التونسية (تونس) نحتفل هذه السنة بالذكرى السادسة والخمسين لعيد الجمهورية والدستور لم يخرج بعد إلى النور والبلاد تعيش تجاذبات سياسية كبرى وسط تدهور مخيف للإقتصاد هذا بالإضافة إلى الضبابية الكبرى حول موعد الإنتخابات القادمة رغم كل التأكيدات التي نسمعها يوميا من أطراف في الحكومة أو بعض الأحزاب السياسية.جل جمعيات المجتمع المدني تقول أن الجمهورية مهددة والسلطة الحالية تسير بالبلاد نحو دولة دينية تهدّد قيم الجمهورية. فهل باتت الجمهورية بمبادئها وقيمها المدنية مهدّدة من بعض فصول الدستور الجديد؟ «التونسية» طرحت السؤال على بعض نواب التأسيسي: أيمن الزواغي(تيار المحبة): «لا مجال لدولة دينية في تونس» «لا مجال لدولة دينية في تونس وما يهدد تونس حقا في فترة الإحتفال بعيد الجمهورية هو محاولة افتكاك السلطة عن طريق الإنقلاب من قبل جماعات وأحزاب معينة تدعو الى الفراغ السياسي على غرار حركة تمرد. قيم الجمهورية تقوم اساسا على مبادئ التداول السلمي على السلطة لذلك لا سبيل الى الوصول إليها إلا عن طريق آلية الإنتخاب لا الإنقلاب». سليم بن عبد السلام (نداء تونس): «يريدون الجمهورية غلافا فقط» «في الوقت القصير والمتوسط مازلنا في نظام جمهوري ولا أحد يهدد قيامها.لكن هناك أقليات مثل حزب التحرير تدافع عن خيار آخر وتريد تهديد الجمهورية. اليوم حتى حركة النهضة تدافع على الجمهورية في الدستور لكن هناك أطرافا تريد الإبقاء على الجمهورية كغلاف وبعد ذلك يحولون تونس إلى إيران جديدة. نحن نريد جمهورية مدنية ونظام ديمقراطي وهذا الأمر عليه شبه إجماع رغم أن هناك أطرافا من حركة «النهضة» تريد إفراغ مفهوم الجمهورية من محتواه. إن كل القوانين المدنية مهددة سيما وأن العديدين يقولون أن الشريعة فوق الدستور والشريعة لها عدة تأويلات وقراءات والمثال الإيراني والسعودي أكبر دليل على كلامي.إن تونس لها تاريخ إصلاحي ولا يناسبها سوى النظام الجمهوري». وليد البناني (حركة النهضة): «الجمهورية ليست مهددة» «النظام الجمهوري في تونس ليس مهددا بل بالعكس بعد المصادقة على الدستور بما فيه من فصل بين السلطات والتأكيد على مدنية الدولة والنظام الجمهوري لا أرى تهديدا. النظام الجمهوري هو أساسا نظام يقوم على مبدأ أن السلطة تعود للشعب في اختيار ممثليه وكل المؤسسات دائمة ومستقلة عن بعضها البعض وتحترم فيها علوية القانون. وهذا الأمر متوفر. والقول بأن النهضة تريد إرساء نظام ديني كلام مطلق وعار من الصحة وهو شعار يرفع لبث البلبلة وتزييف آخر للحقائق ولا يوجد في مواقف النهضة أنا أتهم كل من يبحث عن الفوضى وحل المؤسسات الدستورية وإدخال البلاد في دوامة العنف ومن دعا الجيش إلى الإنقلاب هو من يريد قلب النظام الجمهوري». عبد الرؤوف العيادي (حركة وفاء للثورة): «متى كان لنا جمهورية» «أرى فوضى في تونس ولا يوجد نظام .هناك فساد وكساد ولم تكن هناك جمهورية أصلا ولا يوجد مكسب سياسي ندافع عنه ولا بد من سياسة جديدة . أرى أن المكسب الوحيد بعد الثورة هي حرية التعبير ولا بد من ابتداع النظام الذي يؤمن الحقوق والحريات ويفعل قيمنا». سمير الطيب ( حزب المسار): «لا بد من اليقظة فالتهديد موجود» «لا للتهويل والقول بأن الجمهورية مهددة الآن هناك دعائم للجمهورية بالبلاد وتونس لها تاريخ ومؤسسات .لكن هناك مخاطر تحدق بالجمهورية ولا بد من الإنتباه واليقظة لكي لا تذهب الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. نحن نعتبر أن لتونس عدة مكاسب ونموذجها قديم جدا ودورنا أن نحافظ عليه ضد أية محاولة للارتداد والرجوع إلى الورا».