ضخامة بناية مركب السكر بن بشير وما يحتويه من معدات وآلات يوحي بأن المعمل يمثل مرحلة فارقة اقتصاديا واجتماعيا لكن الواقع عكس ذلك، فخطوط الانتاج متوقفة ومواطن الشغل ذهبت أدراج الرياح وخسائر بالملايين تكبدتها المجموعة الوطنية.
التحركات الاجتماعية الاحتجاجية بين الحين والآخر لأهالي الجهة وخاصة سكان منطقة بن بشير من أجل تفعيل دور معمل السكر ليعود لسالف دوره الاقتصادي والاجتماعي وتتحسن معه أحوال الجهة لذلك كبر السؤال حول هذا الملف وأي تدخلات تنتظر الجميع من أجل المصلحة الوطنية ليعود المعمل الى حجمه الطبيعي من حيث المردود الانتاجي والتشغيلي.
وتفيد الأرقام أن طاقة انتاج السكر الأبيض القابل للتسويق تمثل 43500 طن والعلف المصنع 24000 طن وباعتبار سعر السكر في السوق العالمية المقدر ب1200مي للكلغ الواحد فان سعر الانتاج الجملي يكون 52.2 مليون دينار أما سعر الانتاج الجملي للعلف يكون تقريبا في حدود 9.6 مليون دينار. ثم ان ثمن شراء اللفت السكري من الفلاح يقدر جمليا ب19.5 مليون دينار والمصاريف الجملية تقدر ب10 ملايين دينار وبذلك يكون ربح المعمل بما يفوق 30 مليارا وبذلك تكون هذه الموازنة التقريبية شاهدة على مردودية هذا القطاع على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية. مطالب عاجلة. ..
مثل هذه المقاربة بين المصاريف والمداخيل والواقع الذي يعيشه المعمل بعد أن أصبحت مردوديته في التشغيل متواضعة(الاستغناء عن نسبة كبيرة من العمال) والانتاج كذلك بعد أن تم التخلي عن زراعة اللفت السكري واستيراد المادة الأساسية من الخارج تعالت النداءات مطالبة أولا باعادة الاعتبار للمعمل حتى يعود لأوج عطائه الذي تراجع بشكل لافت منذ بداية تسعينات القرن المنقضي واعادة الاعتبار تكون بالتشجيع على زراعة اللفت السكري وتوسيع طاقة التشغيل التي تفيد عديد المصادر أن عودة الروح للمعمل قادرة على توفير ما بين 1000 و1500 موطن شغل اضافة لعدة ايجابيات أخرى تخص تربية الماشية من خلال توفير أعلاف ذات جودة عالية وبأقل التكاليف وكذلك اثراء التربية وتخصيبها عند زراعة اللفت السكري. الزراعة هي الحل الأنجع
مصادر من المندوبية الجهوية للفلاحة بجندوبة أكدت ل«الشروق» أن ملف معمل السكر بن بشير بقدر ما هو شائك ومعقد نوعا ما فان الحلول الجذرية والمنطقية قادرة على اعادة الاعتبار لهذه المؤسسة القادرة على توفير حلول اجتماعية واقتصادية للجهة ويكمن أول حل في زراعة اللفت السكري على مساحات تفوق خمسة آلاف هكتار وتشجيع الفلاح على الزراعة من خلال الترفيع في سعر الكيلوغرام ومراجعة منح الزراعة.
وأكدت نفس المصادر أن زراعة اللفت السكري في المناطق السقوية بجندوبة له دور هام في خلق مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة وكذلك أهمية في التداول الزراعي حيث تعتبر من أحسن الزراعات السابقة للحبوب لما لها من دور في تنظيف الأرض ومكافحة الأعشاب الطفيلية وقطع الدورات الحياتية للأمراض الفطرية الى جانب دورها الهام في قطاع تربية الماشية.
إعادة الاعتبار لمعمل السكر يوفر للجهة حلولا في التشغيل المباشر وغير المباشر وتنشيط الدورة الاقتصادية بالجهة وتحسين مردود المنطقة الصناعية بن بشير لأن التشغيل الجيد لمصنع اللفت السكري يؤمن كذلك حاجات مصنع الخميرة الذي تملكه شركة « الريان «للصناعات الغذائية « من مادة « المولاس « المستخرجة من اللفت السكري وهي مادة في ارتفاع متواصل في الأسواق العالمية نتيجة ندرتها.