اعتبر رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ان السلطات في تونس لا تواجه خطر الانقلاب عليها كما حصل في مصر، لكن عليها ان «تنتبه» الى توقعات الشعب. واضاف المرزوقي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر قرطاج الرئاسي، «لا أعتقد ان يحصل السيناريو المصري في تونس لأنه تنقصه مقومات أساسية، هنا لدينا جيش جمهوري محترف لم يتدخل أبدا في السياسة». وقال المرزوقي «إن الأحداث الأخيرة في الشقيقة مصر تظهر سلامة المسار الذي انتهجته تونس ، لكنها تنبه أيضا إلى ضرورة تحسينه وتعميقه والإسراع به وضرورة تواصل البحث الدائم عن أقصى قدر ممكن من التوافق السياسي والاجتماعي وخاصة ضرورة الإسراع بتمكين الشعب في أقرب أجل ممكن من ممارسة سيادته مجددا وإنهاء المرحلة الانتقالية» . ودعا المرزوقي الشعب التونسي إلى التمسك بهذا المسار أكثر من أي وقت مضى وهو الذي حفظ لحد الآن رغم الخلافات الطبيعية وِحدَة الدولة وتماسك المجتمع وأظهر فعاليته كصمام أمان ضدّ كل المخاطر التي تهدد دوما بلدانا في مراحل انتقالية حساسة . ودعا المرزوقي الى فهم الرسالة القادمة من مصر و«الانتباه وادراك أنّ هناك طلبات ضخمة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي». وقال المرزوقي إنه بدل تدخل الجيش والاطاحة بحكم مرسي كان من الأفضل العمل على توسيع الشرعية الانتخابية الى «شرعية توافقية». وأوضح المرزوقي أنّ «تدخل المؤسسة العسكرية مرفوض ويمكن ان يفاقم الأزمة إذا لم يتم اعادة المسار»، مسار الانتقال الديمقراطي مضيفا ان تونس « تنظر بقلق لما يجري في مصر من اعتقالات في صفوف الاعلاميين والسياسيين». من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه من «الواضح انه ما من خيار امامكم سوى النجاح لانكم مثال ومرجع للكثير من الشعوب العربية» معتبرا ان المسار الانتقالي في تونس «تحت السيطرة». مشيرا إلى ان مسار الثورة توقف في مصر مع الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي. وقال هولاند: «حتى اكون صريحا، ما يحدث الآن في مصر هو ان مسار الثورة قد توقف والتحدي الاكبر الآن هو كيف يمكن اطلاق المسار من جديد نحو التعددية والديمقراطية ونحو الانتخابات». وأضاف الرئيس الفرنسي «يجب ان نتأكد الآن ما إذا كان الشعب سيستعيد الديمقراطية والحرية.. على الجيش ان يتحمل المسؤولية في إجراء انتخابات جديدة وضمان الحرية والتعددية وخاصة حرية الصحافة». وبشأن الأزمة السورية لفت الرئيس الفرنسي إلى أن ما تعيشه سوريا «الممزقة جراء سياسة دكتاتورية»، حسب قوله، يستدعي العمل على تخليص الشعب السوري من الوضع الذي بلغه في كنف الالتزام بإرادته واحترام خياراته. وتم التوقيع في بداية الندوة الصحفية على 18 اتفاقية وبروتوكول تعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية في عديد المجالات والميادين.