التونسية (حاجب العيون) تعتبر ولاية القيروان من أهمّ الجهات المنتجة للمشمش بالبلاد التونسية خاصة السبيخة وحاجب العيون والعين البيضاء وعين جلولة وعين بومرّة حيث توجد عشرات الآلاف من أشجار المشمش بمختلف أنواعه خاصة منها «البيوضي» و«الوردي» و«عمر العش» و«الكانانوس». ورغم وفرة الصابة وسعي الحكومة التونسية إلى تسويق جزء هامّ منها إلى البلدان الأوروبية وبلدان الخليج خاصة فانّ العديد من المشاكل مازلت تعرقل هذا القطاع الفلاحي الهامّ في حياة أغلبية كبيرة من فلاحي الوسط التونسي . وتبقى أهم الصعوبات متعلقة أساسا بأسعار البيع التي بقيت إلى سنوات عديدة محافظة على أثمانها العادية وهي أثمان بخسة جدا مقارنة بالمصاريف الجملية التي يتكبدها الفلاح في هذا القطاع الذي يتطلب العناية المتواصلة من حرث وتسميد وسقي على امتداد فصول السنة. والحال أنّ ساعة السقي يقارب ثمنها الثلاثة دنانير هذا إضافة إلى المداواة المسترسلة . وتتواصل معاناة الفلاح عندما يتأخر « الشقف» وهي صناديق جمع المحاصيل بنوعيها الخشبي والبلاستيكي فيتأخر بذلك جمع الصابة التي سريعا ما تصبح عرضة للاتلاف. خاصة إذا علمنا أنّ موسم جني المشمش لا يتعدّى الشهر والنصف في احسن الحالات وذلك قبل أن يتحوّل إلى « فأرماس» متساقط تحت الأشجار مما يبعث الحسرة في نفوس الفلاحين لضياع صابتهم أمام أنظارهم والحال أنّ هذا السيناريو يتكرّر كلّ موسم فلاحي . وعليه فانّ الضرورة تقتضي الإسراع بمساعدة الفلاح على تخطي الصعوبات التي تعترضه وخاصّة البحث بكلّ جدّية عن أسواق خارجية جديدة من شأنها استيعاب أكثر ما يمكن من هذا المنتوج الفلاحي الذي ينضج بسرعة وغير قابل لملائمة الأجواء الساخنة بربوع الوسط التونسي . والأهمّ من كلّ ذلك التفكير في تدخل تعاضدية الخدمات الفلاحية لتذليل العديد من الصعوبات لهذا القطاع . والدعوة موجّهة إلى أصحاب رأس المال بهذه الجهات الفلاحية إلى تركيز وحدات إنتاج خاصة بتحويل هذا المنتوج الفلاحي بالمنطقة الصناعية التي تنتظر المبادرات لتنشيطها وتفعيل دورها الصناعي والاقتصادي وكذلك تقريب المعامل من مراكز الإنتاج لهذا القطاع الحيوي الذي يساهم في تشغيل عشرات الآلاف من الأيادي العاملة والذي يعود بالنفع على العديد من العائلات الفلاحية إلى جانب المساهمة في تنمية الواردات التونسية .