الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" عبيد البريكي" ل"التونسية" : ليس المطلوب "أشكون قتل شكري؟" ... بل المطلوب اليوم هو "علاش قتلوا "شكري"؟"
نشر في التونسية يوم 04 - 04 - 2013

- تونس تحتاج إلى قوى تؤمن بالديمقراطية فكرا وسلوكا
- الاتحاد مدعوّ إلى قيادة بديل نقابي عربي منحاز لثورات العمال
- هذه حقيقة اتهامي بالفساد
حاوره: محمد النابلي
هو رجل شغل تونس في فترة من فترات الثورة التونسية وكان أكثر المسؤولين النقابيين بروزا على شاشات التلفزات ليدافع عن الاتحاد العام التونسي للشغل وعن مواقف القيادة النقابية في أصعب فترة شهدها الاتحاد جراء الهجمة الشرسة التي تعرض إليها من طرف الأحزاب وعديد الأطراف.
في هذا الحوار كشف عبيد البريكي عن عدة حقائق تهم مسيرته النقابية والسياسية ومواقفه من عدة شخصيات وطنية كما تحدث لأول مرة عن القضية المتعلقة بابنته والخاصة بالتوجيه الجامعي.
عبيد البريكي كان صريحا وعبر عن مواقفه من الوضع الحالي في تونس وفي الاتحاد وموقفه من حسين العباسي وعلي العريض وراشد الغنوشي وشكري بلعيد حيث كشف أيضاً حقيقة اختياره أمينا عاما للوطنيين الديمقراطيين .
ماذا يفعل عبيد البريكي الآن؟
أشغل الآن خطة مدير مشروع بمنظمة العمل الدولية – المكتب الإقليمي ببيروت- عنوانه: «مشروع تعزيز قدرات المنظمات العمالية بالمنطقة العربية» يشمل ما يقارب 11 دولة عربية لم نتمكن خلال السنة الحالية إلا من تغطية ستّ منها لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالأوضاع الأمنية ومنها ما يتّصل بعدم اعتراف بعض الدول بالحقوق والحريات النقابية والحق في التنظم رغم محاولات منظمة العمل الدولية المتكررة ورغم إعلان المبادئ الذي يتضمن ثمانية اتفاقيات ملزمة لكل الأعضاء بالمنظمة ومنها خصوصا الاتفاقيتان 87 حول الحق في التنظم الحرّ و98 حول المفاوضة الجماعية وحرية النشاط النقابي.
ما هي أهداف هذا المشروع وكم يدوم؟
أما عن الحيّز الزمني فهو سنتان على أن النية متّجهة نحو تمديده بالنظر إلى أهميته وإلى النتائج الأولية التي تحققت وأما عن الأهداف فهي مرتبطة بالظروف التي بعث فيها المشروع الذي حظيت بإدارته بتأثير واضح من صديق لي في الفريق العمالي بالمنظمة الأخ وليد حمدان. فالمشروع انطلق من قراءة معمقة لدور النقابات خلال الربيع العربي الذي أفرز جملة من الحقائق والتناقضات:
- إن أسباب الثورات هي بالأساس اجتماعية (بطالة، فقر، حيف في توزيع الثروات، أنماط تشغيل هشة...) واقتصادية (فشل النمط التنموي القائم على تحرير الاقتصاد...) وسياسية (قمع الحريات النقابية ، قمع حرية الرأي والتعبير، غياب الديمقراطية...) بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي عمّق الهوة بين الطبقات المتنفّذة والطبقات المفقرة...).
