قال رياض بن فضل عن القطب الحداثي الديمقراطي في ندوة صحفيّة إنّ حزبه بصدد مناقشة بعض النقاط العالقة مع «الجبهة الشعبية» للالتحاق بها مؤكّدا وجود إتفاق كبير بينهما حول بعض المسائل في انتظار معالجة بعض النقاط الأخرى التي حالت دون التحاقهم على غرار كيفية بناء التحالفات الإنتخابيّة. وقال بن فضل ل«التونسيّة» إنّ القطب الحداثي يسعى إلى حسم مسألة التحالفات السياسية مع «الجبهة الشعبيّة» لإيضاح الأمور وعدم السقوط في أخطاء التجربة الماضية إبّان تحالفهم مع «المسار» إضافة إلى هيكلة «الجبهة الشعبيّة» لتكوين تحالف إنتخابيّ وسياسي قويّ قادر على مواجهة المرحلة الإنتخابيّة القادمة ويدعّم تواجدها محلّيا وجهويّا عبر مجالس مواطنة تكون جسرا بين العمل الجمعياتي والعمل الحزبي . لا للبيروقراطية الفوقيّة وأضاف بن فضل ل«التونسيّة» إنّه لا بدّ من الإبتعاد عن أيّ إتجاه بيروقراطي وفوقي والإقتراب اكثر من المواطن لتحقيق أحلامه وطلباته التي قامت من اجلها الثورة مشيرا إلى انّ مسألة الخلاف مع «الجبهة» ستحسم قريبا ليكون هناك فضاء داخليّ قاعدي يمكّن «الجبهة» والقوى السياسيّة من الإنقاذ ويعطي للعمل السياسي بعدا جديدا مضيفا انه ليس ل «القطب» استعداد لخوض تجربة مثيلة بتجربته السابقة وانّه بصدد البحث عن صبغة جديدة يتفادى من خلالها أخطاء القيادات البيروقراطية الفوقيّة. طريق مسدود وأوضح بن فضل أنّ الهدف من تحالفهم سابقا مع حزبي التجديد والعمل التونسي كان بناء حزب يساري ديمقراطي تكون قضيّة العدالة الاجتماعية محور تحرّكه السياسي وتكون هياكله قادرة على إعطاء كافّة أطياف المجتمع مكانها لكنّ ذلك لم يتحقّق على حدّ تعبيره مضيفا القول: «لسوء الحظ وصلنا إلى طريق مسدود في «المسار» ولم نرتق إلى مستوى طموحاتنا» مضيفا انّ نقطة الاختلاف الأساسيّة هي إجبارهم على الإلتحاق بالإتحاد من أجل تونس دون استشارتهم أو مناقشتهم في الموضوع. مهرجانات شعبيّة وأضاف بن فضل أنّ حزب القطب الحداثي انسلخ عن المسار منذ شهر نوفمبر الماضي وأنّه كرّس وجوده تنظيميّا وإداريّا في انتظار إحداث تحالفات جديدة مضيفا انّ ذلك سيبرز من خلال المهرجانات التي سينظّمها والتي ستؤكّد اندماجه في الحراك الديمقراطي السياسي التونسي مشيرا إلى ان عدد المهرجانات الشعبيّة سيكون ثلاثة وانها ستنعقد بكلّ من تونس بقصر المؤتمرات عشيّة الجمعة المقبل وبالمركّب الثقافي بقفصة صباح السبت ليكون الإختتام يوم الأحد بصفاقس مؤكّدا أنّها ستشهد حضور ممثلين عن الإتحاد العام التونسي للشغل وعددا من الحقوقيين من محامين ومن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إضافة إلى ممثلين عن «الجبهة الشعبيّة» و«الإتحاد من أجل تونس» وممثلين عن دول أخرى مثل «نايف حواتمي» أمين عام جبهة تحرير فلسطين وأحمد بهاء الدين شعبان أمين عام الحزب الإشتراكي المصري. الحداثة والديمقراطيّة شعارنا من جهته تطرّق لطفي بن عيسى عضو المكتب التنفيذي للقطب الحداثي إلى الوضع السياسي الراهن بالبلاد وأوضح انّ «القطب» يبحث عن مخرج من القطيعة السياسيّة الحاصلة بين المواطن والاحزاب بما فيها الإئتلاف الحاكم والمعارضة لتحقيق المصالحة مع الجماهير الشعبيّة التي ستكون عبر الإهتمام بالشأن العام والإعتناء بهموم المواطن اليوميّة وتحقيق مطالبه الإجتماعيّة بعيدا عن مسألة الهويّة التي كرّسها الحزب الحاكم عبر الحديث عن أسلمة المجتمع وفق النهج الوهابي وإعتمادا على إحتياطات تنظيميّة على يمينها كالسلفيين وغيرهم على حدّ تعبيره. وأضاف بن عيسى انّ النقاط التي سيعمل على تكريسها «القطب الحداثي» ستؤكّد على البعد الحداثي والديمقراطي لمشروعه وفي الإستجابة لاستحقاقات الثورة في بعدها الإجتماعي والإنخراط في الحياة السياسيّة كحزب يختلف عن المواصفات التقليدية وببناء إقتصادي إجتماعي تضامني يرتكز على نسيج من مؤسّسات المجتمع المدني كالتعاضديات في شكل متجدّد والتعاونيات الخدماتيّة في كلّ المجالات.