التونسية (مكتب القيروان) «العروس يعرّس... وجيران الصالة تتهرّس»هو مثل شعبي قد يلخص معاناة سكان شارع «يحيى ابن عمر» المترابط مع شارع «طريق حفوز» بالقرب من جامع «معمر» والمجاورين لقاعة الأفراح التي أصبحت كابوسا يؤرق الجيران بسبب موقعها في وسط حي سكنى محترم، ولعل الغريب في الامر هو كيف وقع الترخيص لهذا المحل غير المطابق لكراس الشروط. فالأصوات المرتفعة للمضخمات تصم الآذان وأبواب القاعة تبقى مفتوحة لتزيد الطينة بلة كما يبقى عدد كبير من المدعوين جلوسا أمام الباب منتهكين بأعينهم حرمة المنازل المقابلة مما يدفع ببعض الجيران إلى وضع حواجز على شبابيكهم تمنع عنهم الأعين المتطفلة ولكنها في نفس الوقت تحرمهم من دخول الهواء في حرّ الصيف وتضطرهم لتشغيل المكيفات ليلا نهارا. زد على ذلك أن هذه القاعة تفتقد لمربض للسيارات فترى المدعوين تغلق أبواب المنازل وفي بعض الأحيان تغلق الشارع وتمنع حركة المرور فيه إذ أن صاحب القاعة يؤجرها في أغلب الأيام لفترتين في اليوم فتبدأ معاناة الجيران من الساعة الثانية بعد الظهر إلى حدود الساعة الثانية فجرا بلا انقطاع. كما لوحظ أن المشرف عليها يتساهل مع أصحاب العرس وينصاع لرغباتهم في إطالة الحفلات في غياب الشرطة البلدية فلا إمكانية للنوم قبل الساعة الثانية فجرا طوال أيام الصيف وحتى هذه الأيام وبالتزامن مع العودة المدرسية مازال هذا النسق متواصلا. كما يتواصل مسلسل التجاوزات ليصبح محيط القاعة ساحة للعربدة والبلطجة والعراك بالعصي والحجارة والقوارير والاعتداء على ممتلكات الجيران وسياراتهم الرابضة أمام منازلهم. فهذه القاعة أصبحت معروفة بسمعتها السيئة ويمكن التثبت لدى مصالح شرطة النجدة التي تدخلت عديد المرات لتفريق المتخاصمين من أهل العرس وتفاقمت هذه الظاهرة لتصل إلى حد الاعتداء بالعنف على الجيران إذا ما أبدوا انزعاجهم وامتعاضهم من بعض التصرفات كالسكر أمام القاعة أو المجاهرة بالكلام البذيء وحتى التطاول على الجلالة وقد أصبح الوضع لا يطاق. فمتى تتحرك بلدية القيروان لتضع حدا لهذه المهزلة وتوقف نشاط هذه القاعة وغيرها من قاعات الأفراح العشوائية التي انتشرت في الأحياء السكنية بمدينة القيروان طالما هي لا تحترم القانون؟