لم يكن المردود العام للنّادي البنزرتي عشيّة الأحد الماضي في مستوى التطلّعات خصوصا بعد الوجه المرضي الذي أظهره القرش في أولى الجولات ضد النّادي الإفريقي بملعب رادس والعودة إلى الدّيار بنقطة تبدو ثمينة من النّاحية المعنويّة لترميم ما خلّفته بعض التراكمات الماضية من تجاذبات داخليّة وتغييرات داخل المجموعة. أبناء عاصمة الجلاء لاحوا مرهقين بدنيّا، وعلى عكس عادتهم لم ينجحوا في بسط أسلوب لعبهم المعتاد خصوصا على مستوى صنع الهجمة والتدرّج بالكرة، بعد أن فقد خطّ الوسط نجاعته بتراجع المستوى الفنّي لنور حضريّة الحاضر الغائب في لقاء المرسى. المطلوب المزيد من المراجعة بات واضحا مدى تأثّر البنزرتيّة بجاهزيّة حضريّة من عدمها، والحال تلك فإنّ إدارة النادي أصبح لزاما عليها التفكير منذ الآن في تدعيم خطّ الوسط والبحث عن حلول بديلة تبعد القرش من فرضيّة الاسم الواحد والعنوان الواحد، فقد أثبتت الأيّام الخوالي تأثر الجانب البنزرتي بغياب حضرية آو تراجع مستواه كما هو الحال في الأمتار الأخيرة لنسخة الموسم الماضي، ناهيك وأن قادم الاستحقاقات بقرب بدء التصفيات الإفريقية لدوري المجموعات شهر مارس القادم تتطلّب رصيدا بشريّا محترما تنتفي فيه صفة الأساسي من البديل، لما لمثل هذه الرهانات من أجواء تختلف كثيرا عما عليه الحال في بطولتنا، دون أن ننسى فرضية رحيل أحمد حرّان شهر ديسمبر المقبل إذا ما لم يكن لإدارة بن غربية رأي مغاير. هل صحّ انتداب «زياية» ؟ بعدما قيل الكثير من حوله قبل حلوله بمركب 15 أكتوبر ببنزرت، والهالة الإعلاميّة التي طبعت مقدمه، لا يزال زياية يبحث عن توازنه المفقود حتّى بات محلّ انتقادات مبكّرة من قبل بعض الحاملين لزاوية رؤية فنّية ناهيك وأنّه لم يثبت إلى حدّ الآن أحقّيته بقيادة الكتيبة الهجوميّة للبنزرتيّة وفرّط في قنص أهداف سهلة تنفي عنه صفة القنّاص، لذلك لا عجب أن ينتصر البنزرتي أمام المرسى بأهداف أثّثتها أقدام الدفاع والوسط. الخطّ الهجومي بدوره بات محلّ مراجعة وتفكير إذا ما رام الفريق المشاركة في النسخة القادمة لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بعقليّة الطّامع في الذهاب إلى الأمام بعيدا عن لغة المشاركة ومجرّد الحضور. «زعيّم» ينتفض يبدو أنّ كمال زعيّم بدأ يتحسّس بشيء من الاستحياء طريقه إلى حسن الاندماج داخل المجموعة، وأثبت خلال حضوره وإن كان بصفة البديل أمس الأوّل ماله من الإمكانيّات تجعله قادرا على تحقيق الإضافة بما يتمتّع به من خبرة خصوصا على مستوى الكرات الثّابتة. ظهور زعيّم بمظهره الجديد أسعد الأحبّاء في انتظار التأكيد والثبات على الأداء في قادم المشاركات. والآن إلى مواجهة الرّجاء ميدانيّا ، يستعدّ أبناء نورالدين السعدي هذا الأسبوع للدخول في أولى التحضيرات الخاصّة بمواجهة الرجاء البيضاوي المنتشي بإحرازه الكأس السّابعة في تاريخه إثر فوزه أمس الأول على الجيش الملكي في المباراة النهائية بملعب الأمير عبد الله في الرباط. النّادي البنزرتي مطالب بالثأر الكروي لهزيمة الذهاب وتعديل بعض الأوتار التي باتت بحاجة ملحّة للمراجعة خصوصا من الناحية البدنيّة، والإيمان بمنطق الكرة الذي لا يعترف بالحسابات المسبقة ولا يرضى بتكهنات الورق ولغة الارقام. بعثة الرجاء ستصل يوم 23 نوفمبر الجاري، والأنظار ستبقى مشدودة لملعب 15 أكتوبر ببنزرت عسى يفعلها البنزرتي ويقم الدليل على أنه فعلا من طينة الكبار.