يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي لمنع الانتحار، ويعتبر الانتحار السبب الثالث للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان، مما جعل منظمة الصحة العالمية أمام تحد كبير لدراسة الأسباب ووضع العلاجات والحلول اللازمة لتقليل حالات الانتحار والكشف المبكر عن المنتحرين ووضع الاستراتيجيات اللازمة من أجل عالم خال من الانتحار. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن نحو مليون شخص ينتحرون سنويا أي بما يعادل حالة انتحار كل 40 ثانية، وما يوازي 16 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، وقد زادت معدلات الانتحار في السنوات الأربعين الأخيرة بنسبة 60% في جميع أنحاء العالم مع تسجيل أكثر من 5 ملايين حالة انتحار فاشلة. وقد عرفت معدلات الانتحار في تونس، ارتفاعا خصوصا مع اندلاع الثورة، حيث أقدم العديد على الانتحار أكثرهم باستخدام البنزين والنار وقد كشفت الأرقام عن تطور حالات الانتحار ومحاولة الانتحار ما بعد نظام بن علي حيث أظهرت إحصائية حديثة أن حالات الانتحار ومحاولات الانتحار التي تم تسجيلها في بلادنا السنة الماضية بلغت 111 حالة منها 69 حرقا أي ما نسبته 63 % من مجموع المحاولات المذكورة . كما كشفت دراسة أجراها ثلاثة من كبار أطباء الأعصاب والأمراض النفسية التونسيين أن نسب الانتحار ارتفعت بشكل مفزع في تونس وأصبحت تفوق ماهو عليه في اغلب الدول العربية. وتقدر بعض المصادر عدد محاولات الانتحار سنويا بواحد في الألف أي أن زهاء عشرة آلاف تونسي يحاولون الانتحار كل عام تنجح فرق الإسعاف في إنقاذ اغلبهم. وقالت الدراسة إن هناك أسباب عديدة وراء هذه الظاهرة منها أفلام العنف للصغار والكبار، والأغاني التي تشجب الحبيب الغدار والخليلة الخائنة، والطموحات التي باتت بلا حدود وأوهام نشرتها آلاف القنوات الفضائية في كل بيت، وسلوكات غريبة في الأحياء الشعبية والغنية على حد سواء .