- لقد كشفت الثورات عن تناقضات ظلت إلى وقت داخلية جامدة انفجرت مع انطلاق الانتفاضات التي بدأت بالرديف وبن قردان وامتدت فيما بعد إلى سيدي بوزيد وإلى المناطق الأخرى: تناقضات بين الحكومات العربية والشعب، وتناقض بين نقابات مستقلة ( أقصد المستقلة فعلا لا تلك التي نشأت بدفع من الحكومات أو من أطراف لإرباك النقابات المناضلة) وبين النقابات التي اختارت دعم خيارات الحكومات بعيدا عن الاستجابة لطموحات العمال وجماهير الشعب... فالمشروع إذا، في ضوء ما سبق جاء لدعم الحراك النقابي المناضل والمستقل من أجل التأثير في الواقع العربي وللتأسيس لحوار حرّ ديمقراطي تحترم فيه استقلالية القرار وحرية التنظيم فضلا عن تفعيل الدور الجديد للنقابات الذي يجب أن يقوم على المشاركة الفعلية في صياغة القرارات المتصلة بحقوق العمال وعموم الشعب، وتتأكد أهمية الحوار من خلال التناقض الذي أصبح يشقّ الحركة النقابية العربية بين نقابات انحازت إلى مطالب الشعب وأخرى اختارت الحفاظ على السائد ودعم الخيارات التي أثبتت الأحداث معاداتها لطموحات الجماهير والعمال، تلك هي باختصار الخطوط العامة المشروع، وتلك هي بعض أهدافه.
ما رأيك في الوضع بعد اغتيال رفيقك الشهيد شكري بلعيد؟
دعني أشير في البداية، وبعيدا عن الموقف الانطباعي العاطفي، باعتبار علاقتي الذاتية الوطيدة بالشهيد، بأن شكري لم يكن مناضلا عاديا، فالمتتبّع لحواراته ولمواقفه ولقراءته لواقع الأحداث في تونس يلاحظ قدرة استثنائية على التقييمات العلمية المعمقة للمشاكل وعلى رصد الحلول الملائمة ويلمس سعة إطلاعه وتنوع معارفه ويتأكد من شجاعة نادرة في مواجهة الانحرافات ومحاولات الارتداد على ثورة الحرية والكرامة، لم يتردّد يوما ولم يرتبك رغم التهديدات والتهم المعلنة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، عَملت معه على توحيد الوطنيين الديمقراطيين ونجحنا مع رفاقنا في بقية الأحزاب المناضلة في التأسيس للجبهة الشعبية التي سيكون لها شأن في تاريخ تونس القريب، استوعب طبيعة التناقضات وخطورة الهجمة المدعومة من قوى أجنبية فاندفع يحاول التأسيس لحزب اليسار من أجل تشكيل قطب مواجهة فاعل ومؤثر ببناء منوال تنمية جديد يقطع مع الخيارات الليبرالية التي عرفتها تونس ومع محاولات الارتداد بالمجتمع وضرب مكتسباته...
لقد جمع الشهيد في ذاته جدلية نادرة: هو العنيف الثابت في مبادئه عنف المتمردين وهو الرقيق رقة الشعراء...
لقد كان في اغتياله، على ما خلفه من لوعة لن تهدأ لدى رفاقه وأصدقائه، ارباك للأحزاب الحاكمة التي عاشت تناقضات حادة باستقالة البعض وانقسام البعض وازدادت الوعود الكاذبة وانكشفت السياسات الفاشلة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، ولكن الاغتيال يعمق مسؤولية الأحزاب المناضلة وحزب الوطد الموحد والجبهة الشعبية فهم مطالبون بالعمل الدؤوب من أجل التضييق على الحكومة للكشف عن هوية المجرمين الذين خططوا ونفذوا عملية الاغتيال ومدعوون بمعية الأطراف- التقدمية إلى مواصلة المشوار والتمسك بالمبادئ والقيم التي اغتيل من أجلها الأمر الذي يدعو اليوم إلى عدم الاكتفاء برفع شعار « أشكون قتل شكري» بل مع الشعار ينضاف آخر: « علاش قتلوا شكري؟» مهمتان متلازمتان تضمنان الاستمرارية في النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة وفضح أعدائها.
لقد كان اغتيال الشهيد شكري بلعيد انطلاقة فرز عملي على أرض الواقع بين قوى تقدمية ترفض العنف وتقر بالحق في الاختلاف وبين أخرى ترفض الآخر وتشرّع التصفية والاغتيالات وتقصي كل من يخالفها الرأي...
