لا شك ان الثقافة بكل مكوناتها ووسائلها وادواتها هي صمام الامان الدي نطمئن اليه لحماية المسار الدي يقود بلادنا نحو الافضل ويحمي الثورة ويحقق اهدافها في غير تحيز او تطرف . والشعوب الراقية هي التي تحمي الثقافة من هيمنة السياسة وسطوة السياسيين . وما نلاحظه هو افتقار برامج الاحزاب السياسية التي اطلعنا عليها الى مشروع ثقافي واضح ومتكامل. بل ان كل الاحزاب ركزت على ماهو سياسي واهملت الثقافة . ونحن نعتقد ان هدا يعد مؤشرا خطيرا ويهدد مستقبل الثقافة في الوطن ويشر على تراجع المكاسب الثقافية ومن هنا فاننا في جريدة الززمن التونسي ندعو الى صياغة دستور ثقافي تونسي بالموازاة مع صياغة الدستور الجديد على ان يختض الدستور الثقافي بالتنصيص على احترام مكتسبات البلاد الثقافية والقيم الاخلاقية المشتركة واحترام حق الاختلاف والدفاع عن الهوية وعدم المساس بمكاسب البلاد الوطنية وعدم تخوين المبدعين وتهميش الثقافة والتشجيع المادي والمعنوي على الخلق والابتكار واحترام المبدعين وحمايتهم من الاخطار والمضايقات وعدم تصنيف المبدعين الى موالين واعداء والاعلاء من شان استقلالية المبدع في شان من شؤون الابداع وتسهيل نشر ادوات الثقافة الجماهيرية وفي مقدمتها الكتاب ترسيخا لحق الناس في الثقافة كحقهم في الماء والهواء والصحة والتعليم . كما ينص هدا الدستور على الغاء الرقابة على المصنفات الثقافية والابداعية وحق المبدع في دعم الدولة ومساعدة نشر الثقافة على نطاق واسع. كما ينص قدا الدستور على حماية المثقفين من تسلط السياسيين واحداث برلمان ثقافي ومجلس اعلى للقفافة اعضاؤه منتخبون من المثقفين. كما يدعو الدستور الى التفتح على التجارب الثقافية العالمية واخترام قيم الهوية الوطنية والاصالة واعتماد التسامح منهجا في بناء العلاقات الثقافية . كما يدعو الدستورالثقافي الى اعتماد كل الوسائل المتاحة بما فيها الوسائط الاتصالية الحديثة لنشر الثقافة على نطاق واسع اننا نامل من وراء دعوتنا الى احداث وصياغة دستور ثقافي تونسي الى احياء التقاليد التونسية العريقة في هدا المجال وحماية الثقافة من هيمنة السياسة دلك ان الثقافة مثلما هو متعارف علية تصلح ما تفسده السياسة حتى تبقى الثقافة هي الجدار العالى الدي يحمي ظهورنا ونستند اليه محمود الحرشاني