احيل امس على انظار هيئة الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهمان في العقد الثالث من عمرهما احضرا بحالة ايقاف لمقاضاتهما من اجل القتل العمد المتبوع بالسرقة، وتورط معهما متهم ثالث ولكنه افرد بالتتبع لانه حدث. وبالعودة للوقائع فانه بتاريخ 23 ديسمبر 2007 وردت مكالمة هاتفية على مركز الحرس الوطني بنعسان من طرف سائق سيارة اجرة اعلم عن عثوره على سائق اخر مصاب بعدة اصابات، فتحول اعوان الامن على عين المكان وتحديدا بالطريق الرابطة بين شبدة ونعسان فعثروا على المجني عليه وهو كهل في العقد الخامس من عمره وكان يحمل اثار اعتداء بالعنف وبالة حادة، وبعدما اذنت النيابة العمومية بنقله الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة تمت معاينة الجثة من قبل الطبيب الشرعي وتبين من خلال الاختبار ان الوفاة ناتجة عن اصابة الهالك باداة صلبة على رأسه مما تسبب له في ارتجاج في الجمجمة مقترن بعملية خنق. وباذن من النيابة العمومية باشر المحققون باجراء تحرياتهم. مكالمة هاتفية كشفت العملية خلال اجراء الابحاث اجرى احد المظنون فيهم مكالمة هاتفية بواسطة هاتف المجني عليه ومن ثمة تمكن المحققون من ايقاف المظنون فيهم وهم ثلاثة شبان ومن بينهم حدث. وحسبما توصلت اليه الابحاث فان الهالك خرج من منزله ليلة الواقعة وذلك للقيام بعمله واثناء قيادته لسيارة «تاكسي» اوقفه المظنون فيهم الثلاثة وبعدما صعدوا وصلوا الى مكان قريب من حضيرة بناء واشجار زيتون طلبوا منه التوقف ثم تظاهروا بانهم سيدفعون له اجرته ولكن احدهم طوقه بيديه من الخلف وسدد له طعنة بسكين اصابت يده فيما جلب الثاني حجرا واصاب به الضحية على ركبته فحاول الهرب ولكنه زاده ضربات اخرى على كتفه الايسر حتى تفتتت الحجارة، ولذلك جلب حجارة اخرى وضربه بها على انفه ووجهه وفمه مما ادى الى تكسير اسنانه وكذلك على رأسه حتى خارت قواه وعندها فتشوه واستولوا على هاتفه ومبلغ من المال قدره 70 دينارا ولاذوا بالفرار تاركين الضحية يصارع الموت، وتوجهوا الى مجرى مياه حيث غسلوا ايديهم من الدماء التي علقت بها ثم تفطن احدهم الى انه نسي حافظة اوراقه فعاد الى مسرح الجريمة وبحث عنها ولم يفكر في اسعاف المجني عليه. وبعد ذلك توجه ثلاثتهم الى بائع خمر خلسة واقتنوا 3 قوارير وعقدوا جلسة خمرية. وبايقافهم اعترفوا بما نسب اليهم وصرحوا امام قاضي التحقيق انهم صعدوا الحافلة عدد 25 وتوجهوا الى جهة نعسان بعدما عزموا على القيام ب«براكاج» في حق احد سائقي سيارات الاجرة فحاولوا ايقاف «تاكسيست» اول وثان ولكنهما لم يستجيبا لهم، الى ان مر الهالك وتوقف فصعدوا معه بعدما اتفقوا على سلبه وذلك بعدما يضع احدهم يده على رأسه كاشارة لتنفيذ المهمة، وحدث ما حدث. وفي جلسة المحاكمة امس صرح المتهم الاول انه تم تهديده من قبل المتهمين الاخيرين واجبراه على مشاركتهما في تنفيذ المهمة ونفى ان تكون لديه اية نية لازهاق روح الضحية. كما اعترف المتهم الثاني بسلبه للهالك ونفى ايضا ان تكون له نية القتل. فيما رافعت محامية الدفاع وطلبت اعادة التكييف القانوني للتهمة واعتبارها من قبيل الضرب الناجم عنه الموت طبق احكام الفصل 208 من المجلة الجزائية. واما هيئة المحكمة فحجزت القضية للمفاوضة.