ورغم الفرصة التي وفرتها مبادرة الجبالي التي لو تجسّمت مع مؤتمر وطني للإنقاذ، لكانت انطلاقة أخرى للمسار السياسي في البلاد، فإنها ظلت مجرّدة رفضها المتمسكون بالسلطة والكرسي واكتفى الجبالي بمبادرته ب-امتصاص غضب الشارع وسخط الجماهير على اغتيال الشهيد شكري بلعيد، تلك الجماهير التي علمت الأطراف المعادية للثورة كيف يكرم الشعب شهداءه.
حادثة الاغتيال زادت في إبراز فشل الترويكا في الحكم وتأكدت عزلتها عن بقية الأحزاب السياسية بينما فتحت آفاقا جديدة أمام اليسار الديمقراطي.
وما رأيك في الوضع الحالي في الاتحاد العام التونسي للشغل؟
يمر الاتحاد العام التونسي للشغل بأدق مرحلة في تاريخه وتاريخ العمل النقابي حيث أن:
1. الدور الذي لعبه النقابيون في احتضان الثورة وتأطيرها، وما يشهده مسارها من انحرافات، ومحاولات التشويه التي تتعرض لها المنظمة من أجل التقليص من دورها إضافة إلى التهاب الأسعار وإدراك التضخم نسبا لم يشهدها اقتصاد تونس في أتعس فتراته وتفاقم البطالة، كلها عوامل تجعل مسؤولية الاتحاد اجتماعيا وسياسيا جسيمة وعسيرة تتطلب وحدة النقابيين على اختلاف آرائهم وأفكارهم من أجل الحفاظ على المنظمة ومزيد تفعيل دورها في الدفاع عن الثورة وأهدافها وعلى مصالح العمال والشعب وعلى الحريات العامة والفردية والحقوق والحريات النقابية والعدالة والمساواة ضمن تصور تبلور في لوائح مؤتمر طبرقة وفي مشروع الدستور الذي صاغه بعد الثورة والذي اعتقد أن الدفاع عنه وعن محتواه يتطلب خطة نضالية فعلية قادرة على التأثير في توجهات المجلس التأسيسي وفي الدستور المنتظر إصداره.
2. الوضع النقابي العربي يعمّق مسؤولية الاتحاد في معالجة الأوضاع الداخلية، فالاتحاد الذي كان من مؤسسي الاتحاد الدولي للنقابات والذي انحاز تاريخيا رغم الصعوبات إلى القوى النقابية العربية التقدمية، مدعوّ اليوم بحكم موقعه الريادي في الحركة النقابية العالمية إلى قيادة بديل نقابي عربي تقدمي يشكل اتحادا عربيا يجمع النقابات التي انحازت لثورات العمال العرب في مواجهة نقابات ظلت مدجنة لسنوات تحاول اليوم الدفاع عن السائد وإلجام الأصوات المتمردة المنادية بحركة نقابية عربية حرة مستقلة فعلا ديمقراطية تؤطر حركة التغيير وتساهم فيها وتؤثر في مسار الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اتجاه القطع مع خيارات عمقت الفقر والجوع والحرمان في صفوف الشعب العربي والعمال العرب.
3. اتحاد اقترن تاريخه بمسار النضال الوطني والاجتماعي، لعب دورا في مقاومة الاستعمار وقدم مؤسسه شهيدا من أجل التحرر والانعتاق، عانت قياداته من السجن والتشريد سنوات 1978 و 1985 واحتضن ثورة الحرية والكرامة، هو اتحاد سكن في هاجس الشعب وأصبح جزءا أساسيا من مكوناته الحضارية لن تهزه محاولات « التعدد النقابي» التي يقودها أناس خبرهم العمال وعموم الشعب، وعايش محاولات انحرافهم بالعمل النقابي واستغلال نفوذهم من أجل مآرب خاصة جدا تضمنتها ملفات منشورة في مختلف المواقع.
