ذكرت مصادر مطلعة ل«التونسية» أن مفاوضات تجري بين حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» و«حركة وفاء» التي يرأسها عبد الرؤوف العيادي- الذي انسلخ عن الحزب المذكور ومحمد الحامدي عن مبادرة التحالف الديمقراطي- المنشق حديثا عن الحزب الديمقراطي التقدمي- ومحمد القوماني عن حزب الإصلاح والتنمية الذي إنضم إلى مبادرة التحالف الديمقراطي - وهو بدوره منشق عن الحزب الديمقراطي التقدمي قبل 14 جانفي - للبحث في أشكال التحالف بين هذه التيارات السياسية. وقالت المصادر إن «حركة وفاء» ممثلة بعدد من قياداتها وأبرزها عبد الرؤوف العيادي ومساعده المقرّب المنضم حديثا إلى الحركة إسكندر الرقيق - الذي كان أحد مؤسسي التحالف الوطني من أجل السلم والنماء-، عبّرت عن رغبتها في الاندماج مع حزب «المؤتمر» وأن تياري محمد الحامدي ومحمد القوماني تبنيا نفس الموقف، غير أن حزب «المؤتمر» في ما يبدو- تضيف نفس المصادر- لا يرحب في المرحلة الحالية بفكرة الاندماج ويحبذ التحالف الانتخابي. وقالت المصادر إن الأمين العام لحزب «المؤتمر» محمد عبو غير معني بهذه المفاوضات التي يسهر عليها جناح الرئيس المرزوقي في الحزب المتمثل خاصة في عزيز كريشان وعماد الدايمي والهادي بن عباس . ورجحت نفس المصادر أن يكون هذا التقارب بين «المؤتمر» ومبادرة التحالف الديمقراطي وراء ترشيح محمد الحامدي لخطة وزير للتربية وهو ترشيح يبدو أنه مشروط بفوز عبد اللطيف عبيد بمنصب المدير العام ل«الألكسو» وهو حلم أجهضه الكويتي «حرب» . أما إسكندر الرقيق الوافد على «حركة وفاء» والذي يتمتع بثقة رئيس الحركة عبد الرؤوف العيادي فقد قالت المصادر أن اسمه تردد كمرشح لوزارة الشباب والرياضة ولو أن مصادرنا رجحت أن هذا الترشيح ليس جديا ويدخل في خانة الدعاية السياسية للمرحلة القادمة. وفي اتصال أمس بالأستاذ عبد الرؤوف العيادي رئيس «حركة وفاء»،نفى رغبة حركته في الاندماج مع حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» مؤكدا أن ذلك حديث سابق لأوانه. وقال محدثنا: «هناك فقط محادثات ومشاورات حول الوضع العام بالبلاد وأهم القضايا على الساحة لا غير». وأشار عبد الرؤوف العيادي إلى أن حركته عقدت عديد اللقاءات أيضا مع «التكتل» و«النهضة» في المدة الأخيرة حول الوضعية السياسية للبلاد وكيفية تأمين المرحلة القادمة. كما نفى محدثنا أيضا وجود أية محادثات بين حركته وبين حزب التحالف الديمقراطي مؤكدا أن لا نية للحركة في التحالف أو الاندماج مع أي حزب في الوقت الحالي. كما اتصلت «التونسية» أمس، بمحمد القوماني الناطق الرسمي باسم «التحالف الديمقراطي» نافيا رغبة حزبه في البحث عن شكل من أشكال التحالف مع «المؤتمر من أجل الجمهورية». وقال إن ذلك غير صحيح وغير وراد حاليا مؤكدا أن التحاور والتشاور القائم مع حزب «المؤتمر» يدخل في إطار التقارب في معالجة أهم القضايا المطروحة على الساحة والبحث في كيفية اخراج البلاد من عنق الزجاجة. وأما محمد الحامدي المنسق العام لحزب التحالف الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية بالمجلس الوطني التأسيسي فقال إن المشاورات الموجودة الآن مع حزب «المؤتمر» لا تتعلق بمسألة الاندماج بل بإيجاد حلول لأهم المسائل والقضايا المطروحة الآن على الساحة السياسية والاجتماعية. كما أشار الحامدي الى وجود مشاورات اولية بين حزبه و«الترويكا» للانضمام الى الحكومة مشيرا إلى أن المشاورات لا تنحصر في الانضمام إلى التشكيلة المقبلة بقدر ما تتعلق بالوصول إلى جملة من التوافقات بين الأطراف السياسية. محمّد بوغلاّب وسهير بولعابة