منجي باكير ظْهر عليه النّهارْ ، كلّ شيءِ انكشف و بانْ ،،، لكن دوما يبقى ( ماخفيَ أعظم ) ، هذا هو حال اليسار الإستئصالي في بلادنا هذه الأيّام ، حال الجسم الغريب الذي ما إن يطفو حتّى يغرق من جديد في الوحل الذي يتسبّب فيه ويصنعه ، حال الجسم الغريب الذي يحاول بعض سدنة الشيوعيّة المقبورة و أصحاب الأجندات المعادية لدين هذا الشّعب و هويّته ، زائد خليط هجين متطرّف الفكر و متنطّعي التوجّه ، يحاول هؤلاء كلّ مرّة إيجاد أرضيّة لهم تُكسبهم – شرعيّة - وجودهم ، لكنّهم – كذلك و ككلّ مرّة – لم يفلحوا أبدا في حراكاتهم السياسيّة و لا في انخراطاتهم المشبوهة صلب منظّمات وطنيّة و لا أيضا استطاعوا أن يجدوا حاضنة شعبيّّة يمكن أن تسندهم و تقوّي حظوظهم . هذه الحاضنة الشّعبيّة ترفضهم و تمجّ كل خطاباتهم التنظيريّة المنبتّة عن الواقع ، كما تلفظ سلوكاتهم التي تؤمن و تدعو إلى الإقصاء و القطع و عدم التعايش مع الآخر و تنبذ التوافق و الإعتراف بحق شريك الوطن الذي يخالفهم في ما يذهبون إليه و لا أدلّ على ذلك من نتائج صناديق الإنتخابات كلّها . أيضا قيادات هذا اليسار الإستئصالي لضعف حجج الإقناع وفقر الحلول العمليّة الواقعيّة فإنّهم لا يتقنون إلا الإندساس في المنظّمات الوطنيّة و الحراكات الشعبيّة و في بعض المجاميع النّسويّة لاتّخاذهم واجهات – نضاليّة – تضرب على أوتار الأوضاع الإجتماعيّة المتدهورة و العقدة – المستدامة – للمرأة ، لكنّهم سرعان ما ينكشفون و تظهر حقائقهم التوظيفيّة و الإستغلاليّة ليعودوا إلى مربّع الخيبات و الإخفاقات هذا اليسار المتطرّف الخائب لا يتورّع عن ركوب أيّة أحداث إجتماعيّة و استغلال الفوضى لتوظيفها – التوظيف السّيء – لما يروم من غايات و مصالح ذاتيّة و لتنفيذ أجنداته و مخطّطاته و أهدافه .. و ما تصريح أعلى هرم في السّلطة ، رئيس الدّولة و وعده بكشف أطراف يساريّة متطرّفة راهنت على الإحتجاجات الأخيرة و حاولت توظيف مجرياتها و اللّعب على مطالبها المشروعة إلاّ إثبات واضح و جليّ لكلّ تلك التلميحات التي برزت في الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي سابقا ، تصريح يأخذ طابع الشكل الرّسمي و صبغة الجديّة لخطر هذا اليسار الإستئصالي المتطرّف على أمن البلاد و على سلمها الأهلي . وليظهر أنّ هذا اليسار بأيقوناته – المتربّصة – هو أيضا شكل من أشكال التطرّف و بابًا من أبواب الفتن شأنه شأن أيّ تطرّف آخر يسعى إلى تقويض هياكل الدولة و يتوق إلى نشر البلبلة لتطويعها إلى أغراض سلطويّة و مصالح أجندات غير مصالح البلاد و شعبها ... هكذا يظهر اليسار المتطرّف على حقيقته لكلّ من بقي عنده ذرّة أمل بأنّه طريق إلى الإصلاح والبناء ، بل هو – حرباء – سياسيّة لا يتورّع عن استعمال و استغلال الظروف و الملابسات فقط لغاية السّلطة و التسلّط . Publié le: 2016-01-31 18:40:21