4. أن الاتحاد جزء من معركة التحرر الوطني وطرف أساسي في الحوار من أجل البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فهو ليس، كما تدّعيه حكومة الترويكا، منظمة مهنية ينحصر دورها في الدفاع عن المطالب المادية للأجراء، إنه المعني تاريخيا بالتحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي وله الدور الرئيسي في الدفاع عن الحريات العامة والفردية ودوره ريادي في تأطير الثورة وفي تنظيم التظاهرات وهو المؤازر للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين... لقد كانت علاقاته بالحكومات السابقة قائمة على الصراع من أجل استقلالية القرار صراع، يؤول أحيانا لصالح الحكومات ويكون غالبا لصالح المنظمة الأمر الذي أدّى إلى محاولات عديدة لضربه وضرب هياكله، ولا تختلف حكومة اليوم عن السياسات السابقة سواء من خلال اتهام الاتحاد بالانحراف السياسي، وهي التهمة التي لا يمكن أن تزيده إلا قوة وصمودا، أو من خلال الهجوم على دور الاتحادات الجهوية والاتحاد العام، بتخطيط مسبق من قوى سياسية تكنّ العداء التاريخي للعمل النقابي وبتنفيذ من رابطات حماية الثورة جناح العنف المادي والدموي للقوى التي اضطلعت بمسؤولية التخطيط.
ليفهم هؤلاء أن في الاتفاقيات الدولية لمنظمة العمل بالإضافة إلى تاريخ الاتحاد، تأكيدا للدور الاجتماعي والاقتصادي للاتحاد العام التونسي للشغل وهي الاتفاقيات ذاتها التي أعتقد أنها مرجع للنقابيين في مراجعة قانون الشغل في ما تعلق بالحق النقابي وحق الإضراب والعلاقات الشغلية.
رأيك في القيادة الحالية؟
إن تقييم القيادة الحالية هو في الحقيقة من مشمولات هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل وسلطات قراره، ولكني أشير فقط إلى أهمية أن أفرز صندوق الاقتراع قائمة موحدة لأن ذلك عامل أساسي يؤثر في مسارها وفي آليات عملها وطريقة معالجتها للملفات، قدر القيادة الحالية إدارة أوضاع صعبة ومعقدة على المستوى الداخلي والدولي من أجل دور جديد للاتحاد يستجيب لطبيعة التحديات المطروحة في ظل التمسك بالثوابت التي عليها تأسست منظمة الشغالين.
وحدة القيادة الحالية ووحدة هياكل الاتحاد ونقابييه ومحاولة المواكبة السريعة لما يحدث من تطورات على أرض الواقع والتمسك بالدور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للاتحاد واليقظة المستمرة عوامل أساسية تعزز الدور الريادي لمنظمة الشغالين وعموم الشعب.
كيف تقرأ الوضع السياسي الحالي بالبلاد؟
مهما تلونت المغالطات ومهما تعددت محاولات تزيين الواقع من قبل الحزب الحاكم «النهضة» وحليفيها «التكتل والمؤتمر» فإن الثابت لدى الجميع هو الفشل الذريع خلال مرحلة حكم الترويكا، فشل أقر به حمادي الجبالي والبعض من قياديي الأحزاب الحاكمة، فشل يؤكده الواقع اليومي:
- بطالة متزايدة
- نسب تضخم لم يشهدها الاقتصاد في تونس خلال أتعس المراحل
- تداين ارتهن البلاد لسنوات عديدة
- نسب نمو في تدنّ واضح
- اضطرابات أمنية، عنف، اغتيالات، اعتداءات وحشية، أحداث غريبة عن شعب تونس
- بطء أو تباطؤ في إعداد الدستور
- تناقضات واضحة في المواقف السياسية الر سمية داخليا وخارجيا يغلب عليها التذبذب والمزاجية غالبا.
تلك هي بعض ملامح الوضع في البلاد اليوم والذي تنفيه «النهضة» وحلفاؤها وتعتبره عاديا في ظل الطور الانتقالي تارة، وترجعه إلى السلوكات المعرقلة للمعارضة التي حسب ادعائهم اقتصر دورها على بث الفوضى لتعطيل حركة النمو تارة أخرى، ولكن الأكيد في اعتقادنا، أنها تبريرات الفاشل في خياراته وهو الفشل الذي يعتبر نتاجا طبيعيا للطريقة التي حكمت بها «النهضة» منذ توليها عملية التسيير السياسي.
