مثل موضوع واقع القصة التونسية والرهانات المطروحة أمام القاص التونسى لتجديد هذا الجنس الادبى ليعانق افاق ارحب عالميا محور حلقة نقاش عقدت بعد ظهر اليوم الثلاثاء بمعرض تونس الدولى للكتاب شارك فيها عدد من القصاصين التونسيين على غرار رشيدة الشارنى ورضا بن صالح والاسعد بن حسين. وتم خلال هذا اللقاء التاكيد على ان مستقبل القصة التونسية سيكون افضل من حاضرها مثلما كان حاضرها افضل من ماضيها ومن الضرورى الاحاطة بمجموعة من القصاصيين الشبان والواعدين لتطوير القصة التونسية وادخال نفس جديد عليها يوهلها لاقتلاع مكانها ضمن لائحة اهتمام الشغوفين بالقراءة والمطالعة فى العالم. كما اشار بعض المتدخلين الى ان المنظومة التربوية فى تونس اضرت بالقصة التونسية على اعتبار ان اختيار النصوص ومحاور المطالعة ضمن المناهج الدراسية والاساليب المعتمدة فى تدريس هذه المواد لا تساعد البتة على الترغيب فى القراءة والمطالة. واجمعوا على ان نفور الناشئة والشباب اليوم من المطالعة مرده بالاساس بروز المحامل الالكترونية التى افقدت المحامل الورقية بعضا من جاذبيتها بل ان وجود الكتاب الورقى اصبح مهددا بشكل جدى وفق تقديرهم. بعض الحاضرين بينوا كذلك ان ارتباط النص والقصة بحركة المدينة وتغير نسقها وتأرجح مزاجية القارى التونسى بين التفاول احيانا والتشاوم والاحباط احيانا اخرى بفعل تأثرها بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى تعصف بالبلاد منذ سنوات كبلت الى حد ما خيال القاص التونسى الذى وجد نفسه امام رهان جديد فرض عليه فرضا وهو اما الاشتغال على الاهتمامات المستجدة للقارى التونسى بعد الثورة واما مواصلة طموحه فى البحث عن افق بعيدا عن هذا القارى المزاجى وذلك من خلال الاقتراب من الانساق القصصية والسردية الشائعة لدى قراء اخرين خارج حدود البلاد. القاصة رشيدة الشارنى اوضحت ان ظهور اجناس قصصية جديدة على غرار القصة الومضة و القصة القصيرة جدا أضرت بالقصة كما ان تجول عدد من القصاصين بين أكثر من جنس لاعتبارات ذاتية وموضوعية عمق من أزمة القصة التونسية بوجه عام. ونبهت الى خطورة هذه التداعيات على مستقبل القصة التونسية موكدة على ضرورة ان يضطلع المثقف والقاص التونسى بدوره لرفع التحديات المطروحة. وذكر القاص الاسعد بن حسين بدوره بأن القاص التونسى اصبح غير قادر على الانتشار خارجيا ليس بفعل اختلاف اللغة وغياب اعمال الترجمة بل بفعل اختلاف الاسلوب السردى المعتمد وعدم اتقان مهارات السرد الجذابة لعناصر القصة والحكاية وهذا ما يجعل فى تقديره القصة التونسية غير مغرية بالمرة لدى القارى الاجنبى. Publié le: 2016-03-29 22:07:36