تعيش الساحة المسرحية هذه الأيام غليانا بسبب تأخر صرف منح العروض المدعمة وقد أكد لنا عدد كبير من المسرحيين أنهم يعيشون في ضائقة مالية كبرى خاصة بعد أربعة أشهر من الجفاف المادي في مستهل السنة ونقصد أشهر جانفي وفيفري ومارس وأفريل حيث تأجل صرف المستحقات بسبب تأخر المصادقة على الميزانية من قبل المجلس التأسيسي ثم صرف ثلث الميزانية فقط وفي أخر فصل الصيف يتجدد السيناريو من جديد ويضطر المسرحيون أن يقضوا العيد والعودة المدرسية دون أن يتمكنوا من مستحقات العروض المدعومة التي قدموها. وقد علمنا أن الإشكال تمحور في البداية في شخص السيدة المكلفة بمتابعة الملف حيث خرجت في عطلة سنوية دون أن تترك من يعوضها وهذا خطأ إداري لأن الإدارة لا تتوقف على شخص واحد كي لا تتعطل وثانيا وعندما عادت من عطلتها علمنا أن الإشكال أصبح بيد وزارة المالية التي تأخرت في صرف الفواتير. وبينما الغليان على أشده في الساحة المسرحية خاصة بالنسبة للذين يعيشون من عائدات أعمالهم ومن عروضهم المدعومة فاجأتنا وزارة الثقافة بإعلان رسمي عن التركيبة الجديدة للجنة الخاصة بالنظر في ملفات الدعم الموسيقي والتي يرأسها الملحن الكبير محمد رضا، وذلك للنظر في ملفات الموسيقيين الراغبين في الحصول على الدعم للإنتاج الغنائي والتي شرعت في التنسيق مع فتحي العجمي مدير إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة في عقد اجتماعاتها بمعدل اجتماعين في الأسبوعين وأعطت الموافقة في أول اجتماع لها على دعم الإنتاج الغنائي لكل من الفنانين حسن الدهماني وأسامة فرحات ومقداد السهيلي ومحمد الجبالي وعدنان الشواشي وفوزي الغريبي. وأكد البيان أن لجنة الدعم الموسيقي في تركيبتها الجديدة قد أعدت خارطة طريق متطوّرة في تعاطيها مع الإبداع الموسيقي بتخصيصها لدعم خاص بانتاج الأطفال من خلال الكورالات مع فتح الأبواب للطاقات الفنية داخل البلاد مع التشجيع الدائم للاغاني التي تستمد مضامينها من روح الثورة. طريقة العمل المستقبلية تفتح مما لا شك فيه آفاقا كبيرة للعمل بكل اريحية ولكن إذا كان العمل بالطريقة القديمة من خلال تعطيل الملفات وتأخير صرف المستحقات فهذا يخلق تشنجا كبيرا على الساحة خاصة لدى أصحاب الأعمال الإبداعية ذات التوجه الفني والتي لا تخضع لمنطق الربح والخسارة .