لقد انطلق المنتخبون معتدّين بشرعية الصندوق واعتبروا النتيجة كفيلة بتمكينهم من الحكم كما يريدون وبالطريقة التي يختارونها معتبرين البقية من مجموعة 0 فاصل الصفر بالمائة ولا يمثلون شيئا في مسار تونس الحديثة، وهو التصور الذي أكد جملة من الحقائق أهمها:
- قصور سياسي لدى المنتخبين لأن المرحلة الانتقالية، لا تقوم من أجل إنجاحها، على الشرعية الانتخابية وحدها بل على التوافق بين كافة مكونات المجتمع المدني والسياسي
- التوافق يستوجب الحوار والتشاور، والقبول بالحوار سمة أساسية تعكس مدى الإيمان بالديمقراطية خيارا للتسيير السياسي ورفضه وسيلة من وسائل ضمان الانتقال الديمقراطي ينمّ إما عن جهل أو عن ميل متزايد نحو التفرّد بالرأي واعتماد الديكتاتورية سبيل حكم
لقد دعت الحكومة نظريا إلى الحوار ولكنها رفضته مرارا على أرض الواقع سواء خلال دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل أو قبيل تشكيل حكومة العريض بعد استقالة الجبالي وحكومته، ورفض حركة «النهضة» المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه الاتحاد بدعوى أن الحوار حول القضايا الأساسية يظل من مشمولات المجلس التأسيسي بينما يجهلون أو يتجاهلون أن الحوار المقصود ليس الحوار السياسي لتشريع القوانين أو لصياغتها بل هو الحوار الوطني الذي يعني كافة الأحزاب حتى التي ليس لها تمثيل بالهياكل المنتخبة ويعني أيضا المنظمات الوطنية والمهنية والجمعيات المدنية، التي لا وجود لها بالمجلس التأسيسي: الحوار أساسي خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي التي هي مرحلة لا تعني المنتخبين داخل المجلس التأسيسي فحسب بل كل مكونات المجتمع التي من خلاله تقدر على إبلاغ آرائها وتصوراتها لإنقاذ البلاد والخروج بها من واقع التوتّر ورفض الحوار لا يمكن أن يصدر إلا عن غير الديمقراطيين، غير المؤمنين بالديمقراطية.
- إن عدم الإيمان بالديمقراطية وبممارستها ليس في رفض الحوار وفي إقصاء الآخر بل في عدم الإيمان بمؤسسات الدولة، حيث تستبدل في التسيير السياسي وفي القرارات المصيرية بشخصيات من خارجها: راشد الغنوشي مصدر القرارات، أو في حماية المسار الثوري برابطات تدعي الدفاع عن المسار الثوري.
- التمسك بكرسي الحكم وباستمرار نفس الخيارات يؤكد المواقف اللاديمقراطية، ولقد ورد ذلك واضحا خلال تدخل السيد راشد الغنوشي في التجمع الذي نظم بشارع بورقيبة ردا على مقترح حمادي الجبالي: « انتخبنا الشعب لنحكم ولن نفرّط في السلطة...» وهو الحكم الإطلاقي الذي لا يخضع إلى أي شرط من الشروط: أين الديمقراطية في ذلك؟
إن الديمقر اطية قناعة وسلوك، أما سياسة إقصاء الآخر ورفض الحوار وممارسة العنف والاعتداءات المتكررة على النقابيين والسياسيين والفنانين والحقوقيين والإعلاميين فهي ممارسات تؤكد توجها نحو إعادة صياغة الدكتاتورية في ثوب جديد.
إن غياب الحوار الذي سببه الرئيسي حركة «النهضة» وحلفاؤها ولّد مناخا من التسابب والعنف وصل حدّ اغتيال رمز من رموز النضال الوطني الشهيد شكري بلعيد وهو المناخ الذي لا يمكن معه أن يستقر وضع يكون أرضية انتعاش اقتصادي واجتماعي وسياسي.
