صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    تونس تُحرز بطولة إفريقيا للبيسبول 5    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    بنزرت: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان بمشاركة حوالي من 3000 رياضي ورياضية    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    عاجل: أولى الساقطات الثلجية لهذا الموسم في هذه الدولة العربية    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزاد بادي (حركة وفاء) ل «التونسية»:لهذا السبب نرفض حلّ رابطات حماية الثورة
نشر في التونسية يوم 28 - 05 - 2013


نوايا مبيتة وراء إعادة إثارة الجدل حول الفصل 104
الاستفتاء على الدستور ضروري
في كل الحالات
ولد في 29 مارس 1971 بتوزر. درس بكلية العلوم القانونية بسوسة حيث تخصص في القانون الخاص إلى سنة 1997. إلتحق بحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» بعد 14 جانفي 2011 ثم انشق عنه رفقة عبد الرؤوف العيادي وأسسا حزب «حركة وفاء».
هو النائب عن كتلة وفاء أزاد بادي ومقرر الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة بالمجلس الوطني التأسيسي، وهي الهيئة التي وجه لها مؤخرا عدد من أعضائها أصابع الاتهام وقالوا إن رئيسها مصطفى بن جعفر والمقرر العام للدستور الحبيب خضر وبعض أعضائها من نواب كتلة «النهضة» انقلبوا على بيان الحوار الوطني.
أزاد بادي ردّ على هذه الاتهامات في هذا الحوار الذي جمعنا به وأكد وجود العديد من المغالطات، كما تحدث عن الوثيقة التي وقع تسريبها وهي شهادة تقدير تلقاها بادي من زين العابدين بن علي وأسالت الكثير من الحبر، بالإضافة إلى عديد المسائل الأخرى المتعلقة بالمجلس التأسيسي وبالوضع الأمني العام بالبلاد.
باعتبارك مقرر الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة، ما هو تعليقك على تصريحات بعض أعضائها الذين اعتبروا أن الهيئة انقلبت على بيان الحوار الوطني؟
لقد وقع ذكر العديد من المغالطات في الندوة الصحفية حيث تم الحديث عن انقلاب الهيئة على بيان الحوار الوطني الذي لم تشارك فيه كل الأحزاب السياسية والذي ذكر في طالعه أنه يسهّل عمل المجلس التأسيسي ولا يعوّضه، في حين أرادت بعض الأطراف فرض خلاصة هذا الحوار على أعمال اللجنة ليقع نسخه دون زيادة أو نقصان، وكأنها املاءات جاءت من خارج المجلس التأسيسي الذي يراد أن يقتصر دوره على المصادقة لا غير، وهو فيه مخالفة صريحة للفصل 104 من النظام الداخلي الذي يعطي هيئة التنسيق والصياغة صلاحية صياغة الدستور اعتمادا على أعمال اللجان التأسيسية واستئناسا بآراء الخبراء لا غير.
ولكن ما قيمة الحوار الوطني إذا لم يتم اعتماد نتائجه؟
هذا هو الإشكال حيث ظهر خلاف حاد بين الأطراف المشاركة في الحوار الوطني، فقد رفض ممثل «المؤتمر» داخل الهيئة ما ورد في البيان الذي أصدرته الأحزاب المشاركة في الحوار وخاصة الجزء المتعلق بصلاحيات رئاسة الجمهورية وأكد على أن هذا البيان لا يلزم الهيئة، في حين اتهم ممثل «الحزب الجمهوري» حركة «النهضة» بالتراجع عن وعودها الممضاة مع بقية الأحزاب، فالخلاف انطلق أساسا بين الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني يضاف إلى ذلك أن منطق الأشياء ومنطوق القانون يقول إن للمجلس والهيئة وحدهما صلاحية اعداد المشروع النهائي علما أن هذه الأطراف تهدّد بالذهاب للمحكمة الإدارية للطعن في أعمال هيئة التنسيق باعتبار مخالفتها للفصل 104 من النظام الداخلي.
