«لن نتقدم الى الانتخابات القادمة اذا لم تتوفر فيها الحدود الدنيا من نزاهة العملية الانتخابية في 23 اكتوبر 2011 بتوفر الامن وبهيئة عليا مستقلة للانتخابات تتمتع بالصلاحيات الكافية... ولا سبيل لنجاة البلاد وانقاذها الا بتوحد القوى الديمقراطية للانقاذ وبعلاقات ممتدة من النداء الى الجبهة الشعبية... والقضاء حاليا هو اتعس من القضاء في عهد بن علي» هذا اهم ما جاء على لسان سمير الطيب الناطق الرسمي للمسار الديمقراطي الاجتماعي خلال تظاهرة سياسية للحزب الاحد 7 افريل واكبها عدد من ممثلي الاحزاب السياسية التي تلتقي في الخيارات والتوجهات الديمقراطية. وفي افتتاح الاجتماع تحدثت «سلمى الدائمي» عن الحزب الجمهوري مشيرة الى ان الاتحاد من اجل تونس هدفه انقاذ البلاد وانهاء حالة التشتت للقوى الديمقراطية كما تحدث شكري يعيش عن حركة نداء تونس فقال ان الحزب الحاكم بعد ان كان ينادي بمدنية الدولة اصبح يتراجع عنها شيئا فشيئا مضيفا ان المشهد السياسي الحالي غير متوازن بوجود حزب قوي هو حركة النهضة مقابل احزاب صغيرة او مشتتة وهو ما يفرض الحاجة الى تكوين اتحاد سياسي يضم الاحزاب الديمقراطية والتقدمية. وكان مفترضا ان يتحدث في الاجتماع ايضا كمال عمروسية ممثلا للجبهة الشعبية لكنه تغيب ولم يحضر مثلما لم يتواجد ممثلون عن حزب القطب مقابل حضور شخصيات مؤثثة للمشهد الجهوي ومن بينها محمد علي الحلواني ومحمد علولو ونور الدين الفلاح. سمير الطيب واهمية التوحد في مداخلة سمير الطيب الناطق الرسمي باسم المسار الديمقراطي الاجتماعي اشاد بدور الاتحاد العام التونسي للشغل والدور الكبير الذي لعبه لانجاح الثورة من خلال فتح مقراته للقوى الثورية وللمناضلين واكد الوقوف الى جانب المنظمة العمالية ورفض التشديد على الحق النقابي كما انتقد الشيخ الحبيب اللوز ابن صفاقس بخصوص اعتبار ختان المرأة عملية تجميلية وانتقد ايضا رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي عبر تصريحه لقناة «الجزيرة» بوجود علمانيين متطرفين في تونس. وقال ان المرزوقي سقط في فخ صحافي «متخلّف» بقناة الجزيرة قدم اسئلة موجهة بإجابات مبطنة وسايره فيها رئيس الجمهورية العلماني وقال ان تصريحات المرزوقي خطيرة وانتقد سمير الطيب من يقول ان المعارضة تسعى الى وضع العصا في العجلة متسائلا اين هي العجلة حتى يتم وضع العصا فيها وانتقد التهديدات والقضايا التي ترفعها وزيرة المرأة سهام بادي التي قال عنها انها تبحث عن التقاط صور مع ادباش ليلى بن علي أكثر من بحثها عن خدمة البلاد وقال ان المعارضة لن تخاف هذه التهديدات وانها معارضة قدمت ما يكفي من التضحيات ولا ينبغي لاحد ان يزايد على هذه القوى وخاصة ممن كانوا زمن الدكتاتورية ينتقلون عبر الصالونات وقال ان اكبر خسارة للقوى الديمقراطية هي وفاة المناضل شكري بلعيد الذي كان يؤمن الى حد كبير باهمية توحد القوى الديمقراطية من اجل انقاذ الوطن. وفي ذات السياق قال سمير الطيب ان المسار مع جبهة سياسية تقدمية واسعة من «نداء تونس» الى «الجبهة الشعبية» وان الفقيد شكري بلعيد كان يرى وكان يؤمن بتكوين هذه الجبهة السياسية من النداء الى الجبهة الشعبية غير انه كانت هناك بعض الصعوبات في الجبهة الشعبية. واضاف الطيب ان علاقات المسار ممتدة من «النداء» الى «الجبهة الشعبية» وانه لا بد من البحث عن اوسع توحيد ممكن للقوى الديمقراطية المؤمنة بالمشروع الوطني التونسي في مواجهة المشاريع الخارجية ومن بينها المشروع القطري وشدد على اهمية الابتعاد عن الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة لانه (والكلام لسمير الطيب) «إذا واصلنا وضع الحواجز والعقبات والشخصنة والزعاماتية فاننا سنخسر الانتخابات القادمة... واقول لكم انه لا سبيل لنجاة البلاد الا بتوحد القوى والديمقراطيين وكل المؤمنين بالنموذج التونسي ... ودعوني اقول لكل من له حسابات ضيقة او سياسية: ارجئوا طموحاتكم الى ما بعد الانتخابات القادمة لانقاذ البلاد». وصوّب سمير الطيب كعادته خراطيش كثيرة نحو الحكومة وحركة النهضة مشيرا الى ان المؤامرات على تونس تحاك من داخل البلاد ومن خارجها وان هناك قوى خفية تتداخل مع اجهزة الدولة وان راشد الغنوشي يتحكم في هذه القوى الخفية وقال ان المعارك كثيرة ليست داخل المجلس التأسيسي فحسب وانما ايضا داخل لجان هذا المجلس. وقال سمير الطيب ان الحكومة لها مشاكل كثيرة مع الاعلام وتريد تطويعه وسيبقى هذا الاعلام حرا كما أن لها مشاكل مع القضاء وتريد تدجينه وتطويعه وأضاف ان القضاء اليوم اتعس من القضاء في عهد بن علي والقاضي الذي لم يكن يلتزم بالتعليمات في عهد بن علي كان يتم نقلته الى مكان اخر في حين يتم في الوقت الحالي عزله. وقد تم فسح الباب لعدة تدخلات لعديد الاشخاص من مختلف المستويات اما للتأكيد على اهمية التوحد أو للتشديد على ان خطاب السياسيين بقي على حاله وباجترار نفس المواقف او بالاشارة الى متاعبهم المتصلة بصعوبات العيش وغلاء المعيشة والأجور الزهيدة.