السبب الرئيسي في كل بلدان العالم، حين تفشل السياسات، هي الحكومات، بينما تحاول حكومة الترويكا التفصي دائما من مسؤولياتها فيما آلت إليه البلاد، فمرة تحملها للنقابيين ومرة للإعلاميين، ومرة للمعارضة ومرة للجمعيات الحقوقية ومرة للفنانين ومرة للمناطق الداخلية فتواجهها بالقنابل المسيلة للدموع، وبالرش... إلى حدّ لم نعد نفهم فيه الطرف الذي يقف مع هذه الحكومة أو الشريحة الاجتماعية التي تسندها...
إن غياب الديمقراطية قناعة وممارسة يظل السبب الرئيسي في ما آل إليه الوضع في بلادنا تنضاف إلى ذلك خيبة الأمل لدى الفئات والجهات الفقيرة، التي وعدت من خلال البرامج الانتخابية لحركة «النهضة» والترويكا بحل كل المشاكل في زمن قياسي ولكن النتيجة كانت نقيض الوعود الوهمية التي تعكس قصورا في فهم الواقع الناجم عن العولمة وتأثيراتها والناجم أيضا عن غياب طويل عن واقع الشعب التونسي وطبيعة معاناته، والاكتفاء بمتابعته من وراء البحار.
عبيد البريكي، عرف بالماكينة؟ فما هي الماكينة الحالية التي تشتغل في تونس وأي مستقبل لتونس؟
كلمة «الماكينة» وردت في سياق الحديث عن طبيعة الاتحاد العام التونسي للشغل، وبقدر ما شغلت النزهاء من أصحاب الرأي فإنها أربكت من يراهن على إضعاف الاتحاد العام التونسي للشغل ليسهل له الحكم وتستقيم له الحال.
للاتحاد العام التونسي للشغل مكونان يتكاملان فهو حينما يُحترم وتُحترم هياكله وقياداته منظمة تحتكم إلى الديمقراطية وتشارك في الحوارات بل تدعو لها وتنظمها، ولكن حين تمس في استقلالية قراراتها أو في حرية نشاطها وآرائها يتحرك ركن الماكينة فيها فلا تبقي ولا تذر ومن لم يقتنع بعد بذلك يعود إلى التاريخ القديم والحديث...
البلاد الآن في حاجة إلى كافة المكونات الديمقراطية المدنية والسياسية لحمايتها من كل مظاهر الانحراف، إن البلاد في حاجة إلى قوى تؤمن بالديمقراطية فكرا وسلوكا، تؤمن بالحوار، البلاد في حاجة إلى الدفاع عن العدالة، عن المساواة الفعلية بين الجميع وخاصة بين المرأة والرجل وعن الحق في التعبير الحر وفي الإعلام الحر... البلاد في حاجة إلى الإسراع بإجراء انتخابات تتوفر لها كل شروط النجاح تراجع قبلها جملة من التعيينات ذات التأثيرات السلبية المحتملة على شفافية الانتخابات... البلاد في حاجة سريعة إلى الكشف عن مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد... البلاد في حاجة ملحة إلى مؤتمر وطني للإنقاذ بالنظر إلى طبيعة الأزمة التي شملت كافة الميادين والمجالات، وخاصة أزمة الثقة...
عرضت عليك الأمانة العامة لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، لكن لماذا رفضت؟
أعتقد، رفعا لكل لبس أو تأويل، المسألة في حاجة إلى توضيح سريع: لقد اتصل بي عدد كبير من الرفاق حين عدت إلى تونس عندما اغتيل رفيقي الشهيد شكري، وأغلبهم من رؤساء الرابطات محاولين إقناعي بضرورة قيادة الحزب في هذه المرحلة من تاريخه بحكم أني من مؤسسي خط الوطد بالجامعة التونسية ومن المؤسسين صحبة شكري، لحركة الوطد وباعتباري رئيسا لأول مؤتمر توحيدي للوطد، بل واتصل بي وطنيون ديمقراطيون من خارج الحزب تمهيدا لنقاش محتمل للسير في مزيد من التوحيد واتصلت بي رموز أحزاب سياسية صديقة، وكنت رفضت المقترح باعتبار مهامي الحالية بالمنظمة وما اتصل بذلك من مسائل ذاتية، وبالنظر إلى صعوبة بل استحالة تعويض شكري ثم بعد نقاشات معمقة اشترطت الاجماع وحين لاحظت رغبة الرفيق زياد لخضر في الاضطلاع بمسؤولية الأمانة العامة أسرعت بإرسال ورقة إلى اللجنة المركزية، حفاظا على وحدة يحتاجها الحزب أكثر من أي وقت مضى، أعلمت الأعضاء فيها بعدم رغبتي في الترشح على أن أظل مناضلا منضبطا للحزب مبادئ ومواقفا ومسارا.