لماذا لا يتم اعتماد بيان الحوار الوطني كما هو دون نقاش خاصة أنه صيغ بطريقة توافقية كما دعا إلى ذلك بعض النواب؟
لأننا بذلك نخلق هيكلا موازيا للمجلس الوطني التأسيسي تتخذ فيه القرارات ليصبح المجلس مجرد هيكل يختم هذه القرارات لإصدارها للشعب وهو ما يتعارض مع التنظيم المؤقت للسلط العمومية والنظام الداخلي للمجلس وأبجديات العمل السياسي.
هناك من النواب من يقول إن الفصل 104 من النظام الداخلي لا يخول لهيئة التنسيق والصياغة المساس بمضامين الفصول، فمن نصدّق؟
للجواب على هذا السؤال يجب فهم مدلول الفصل 104 الذي يمنح الهيئة وحدها في هذه المرحلة صياغة المشروع النهائي للدستور دون الرجوع إلى اللجان التأسيسية وبقطع النظر عن هذا الجدل القانوني المشار حول هذا الفصل فقد طرحت منذ بداية أعمال الهيئة منهجية عملها ومدى صلاحياتها في المساس بالمضامين وحصل التوافق على اختصاص الهيئة خاصة في المرحلة النهائية في تعديل بعض المضامين وأتساءل هنا لماذا لم يقم هؤلاء النواب منذ عدة أشهر خلت بمعارضة هذا القرار واتخاذ الاجراءات اللازمة لإيقافه؟ كما أتساءل عن نيتهم في طرح هذا الإشكال في المراحل النهائية لإعداد الدستور خاصة مع الحاح الشعب في الاسراع بالانتهاء في انجازه.
وكأنك تتوجه بأصابع الاتهام إلى المعارضة وتتهمها بالسعي إلى إجهاض عمل المجلس؟
أنا أطرح السؤال وأترك للشعب الجواب لأنه كان لدينا متسع من الوقت للضبط والاعتراض على هذه المنهجية وحتى عرضها على جلسة عامة لاتخاذ القرار في شأنها، أما أن تطرح في آخر مراحل اعداد الدستور فهذا يترك ألف سؤال.
ماذا عن التوجه للمحكمة الإدارية لحل النزاع حول الفصل 104، ألا يمكن أن يكون الخيار الأفضل؟
أرى في ذلك تعميقا للأزمة التي تشهدها الساحة السياسية عموما، فالذهاب للمحكمة الإدارية يعني اطالة أجل المصادقة على الدستور لمدة غير محدّدة وهو ما لا يخدم المصلحة الوطنية ولا ضرورة الانتهاء من هذه المرحلة الانتقالية الحساسة.
وما الحل في رأيك للخروج من هذا المأزق؟
الحل في رأيي هو توافق الأحزاب حول منهجية عمل واضحة، فكما استطاعت التوصل للوفاق حول المسائل الخلافية العالقة لن يصعب عليها التوافق حول منهجية عمل.
وإذا لم يتم ذلك؟
إذا تم الذهاب إلى المحكمة الإدارية فإن اعداد الدستور سيتأخر كثيرا وستتأخر بمقتضى ذلك كل الاستحقاقات القادمة بما في ذلك الاستحقاق الانتخابي. وغياب التوافق سينعكس حتما على الجلسة العامة لأن لا أحد يملك النصاب القانوني الضروري للمصادقة على مشروع الدستور وهو ما سيضطرنا حسب الفصل 3 من التنظيم المؤقت للسلط العمومية إلى الذهاب إلى الاستفتاء بعد قراءة ثانية وهو ما سيتطلب مزيدا من الوقت ومزيدا من التمديد في كل ما هو مؤقت.
هناك من يعتبر أن الاستفتاء إعلان فشل للمجلس الوطني التأسيسي، فهل تشاطر هذا الرأي؟
أنا من مؤيدي الذهاب إلى الاستفتاء في كل الحالات خاصة بعد الانتقادات الحادة التي وجهت للمجلس الوطني التأسيسي و لأدائه والتجاذبات السياسية والحزبية التي علت على المصلحة الوطنية، فاعتماد الاستفتاء هو الرجوع إلى صاحب الوكالة وصاحب السيادة وهو الشعب التونسي.
