على مرّ المواسم الدراسية الماضية وضمن المشروع التربوي «الكفايات الأساسية» ظلت مادة «الحوار المنظم» في ظل المواد الأخرى كالرياضيات والإيقاظ العلمي وقواعد اللغة وغيرها ضمن جدول المواد الأسبوعي على اعتبارها خارج مواد الامتحانات وإنما هي محمل بيداغوجي تنشيطي يشرف عليه معلم القسم مع تلاميذه حسب مواضيع اهتمام تضبطها البرامج الرسمية. والتلاميذ والأولياء لا يهتمون بمادة «الحوار المنظم» والمعلمون أيضا- للأمانة- لا يحرصون عليها كثيرا لأنها حشرت حشرا في مواد التعلّم ولم تتخذ بعد شكلها الكامل وتنفرد بثوابتها وغاياتها وأهدافها. ولكن أخيرا جاء ما عكس الآية لما نظمت عديد دوائر التفقد والإرشاد دروسا شاهدة بين المعلم والتلاميذ في مادة «الحوار المنظم» تشفع بجلسة عمل ونقاش لوضع النقاط على الحروف وكأن أهل الاختصاص في المجال التربوي أرادوا محاكاة الواقع المعيش على اعتبار أن الحوار صار سيد الموقف في كل المشاهد اليومية واتخذ اتجاهات خاطئة ولم يرتق إلى المستوى المطلوب شكلا ومضمونا لدى جانب من صفوة المجتمع من سياسيين وقياديين. وكأن المربين يفكرون في بناء جيل جديد يتربى على أصول الحوار ونواميسه وقواعده وأصبح لمادة «الحوار المنظم» وزن.