جل المقومات الأساسية وبعث معتمدية بها سيساهم حتما في تحقيق النقلة النوعية التي ينشدها متساكنو هذه المنطقة فضلا عن تدعيم عدد المعتمديات بولاية توزر حيث أن العدد الحالي لا يتجاوز الخمسة كما أن منطقة المحاسن ترنو إلى بعث دائرة بلدية بها شأنها في ذلك شأن مدينة حزوة. فهل ترجع حامة الجريد إلى سالف إشعاعها بمحطاتها الاستشفائية وهذا الأمل يتوقف على المبادرة من أبناء الجهة وعلى الراغبين في الاستثمار في هذا المجال !!؟