وهل أن الشعب قادر على فهم الفصول القانونية بالدستور وإدراك سلبياتها وايجابياتها؟
مع انطلاق الجلسات العامة لمناقشة الدستور فصلا فصلا ستفتح المنابر الاعلامية والندوات وسيتحرك المجتمع المدني والسياسي لتفسير الآراء والفصول والتوجهات العامة وهو ما سيمكّن المواطن من التعرّف على دقائق وتفاصيل الأمور مما سيسمح له بأن يكون مؤهلا لقول كلمته الفصل في حال انسداد التوافق.
ألا ترى أن تواصل الخلاف بين الكتل النيابية والحيلولة دون ايجاد أرضية توافقية بينها إلى حد الآن أعطيا للمواطن صورة سلبية عن نواب الشعب خاصة وعن المشهد السياسي التونسي عامة؟
أرى دائما أن الخلاف وحق الاختلاف ظاهرة صحية تعكس تنوع الأفكار والتوجهات وثرائها وهو المرآة العاكسة للشعب التونسي في ثراء ثقافته واختلاف توجهاته وهكذا سيكون الدستور ممثلا لكل التونسيين ولا يعكس اتجاها بعينه ولا تيارا بمفرده على أن تحصل توافقات حقيقية بإيجاد الأرضية المشتركة بعيدا عن الحسابات الايديولوجية والحزبية.
أمضى مؤخرا عدد من النواب على عريضة استعجال نظر في قانون تحصين الثورة، هل مازلتم عند موقفكم إزاء هذا المشروع؟
موقفنا كان واضحا منذ البداية في «حركة وفاء» من قانون تحصين الثورة وكنا ضمن الأطراف التي أمضت على عريضة استعجال النظر على أساس أنه تم الانتهاء من مناقشته صلب لجنة التشريع العام ونراه متمّما ومكمّلا لقانون العدالة الانتقالية لا متعارضا معها، كما نراه يخدم أهداف الثورة ونراه من أولويات استحقاقات هذه المرحلة
مؤخرا وقع تمرير وثيقة عبر الموقع الاجتماعي تفيد أنك تلقيت شهادة تقدير من الرئيس المخلوع، ما حقيقة هذه الوثيقة؟
رفعت قضية في هذا الصدد مضمنة لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة ليفتح تحقيق في هذا الصدد ويكشف كل ملابسات ما قيل وما سوف يقال والأطراف التي تقف وراء ذلك.
القضية موضوعها تدليس ومسك واستعمال مدلّس والتشهير وهو ما سيمكّن حاكم التحقيق من المطالبة بجلب هذه الوثيقة وعرضها على الاختبار وقول كلمته فيها.
ما هو الهدف من وراء تدليس هذه الوثيقة؟ ولماذا أنت دون غيرك من النواب؟
كل ما وقع تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي وقع ربطه بقانون تحصين الثورة وتوقيت هذه الحملة تزامن مع اقتراب موعد تمرير هذا القانون على الجلسة العامة وكان صوتي مرتفعا في ما يتعلق بالتحصين السياسي للثورة وهكذا سيظل ايمانا مني بصحة الطريق الذي أسلكه.
هل تتهم أطرافا معينة؟
لدي الكثير من الروايات في ما يتعلق بهذه الشهادة لا أريد الخوض فيها لأن الموضوع برمته في عهدة قاضي التحقيق بمحكمة تونس الابتدائية.
يروج داخل كواليس المجلس التأسيسي أن كتلة «وفاء» هي الحليف الخفي لكتلة «النهضة»، هل تؤكد أو تنفي هذا الخبر؟
أؤكد أن موضوع التحالف مع حركة «النهضة» داخل المجلس الوطني التأسيسي أو خارجه لم يطرح لا داخل الهياكل الرسمية للحزب ولا خارجها وهو موضوع نسمع به في وسائل الإعلام وفي الكواليس لا غير.