البعض يتّهمكم بملف فساد متعلق بتوجيه ابنتكم وهناك من أراد توظيف العملية سياسيا ونقابيا، فهل من توضيح لآخر مرة؟
أعتقد أن العجز عن خوض الصراع النقابي أو السياسي والقصور عن المحاججة الموضوعية وعن الجدل البناء دفع البعض إلى اعتماد التشويه أسلوبا في مواجهة خصومهم ولم يجدوا ما يستندون إليه سوى ملف إعادة توجيه ابنتي بمعطيات كاذبة، ولم يجدوا غير ذلك حيث أني انتخبت في المكتب التنفيذي أستاذا وغادرته أستاذا، رفضت كافة الأوسمة بما في ذلك الصنف الاستثنائي لوسام الشغل وقفت ضد مساندة ترشيح بن علي، لم أستفد ذاتيا من أية امتيازات لا مهنية ولا مادية ما زلت أسدد قرضا لبنك الإسكان تنتهي مدته مع إدراك سن التقاعد...
أما عن مسألة التوجيه فكان معدل ابنتي 15،18 بالبكالوريا و16،40 معدل سنوي، الأمر الذي يخول لها التوجه إلى الطب أو الصيدلة ليس كما ادعى البعض 10 أو 11 أو 12.... وللعلم فإن كثيرا عندما نشرت الوثائق المؤيدة لمعدلاتها على الشبكة الاجتماعية، اعتذروا رسميا عن انخراطهم في عملية تشويه واضحة وكيدية... ويجدر التذكير في الحديث عن التوجيه الجامعي أني كنت قد تدخلت لمئات من أبناء العمال لإعادة توجيههم وتدخلت لإرجاع مفصولين من العمل منتمين إلى حركة «النهضة» ووقفت مع كثير للحصول على قروض ذاتية وسكنية وللتمكن من جوازات السفر... في إطار الإيمان بأن المظلومين يلجؤون إلى الاتحاد، ولا أعتقد أن القضايا الذاتية الملحة تنتظر الثورات لتحل وللاتحاد دور إنساني ولو أعاد التاريخ نفسه لأعدت نفس التجربة ونفس الممارسات.
أعود للحديث عن قضية توجيه ابنتي لأقول إنها تأثرت بالحملة التشويهية التي لحقت بها أثناء الدراسة بالإضافة إلى وضع صحي طارئ ألم بها انعكس سلبا على نتائجها ومنعت بخلفية سياسية واضحة من الحصول على تسجيل استثنائي رغم ملف يقنع كل مطّلع عليه وانتظرت تدخل بعض المنظمات الحقوقية: الطلابية، الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعتزّ بالانتماء إليه ولكن للأسف ظل الوضع على حاله رغم مشروعية المسألة وحقها المشروع في استكمال دراستها.
متى يعود عبيد البريكي إلى تونس؟
لقد تم تجديد عقدي إلى حدود شهر سبتمبر 2013 والنية متجهة نحو تمديد مدة المشروع ولكني على استعداد دائم للتضحية بكل ذلك وبكافة الامتيازات في الأوقات اللازمة وفي الحالات المتأكدة.
