قدّرت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية سليانة انتاج الجهة من الزيتون لهذا الموسم ب33 ألف طن أي ما يقابل 6500 طن من الزيت. وطبقا لما ورد على لسان السيد فتحي الهيشري رئيس دائرة الانتاج النباتي فقد انطلق موسم الجني مطلع الاسبوع الثالث من شهر نوفمبر المنقضي في أغلب مناطق الولاية التي تغطي فيها غابات الزياتين مساحة تناهز 69 ألف هكتار وتضم اكثر من 6 ملايين شجرة ثلاثة أرباعها منتج. نفس المصدر اكد لمراسل «التونسية» ان الجهة تتوفر على 20 معصرة تقدر طاقة تحويلها اليومية بنحو 1400 طن من الزيتون وقد تم اتخاذ كافة التدابير قبل انطلاق الموسم لتأمين افضل الظروف لجني الصابة ونقلها وتحويلها وتخزين الزيوت ومعالجة مادة المرجين بطرق فنية في اطار المحافظة على البيئة من التلوث. ويوفر موسم الزيتون في ولاية سليانة الذي يدوم حوالي ثلاثة اشهر في السنوات العادية نحو 486 الف يوم ويحتاج الى 5700 عامل في المركبات وشركات التنمية الفلاحية بينما تعتمد المستغلات الصغرى على اليد العاملة العائلية. وتلوح في الأفق بالنسبة لهذا العام أزمة في سواعد الجني يمكن ان تؤثر على ظروف حسن سير جمع الصابة في الجهة حيث لوحظت بوادر بطء ملحوظ في نسق الجني على الرغم من العروض المغرية من بعض الفلاحين والمتمثلة في اقتسام المحاصيل على قاعدة النصف عوضا عن الصيغ الأخرى المعمول بها كحصول العامل على ثلث الانتاج اليومي او الأجر المتداول والذي يفوق احيانا 15 دينارا يوميا. لذلك تتوقع المصالح الفلاحية تسجيل نقص حاد في اليد العاملة بنحو 2300 مما استوجب التفكير جهويا في امكانية التقليص من عدد العاملين بالحضائر في مناطق الانتاج وتوجيههم ظرفيا نحو جني صابة الزيتون كعملة فلاحيين. يذكر ان جهة سليانة تمتاز بنوعية زيوتها ذات التركيبة البيوكيمياوية عالية المواصفات والممتازة النكهة بفضل المناخ الملائم وكذلك التربة لغراسة هذه الشجرة المباركة. كما ان من خصائص زيت زيتون سليانة عدم التجمد مهما تدنت درجات الحرارة في فصل الشتاء وهو ما يجعل التجار والمنتجين يتوافدون من الجهات الأخرى وخاصة الساحلية منها لاقتنائه لتثمين الزيوت الأخرى وهذا ما يؤكده العارفون. من جهة أخرى تنفّذ حاليا في ولاية سليانة خطة فلاحية مرحلية لانتاج زيت الزيتون البيولوجي المطلوب في الأسواق الخارجية. وتعتبر النتائج الأولية المسجلة الى حد الآن مشجعة للغاية وهي محل متابعة دقيقة من لدن الدوائر الفنية المسؤولة ومن المتوقع حسب مضمون هذه الخطة وأهدافها المستقبلية ان تصبح الجهة في آفاق 2016 من أهم الجهات المتخصصة في انتاج الزيتون وزيته البيولوجيين لما لهما من قيمة صحية واقتصادية وتصديرية لا يستهان بها. بقيت الاشارة الى ان توفر الزيت والزيتون في هذه الأيام قد حرر جيوب العائلات نسبيا من وطأة ارتفاع اسعار الخضر... وما احلى مشهد «لمة عائلية» حول فطور مكوناته خبز الطابونة التقليدي (شعير او قمح)، والزيت والزيتون مع شاي في غابة تنطق اشجارها خيرا عميما وتوحي ثمارها بالبركة.