نحن لدينا رؤى ومقاربات وخط سياسي مستقل عن كل الأحزاب ويخص فقط «حركة وفاء» قد يتقارب في بعض أجزائه مع هذا الحزب أو ذاك، فنحن نبحث دائما عن المشترك مع الغير بعيدا عن التوجهات الايديولوجية أو الحزبية أو غيرها، فحركة وفاء حزب غير ايديولوجي يقوم على مشترك سياسي قد نلتقي في البعض منه مع هذا وقد نختلف في البعض الآخر مع ذاك أما التحالفات الحالية والمستقبلية فلم تطرح قط داخل الحركة.
يعني لا وجود لتحالفات في الأفق؟
نحن منشغلون اليوم بإعداد المؤتمرات الجهوية للحزب تمهيدا للمؤتمر الوطني الذي سيساهم في بناء هياكل منتخبة مركزية وجهوية.
حركة «وفاء» شهدت انشقاق عدد من أعضائها، ألا ترى أن هذا الانشقاق أربك الحركة قبل انطلاقها؟
حركة «وفاء» تسير وفق خط سياسي بلورناه معا ليكون المشترك بيننا وكل من خرج عن الحركة قد خرج إما لأسباب سياسية لتعارض رؤاه مع خطنا السياسي وإما لأسباب تنظيمية ذاتية لا تتعلق بالمقاربات السياسية وفي كل الحالات نحن نرى أن كل ذلك لا يزيدنا إلاّ قوة ولحمة باعتبار أننا نواصل السير في ذات الطريق وبذات الاصرار. وكما استقال البعض انظمت لنا عديد الأطراف سواء مركزيا أو جهويا ونرى أننا نسير في الطريق الصحيح سياسيا وتنظيميا، كل عمل سياسي يتطلب بعض المراجعات طبعا فالسياسة فن الممكن لكن الأهم هو الحفاظ على ذات المبادئ التي تأسس عليها الحزب. وحركة «وفاء» ليست أشخاصا ورموزا وإنما رؤية سياسية لبناء الدولة الوطنية تمضي الأشخاص وتزول وتبقى الأفكار والمشاريع.
المنشقون عن حركة «وفاء» عللوا خروجهم من الحزب بكون رئيسه عبد الرؤوف العيادي يتفرّد بالقرارات ولا يقوم بتشريكهم، ما هو ردّك؟
قراراتنا تتخذ داخل هياكل الحزب بالطريقة الديمقراطية ولا نؤمن لا بالزعامتية ولا بالشخصنة بل تعمل الهياكل والأطر الرسمية في كنف الديمقراطية والأستاذ عبد الرؤوف العيادي أبعد ما يكون عن فرض آرائه أو الانفراد بها.
وما حقيقة اختراق رابطات حماية الثورة لحركة وفاء؟
أؤكد أنني لم أر لا داخل المقر المركزي ولا داخل المقرات الجهوية رابطات حماية الثورة تروح وتغدو داخلها وما يروج له في هذا الصدد مرده موقفنا من الرابطات والذي مفاده أننا نؤسس لدولة القانون أي الدولة التي يحترم فيها القانون ويفرض على الجميع لمن ارتكب جرما أو مخالفة للقانون أيا كان يحاسب طبقا للتشاريع الجاري بها العمل.أما حل الجمعيات والمنظمات بقرار سياسي ودون احترام لأدنى الضوابط القانونية ففيه خطر كبير، إذ يمكن بنفس العملية حل أي حزب سياسي أو أي منظمة أو جمعية بمجرّد قرار يصدر عن السلطة التنفيذية في حين أن القانون يضبط بدقة كيفية التعامل مع المنظمات ونحن نطالب فقط بتطبيق هذا.
ولكن ثبت على رابطات حماية الثورة استعمالها للعنف؟
نطالب بمحاسبة كل من خالف القانون وتورط في أحداث العنف وتطبيق القانون عليه بلا استثناء، أما دون ذلك فتأسيس للفوضى وللحسابات السياسية والانتخابية.
