نظمت الإدارة الجهوية للصحة بالمنستير بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتربية، مساء أول أمس بالمدرسة الإعدادية النموذجية بالمنستير، تمرينا نموذجيا أول حول خطة إدارة الأزمات والإخلاء في حالات الطوارئ بالمدارس والمعاهد. وارتكز سيناريو التدريب الافتراضي حول انقلاب شاحنة محملة بمواد سامة في مفترق الطريق المحاذية للمدرسة الإعدادية النموذجية بالمنستير مما انجر (افتراضيا) عنه تسرب غازات سامة في الهواء واستوجب الامر عملية إخلاء المؤسسة التربوية من التلاميذ والاطار التربوي والاداري توقيا من الأضرار التي قد تسببها الغازات السامة من اختناقات واصابة العيون. ونظرا لخطورة الحادث (الافتراضي) يستدعي الأمر إبلاغ الحماية المدنية بالجهة والتي تتولى قبل التحول على عين المكان الاتصال مباشرة بمديري المدارس والمعاهد القريبة من موقع الحادث لإخلاء مؤسساتهم فورا والسير في الاتجاه المعاكس للريح كإجراء أولي. وأوضح الدكتور منذر جعفورة الخبير الدولي في الإسعافات ومجابهة الكوارث والمسؤول الجهوي بادارة الصحة المكلف بالاغاثة والانقاذ أن هذه العملية البيضاء تتنزل ضمن سلسلة المناورات التدريبية التي تقام بالتنسيق مع الادارة الجهوية للتربية بالمنستير. وأكد على أن هذا التمرين الافتراضي لإخلاء مؤسسة تربوية بالمنستير من تلاميذها وموظفيها فور سماع إنذار الحريق جراء تسرب غازات سامة أو نشوب حريق أو ما شابه يعد الثالث من نوعه على المستوى الجهوي حيث تم تنفيذ عمليتين سابقتين بمدرسة سالم بشير بالمنستير خلال السنة الماضية ثم تم الاتفاق مع الادارة الجهوية للتربية بالمنستير لتوسيع مثل هذه العمليات البيضاء وتعميمها على كل المؤسسات التربوية مستقبلا. واضاف جعفورة ان الادارة الجهوية للصحة بادرت بتكوين 15 قيّما من مختلف معاهد الولاية وتدريبهم على حسن التصرف وادارة الازمات عند حدوثها وأنهم بدورهم يتولون نشر هذه التجربة وتكوين زملائهم بالمعاهد الراجعين لها بالنظر. وشدد الدكتور جعفورة على ضرورة تكوين وتدريب فريق متكامل لإدارة الأزمات والحالات الطارئة بكل المدارس والمعاهد يتكون من مدير المؤسسة التربوية وأساتذة وعملة مع تحديد الواجبات والمهام المنوطة بكل طرف وهي بمثابة إطار عام لتنفيذ خطط الإخلاء ومواجهة الأزمات والحالات الطارئة سواء بالاستعداد لها أو توقعها أو التعامل معها إذا ما حدثت وذلك بهدف حماية الأفراد وإنقاذ الممتلكات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية المتواجدة بأقرب نقطة على الرقم 198 وكذلك مصالح الإسعاف الطبي عبر الاتصال الهاتفي على الرقم 190. كما أبدى الحاضرون من إطار تربوي والأطراف المشاركة ارتياحهم لتنفيذ عملية الإخلاء الافتراضية بنجاح بهدف المحافظة على الأرواح البشرية والممتلكات العامة التي تعد مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع. وأشار الدكتور منذر جعفورة المنسق العام للتدريب والمشرف على هذه العملية إلى أهمية التجربة التي يجب أن تعمم على مختلف المؤسسات التربوية المدعوة إلى توفير الوسائل اللازمة لمواجهة الكوارث والأزمات مع إقرار دورات تكوينية في مجال الإسعافات الأولية وكيفية التصرف في الحالات الطارئة مؤكدا ان المؤسسات العمومية مطالبة قانونا بإجراء عمليتين بيضاوين سنويا في الانقاذ والاخلاء وخاصة منها المؤسسات التربوية التي من المفروض ان تربي الناشئة على مثل هذه المبادئ الاساسية في الحياة.