قالت قناة «مصراتة» الليبية إنها حصلت على تسجيلات صوتية ومرئية تؤكد أن الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل الذي يقيم في النيجر هو من يدير معارك بني وليد عبر أوامر وتوجيهات أصدرها لأنصار والده في ليبيا. واتهمت القناة – بحسب التسجيلات التي بحوزتها – من سمتهم «أزلام النظام السابق» بالتحريض على الفتنة وسفك الدماء والخروج عن شرعية الدولة وعدم الاعتراف بثورة «17 فبراير» (فيفري). وتضمنت التسجيلات التي أذاعتها قناة مصراتة تسجيلا للمدعو «حمزة التهامي» وهو ينقل الأوامر والبيانات والنداءات من الساعدي القذافي للموالين له ولوالده الراحل والمطلوبين للالتحاق فورا بجبهات القتال ضد قوات الجيش الوطني، معترفا بأن الذين يقاتلون الآن في بني وليد هم المطلوبون والفارون من كافة المناطق الليبية. وذكرت المصادر ذاتها نقلا عما ورد بالتسجيلات أن الساعدي القذافي محبط لعدم استجابة الكثير من أنصاره لنداءاته التي دعاهم فيها لتنفيذ عمليات تفجير نوعية واستهداف المؤسسات والمرافق الحيوية في البلاد، ومهاجمة من سماهم الساعدي القذافي ب «الجرذان». كما تضمنت هذه التسجيلات، الاتصالات اللاسلكية بين المسلحين وغرفة عملياتهم العسكرية التي تحدد نوعية العمليات، وإصدار الأوامر، وتوجيه المسلحين المطلوبين بالتمركز واستهداف قوات الجيش، وعدم الاستسلام، وتعليمات مشددة للعصابات المسلحة في البوابات بمنع أهالي وسكان بني وليد المدنيين من الخروج والنزوح خارج المدينة، واتخاذهم دروعا بشرية. من جهتها اتخذت السلطات الليبية جملة من الإجراءات العاجلة لاستقبال الآلاف من الأسر النازحة من المعارك الدائرة في مدينة بني وليد بين قوات الجيش والمسلحين المتحصنين بالمدينة. وأعلنت لجنة إدارة أزمة بني وليد الحكومية عن فتح عدد من المراكز لاستقبال النازحين في عدد المدن المجاورة لمدينة بني وليد، والتكفل بنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات القريبة. وحددت اللجنة في تقرير لها، مدن نسمة وترهونة وزليتن وسرت والعربان، كمدن أساسية لاستقبال النازحين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة هربا من المعارك التي تدور في بني وليد.وطلبت اللجنة من وزارة الشؤون الاجتماعية تزويدها بخيام وأغطية ومواد غذائية، في الوقت الذي شرعت فيه بإعداد قوافل إغاثية لتزويد النازحين إلى المدن المحددة بالمواد الغذائية ومياه الشرب وحليب الأطفال. وتستعد الأجهزة الأمنية الليبية للتوجه الى مدينة بني وليد لضبط الأمن وحفظ النظام فيها، بعد تمشيطها نهائيا من المجموعات المسلّحة.