ما موقف «حركة وفاء» من أحداث جبل الشعانبي وأيضا من إصرار «أنصار الشريعة» على عقد مؤتمرهم بلا رخصة؟
نحن ضد العنف واستعمال العنف وانتهاجه كوسيلة من أي طرف كان وبلا استثناء وتحت أية راية كانت وبلا تمييز. وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة التي تشهدها تونس والمتعلقة بدوامة العنف التي يراد زج البلاد داخلها، نؤكد على الحق في التظاهر السلمي القانوني كإحدى مكتسبات الثورة ولكن في الآن ذاته نؤكد على ضرورة احترام القانون من قبل الجميع وفرض تطبيقه من قبل الدولة على كل من يرى نفسه فوق القانون. انتهى عهد السياسات الانتقائية وانتهى عهد التمييز على أساس حزبي أو ايديولوجي، نحن في مرحلة بناء دولة قانون، نؤكد أيضا على وعي المواطن التونسي في عدم الانحراف وراء أجندات لن تخدم لا الوطن ولا مرحلة الانتقال الصعب. كلنا تونسيون وتونس تستطيع أن تتسع لنا جميعا مهما كانت اختلافاتنا أو آراؤنا.
وكيف تقيّمون أداء وزارة الداخلية مع لطفي بن جدو إزاء هذه الأحداث؟
أداء وزارة الداخلية سابقا مع علي العريض طرح عديد المؤاخذات وكنا في «حركة وفاء» قد ندّدنا بالاستعمال المفرط للقوة في أحداث 9 أفريل والاعتداء على عائلات شهداء وجرحى الثورة أمام وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية الذي انتهجته وزارة الداخلية وكنا قد طالبنا بخلق التوازن بين فرض احترام القانون وبين احترام حقوق الانسان.
أما اليوم فنعيش تجربة جديدة مع السيد لطفي بن جدو التي لا نستطيع أن نحكم عليها بعد أسابيع من تسلمه الوزارة. نتمنى أن يعمل على مزيد الارتقاء بعمل وزارة الداخلية وأن تكون في خدمة الوطن وحده وأن يتساوى جميع المواطنين بعيدا عن الألوان الأيديولوجية والحزبية أو الفكرية.
ماهي قراءتكم بالنسبة لأحداث جبل الشعانبي؟
وزارة الداخلية لم تمدنا بالمعطيات الكافية حول ما يجري في جبل الشعانبي أو غيره وكأنها تطارد أشباحا. وعلى هذا الأساس أمضينا عريضة داخل المجلس التأسيسي للمطالبة بجلسة عامة مغلقة مع وزير الداخلية ووزير الدفاع للوقوف على حقيقة الأوضاع الأمنية لأن المشهد ما يزال ضبابيا. ولكن الأكيد أن تهديدا بزج تونس في دوامة من العنف موجود، بقي أن نعرف الأطراف التي تقف وراءه والأجندات التي تقف لصالحها.
وهل تعتقد أنه في ظل أحداث العنف التي تشهدها البلاد من الممكن اجراء الانتخابات؟
لا يمكن اجراء أية انتخابات في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية وبالتالي يجب العمل منذ الآن على استقرار هذه الأوضاع لأن تواصلها قد يؤخر موعد الانتخابات وتواتر تصاعدها قد يجعلنا نتساءل عن امكانية حصول الانتخابات في حدّ ذاتها.
ما هي طموحاتك السياسية والحزبية؟
طموحاتي داخل «حركة وفاء» هي المساهمة في بناء مدرسة سياسية تساهم في القضاء على التصحّر السياسي الذي خلقه نظام القمع والاستبداد وتكميم الأفواه وفي تكوين جيل متسيس قادر على القيام بدوره الوطني سواء على المستوى السياسي أو داخل المجتمع المدني وهو غاية ما نتمنى داخل الحركة.
أما بالنسبة لطموحي السياسي فأستطيع أن أبني وأقدم الكثير سواء كنت قاعديا أو قياديا لأن المناصب ليست هي ما سيمكّننا من البذل والعطاء وانما ايماننا بالفكرة وبالمشروع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.