شهد المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان على مدى ثلاثة أيام كاملة فعاليات المهرجان الدولي للقيتار في دورته الأولى بالقيروان. هذه التظاهرة شهدت العديد من الورشات للعازفين الهواة و«كاستينغ» لاختيار أفضل الشباب كما أحيت عدة مجموعات موسيقية معروفة حفلات المهرجان مثل مجموعة الفنان سفيان سفطة «سفطانة باند» (تأسست في 2003) وشاركه في الحفل المغني مهدي «أر.تو .م» وهو عرض تفاعل معه كل الجمهور الحاضر كما قدمت مجموعة «اوكسيمور باند» حفلا متميزا بالاضافة الى مجموعة «سبيريتيال باند» من القيروان وكلها عروض واكبها جمهور غفير باعتبار مجانية الدخول وكذلك قيمة العروض والموسيقيين. الفنان سفيان سفطة عبر ل «التونسية» عن المكسب الكبير للقيروان التي تحتضن أول مهرجان للقيتار واعتبر ان الثقافة في حد ذاتها نوع من الجهاد مقابل التطرف الموجود على اليمين واليسار في المشهد اليومي التونسي واعتبر سفطة العروض المبرمجة مكسبا كبيرا لجمهور وهواة القيتار والفن بصفة عامة وراهن على نجاح المهرجان في الدورة القادمة جماهيريا وفنيا وان الجمهور سيقتطع تذاكره قبل العروض. وقد أهدى نسخة من آخر أغانيه الى الموسيقي القيرواني «الربيع بن فضل» وأصر على ان يعزف معه على الركح وهي لقطة لاقت استحسان الجميع. كل الملاحظين اجمعوا على الحيوية والنشاط الكبير الذي عرفه المركب الثقافي في الاونة الاخيرة في ظل ادارة جديدة بقيادة السيد المولدي العنيزي وهو شاب راهن على النجاح. واعتبر العنيزي في دردشة خاطفة معه ان نجاح المركب الثقافي هو تحد بالنسبة له من أجل دعم الثقافة في القيروان مهد الحضارة والتاريخ والعروض الثقافية وقد قام بتنشيط ساحة الحي التجاري امام المركب من أجل جلب الجماهير بطريقة ذكية للتعرف على المهرجان وتفادي العزوف والركود الثقافي ونظم تنشيطا وألعابا نارية ورقصا تفاعل معها الحاضرون وكل الجماهير وخلقت حركية ونشاط كبيرين. حفل الاختتام شهد عرضا متميزا جدا لمجموعة «روحانيون» او «سبيريتيال باند» وهي مجموعة تضم كل من الأب الربيع بن فضل وابنه عبد الرحمان وصديقهم أحمد فلفول. هذا الثلاثي تميز بحركية كبيرة وبروح شبابية وطرافة تفاعل معها الجمهور بعدما قدموا اغاني غربية بمعزوفة عربية وبروح قيروانية أصيلة بالاضافة الى تأدية بعض الأغاني الثورية مثل «ديقاج ديقاج». وقد عبر الربيع بن فضل عن سعادته بالمهرجان وبالعروض ملاحظا أن عشقهم للقيتارة هو الذي يقودهم الى التظاهرات وقال أن القيتارة لها سحرها الخاص وان المهرجان فتح لهم الفرصة والباب ليعرفهم بالجمهور عن قرب كما اكد ابنه عبد الرحمان على المجهودات الكبيرة والتعب الفني والنفسي والمادي الذي بذلوه من أجل تقديم أطباق موسيقية ناجحة. في الختام تم توزيع الجوائز على المتسابقين الفائزين وتحصل الشاب سيف الوسلاتي على الجائزة الأولى تمثلت في قيتارة من النوع الفخم والثمين واعتبر الوسلاتي فوزه في المسابقة بمثابة الخطوة الايجابية التي ستجعله يواصل العمل والتألق بينما اعتبر الفائزون الاخرون مهرجان القيتار في القيروان بمثابة الفرصة لابراز قدراتهم وتفجير طاقاتهم لارساء تقاليد القيتارة في الجهة. في الأخير لا بد من الاشارة الى المجهود الكبير والحرفية الكبيرة لأخصائي الاضاءة والتنوير والتصوير والمعدات والتجهيزات الضخمة داخل قاعة العرض من خلال الشاشة الحائطية العملاقة والة «الجيراف» للتصوير وكلها مؤثرات صوتية وبصرية أضفت على الحفل نوعا من الحرفية والعالمية. وقد أكد السيد المولدي العنيزي ل «التونسية» أن كل هذه المعدات لها تكاليف باهظة وأن كل شيء يهون من أجل انجاح العروض وتمتيع جمهور القيروان والضيوف بمستوى فني متميز.