بن شريفية والمحيرصي والجويني كانوا أفضل لاعبي الترجي الرياضي في لقائه الأخير ضد شبيبة القيروان وقد صنع هذا الثلاثي الفوز العريض لفريق باب سويقة على فريق لم يتذوق طعم الهزيمة ولم يقبل أي هدف قبل تحوله إلى رادس لمواجهة الأحمر والأصفر وهو ما يعني أن الانتصار يعود إلى قوة الترجيين بالأساس وإلى إضافات بعض لاعبيه وإنجازاتهم الرائعة التي صنعت الفارق ضد منافس محترم يعد من أحسن فرق الرابطة المحترفة الأولى في هذا الموسم.. الفوز العريض والساحق للأحمر والأصفر يوم السبت الفارط جماعي بدون شك شارك فيه كل اللاعبين لكن الامتياز والإضافة كانا من نصيب شبان وأبناء النادي الذين تألقوا بصفة خاصة وأكدوا جدارتهم بمكانهم كأساسيين في التشكيلة رغم المنافسة الشديدة من «الكبار» والأجانب. أسد الشباك.. والعادة الحميدة مباراة الشبيبة السبت المنقضي ليست المقابلة الأولى التي يستأسد فيها معز بن شريفية وينقذ مرماه وفريقه من أهداف محققة فحارس الترجي الرياضي تعود على ذلك منذ انطلاق البطولة ولم يحد عن هذه القاعدة في أي لقاء... أمس الأول لاح تألق بن شريفية بصفة خاصة في الشوط الثاني وبالتحديد في النصف الأول من هذه الفترة والذي أتيحت خلاله ثلاث فرص حقيقة سانحة للتهديف كان استغلال واحدة منها فقط سيعيد فريق الأغالبة في النتيجة وفي المباراة وكانت المواجهة ستعرف حينها نهاية مغايرة للتي شاهدناها لكن معز رفض ذلك وتصدى لكل الكرات التي كانت ستغير مجرى المباراة ومكن فريقه من المحافظة على أسبقيته قبل تدعيمها في أواخر الشوط والخروج بانتصار عريض دعم به الترجي الرياضي مكانه في صدارة الترتيب فكان كالعادة السد المنيع أمام المرمى لتغطية وتفادي الغلطات الدفاعية التي تتزايد من أسبوع إلى آخر. «المحيرصي» مفاجأة «معلول» السارة حين رأينا اسم ادريس المحيرصي أمس الأول في التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي على ورقة التحكيم قبل انطلاق اللقاء ضد الشبيبة استغربنا صراحة من هذا الإختيار وتساءلنا كيف يتم إقحام لاعب تدرب أسبوعا واحدا مع المجموعة في التركيبة الأساسية وكيف تحول المحيرصي من لاعب مبعد عن فريق الأكابر إلى لاعب أساسي في ظرف بضعة أيام؟.. الإجابة عن تساؤلاتنا لم تتأخر في الحقيقة فالدقائق الأولى أثبتت أن المحيرصي هو اخطر لاعب في هجوم الترجي الرياضي وأكثرهم حركية وتنقل على الميدان وبالتالي قلقا وإحراجا لدفاع الشبيبة وأدركنا أن نبيل معلول لم يمنح المحيرصي مكانا في التشكيلة من أجل سواد عينيه أو لإرضائه بعد فترة الإبعاد بل لأنه كان يدرك أن لاعبه كان جاهزا وبالتالي قادرا على إفادة الفريق وهذا ما حصل بالضبط حيث كان العائد ادريس المحيرصي رجل الشوط الأول وأحد صناع تقدم الترجيين في النتيجة في نهاية هذه الفترة. اختيار معلول كان صائبا على أكثر من مستوى فقد صنع بفضله فوز الفريق في مباراة غير سهلة بالمرة وأعد بفضله لاعبا مهما للمستقبل وللمرحلة القادمة التي سيكون فيها نصيب كبير لشبان النادي. تفضيل «الجويني» على «نجانغ» أولا، لا بد من التنويه بقرار أو بالأحرى اختيار نبيل معلول الذي فضل الشاب الجويني على لاعب كبير اسمه يانيك نجانغ من خلال التعويل على الأول كأساسي وترك الثاني على دكة الإحتياطيين.. ثانيا هذا الاختيار يحمل الهداف الشاب مسؤولية وبالتحديد ضغوطات كبيرة وصعبة حقيقة بالنسبة للاعب يعلم أنه أخذ مكان نجانغ وعليه تقديم نفس المردود ونفس الإضافة حتى لا نقول أكثر. في كلمة، يمكن التأكيد بأن الجويني نجح في مهمته وقام بالدور المطلوب منه وأظهر إمكانيات ممتازة على عدة مستويات أبرزها النجاعة الهجومية وتسجيل الأهداف بوصفها مهمته الأولى والأساسية إضافة إلى قوته الجسمانية وجاهزيته البدنية وفنياته التي لا يستهان بها بالنسبة لرأس حربة. الجويني تميز أيضا بثقة كبيرة في نفسه وهو ما تثبته الانجازات الفردية التي لا يتأخر في القيام بها سواء من خلال المراوغات او تحمل المسؤولية بالتسديد من بعد وهي أشياء إيجابية نادرا ما تتوفر لدى لاعبين شبان في فريق كبير مثل الترجي الرياضي. الجويني افتك مكانه كمهاجم أساسي في الترجي الرياضي وقد أكد اختيار معلول أمس الأول هذا التوجه الذي أعطى اللاعب أكثر ثقة في النفس وبالتالي عطاء أفضل على الميدان سيتدعم بدون شك بمرور اللقاءات. في الدفاع لم تتغير دار لقمان.. الدفاع هو منظومة كاملة داخل كل فريق لا يتحملها لاعبو الخط الخلفي فحسب بل كل اللاعبين بداية بالمهاجمين ومرورا بلاعبي وسط الميدان الذين يظلون المحرار الذي به ينجح الفريق دفاعا وهجوما ووصولا إلى عناصر الخط الخلفي. بدأنا بهذا التوضيح لأننا اكتشفنا خلال مباراة الشبيبة معطى هاما للغاية يتعلق بمردود دفاع الأحمر والأصفر ويتمثل في كون الإنحلال الكبير على هذا المستوى لا يتحمله المدافعون فقط وإنما خاصة لاعبو وسط الميدان الذين لم يقوموا بعملية التغطية وافتكاك الكرة بالكيفية اللازمة التي تمنع لاعبي الوسط المنافسين من إيصال الكرات الصحيحة للمهاجمين وتغذيتهم بالكرات السانحة للتهديف ولنا في عملية هدف الشبيبة خير دليل على ذلك حيث انطلق اللاعب من مناطق فريقه ووصل إلى منطقة جزاء الترجي الرياضي بدون أي اعتراض من لاعب وسط أو تغطية لإيقاف توغله. فشل وسط الميدان في افتكاك الكرة وخاصة في التمركز الصحيح عند فقدانها تواصل طوال اللقاء وكاد أن يكلف الترجي الرياضي باهظا في الشوط الثاني لولا تألق بن شريفية. وعلى الإطار الفني لفت نظر عناصر الوسط وتصحيح تمركزهم وحملهم على القيام بدورهم على أحسن وجه. وهذا الحكم لا يبرئ ساحة المدافعين من أي مسؤولية بل بالعكس فهذا يضعهم أمام ضرورة تحسين آدائهم وتفادي الهفوات التي يقومون بها وذلك قبل فوات الأوان.