التونسية ( المهدية ) ينظّم رواق «علي خوجة» بالمهدية ، تحت إدارة صاحبه محمد أكرم خوجة معرضا لأعمال الفنّان التشكيلي محمد البعتي بعنوان « أجنحة الحرّية 2» وذلك في المدّة المتراوحة بين 20 أفريل و 20 ماي 2013 . و يعتبر محمد البعتي من الفنّانين التشكيليين الأكاديميين حيث تحصل على شهادة الأستاذية في الفنون التشكيلية ( إختصاص نحت)، ثم على شهادة الماجستير وأخيرا على شهادة الدكتوراه في علوم وتقنيات الفنون ( إختصاص فنون تشكيلية)، ويزاول حاليّا مهنة التدريس بالمعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس . وللفنّان تجربة تشكيلية على قدر من الثراء، والتفرّد وهو الذي إختار إلى جانب مهنة التدريس بدءا بالتعليم الثانوي وإنتهاء إلى التعليم العالي أن يغامر في البحث عبر ممارسة تشكيلية ذاتية عن أسلوب خاصّ به ، تخوّل له التموقع ضمن المشهد التشكيلي. ويتضمّن المعرض مجموعة من الأعمال التصويريّة ( ما يقارب 30 لوحة) تمثّل إمتدادا لتجربة الفنّان التي إبتدأت منذ سنة تخرّجه من المعهد التكنولوجي للفنون والهندسة المعماريّة و التعمير بتونس العاصمة سنة 1988 والتي حاول خلالها إمتلاك خصوصيّة أسلوبية تميّزه عن السّائد على السّاحة التشكيلية الوطنيّة. ويحاول الفنّان محمد البعتي في معرضه هذا تأكيد فرادة مقاربته التصويرية وذلك عبر الثبات على نفس مفرداته السّابقة والتي تجد صداها في مناخات مسقط رأسه البحريّة «الشابة»، مع التنويع في إختياراته التركيبيّة والتلونيّة . ولئن إختار الفنّان الإستفادة من نفس المفردات التي تعامل معها منذ بدايات تجربته التشكيلية ( الكائنات البحرية ، الأسماك والقواقع البحرية وكل ما يؤثث أعماق البحر ) فإنّه يراهن في محطّته الحالية على إستدعاء شخصيات بشرية، ويسعى إلى إقامة علاقات تحاورية بينها وبين بقيّة المفردات دون سقوط في المشهديّة والحكائية الجافّة. إنّ ما يقترحه الفنّان محمد البعتي في معرضه هذا يؤكّد قدرته على الخلاص من معيقات المعطى الحسّي البصري والإنتقال إلى سجلّ جماليّ تشكيلي سمته الأساسيّة التجريب والإختبار للعلاقات التشكيلية التصويرية دون إغفال للأبعاد التعبيريةّ .