ما هي الرسائل التي توجهها لهؤلاء:
شكري بلعيد: لو كنت مؤمنا بأفكار التناسخ والحلول لقلت إن روحك يا رفيقي حلت فينا جميعا، لن يرتاح ل«الوطد» بال حتى الكشف عن هوية مرتكبي جريمة الاغتيال، وهي المهمة التي أضحت لدينا من المهام المرتبطة بأهداف الثورة، فأنت لم تمت وأنت يقظ معنا منك ومن صمودك ومن شموخك نستمد الإرادة لمواصلة المشوار.
حمة الهمامي: إن الوفاء للشهيد شكري هو بالأساس في العمل على دعم «الجبهة» وتصليبها والدفع بها في اتجاه تشكيل حزب اليسار.
زياد لخضر: إن من مهامك الأساسية العمل على وحدة هذا الحزب وفاء لما ناضل من أجله الرفيق الشهيد شكري.
حسين العباسي: وجودك في قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل مهمة عسيرة ومعقدة ولكن ما قد يسهل عملك أنك جئت بقائمة متناسقة أفرزها صندوق الاقتراع وفي ظرف ثوري يمثل عامل تحرر كامل من واقع التذبذب والتردد.
مصطفى بن جعفر: لم نر له بعد الانتخابات موقفا مستقلا عن حركة «النهضة» ولم يعد يفرق بين الطرح والطرح الآخر... ليته ظل في المعارضة.
المنصف المرزوقي: عندما أسمع عنه وأراه أستحضر بيتا لأبي العتاهية: « طلبت المستقر بكل ارض فلم أجد لي بأرضي مستقرا» الترحال من الموقف إلى نقيضه من خصائصه حيث أنه لم يثبت على موقف لا في الداخل ولا في الخارج، تنكّر للمبادئ التي من أجلها ناضل فأصبح من دعاة نصب المشانق للمعارضة، خلط واضح في ذهنه بين المواقف والسلوكات الشعبية وبين الشعبوية، ليته ظل بعيدا عن كرسي الحكم كي لا يتغير ويظل المناضل الحقوقي الذي عرفناه.
علي لعريض: خلناه في البداية، على الاختلاف العميق في الآراء رجل دولة، ولكنه اتضح نقيضا لذلك لأن رجل الدولة هو رجل حوار وتشاور وحنكة في التعامل مع الآخر ولكنه من اعتمد الرش في مواجهة الفقراء والقنابل المسيلة للدموع في مواجهة المتظاهرين، إن رجل الدولة يكون بالضرورة ذا مصداقية عند وعوده بينما ما زلنا ننتظر وعدا قطعه السيد علي العريض على نفسه بأن يتم القبض على قاتل الشهيد شكري بلعيد خلال ساعات قادمة وإذا بالساعات شهور ولا ندري هل ستتحول إلى سنوات... رجل الدولة مؤهل لاستيعاب خاصيات الواقع وطبيعة الصراع ولا يسقط في تصريحات تحمل فردا واحدا مسؤولية ما يجري من احتجاجات شعبية، والكارثة أقوى عندما يتضح أن المقصود وهو الشهيد شكري بلعيد الذي كان أثناء أحداث سليانة خارج الحدود التونسية.
راشد الغنوشي: بعض المكونات لشخصية السيد راشد الغنوشي أصبحت واضحة من خلال تصريحاته ومواقفه:
- يحرض موضوعيا على العنف من خلال استصغاره لممارسات الجهادية السلفية واعتبار الجهاديين السلفيين أبناءنا وجب تأطيرهم والإحاطة بهم... ( شريط فيديو) هو الذي دافع عن رابطات حماية الثورة وهو الذي صرح علنا أن الشعب قد مكن «النهضة» من الحكم ولن تفرّط فيه مهما كان الثمن... هو الذي يتخذ مواقف بدلا عن الحكومة وهو الذي يصرح باسمها ولم يستوعب بعد، لأن الأمر ليس من مبادئه ولا من قناعاته، أن الديمقراطية في احترام هياكل الدولة لا في تعويضها...
تستطيع أن تكون مناضلا رافضا للدكتاتورية ولكن ذلك لا يعني ضرورة أن تجيد ممارسة السياسة أو أن تكون رجل دولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.