بقلم الأستاذ بولبابه سالم الصورة التي ابهرت العالم و دخلت بها تونس نادي الدول الديمقراطية ،، انها صورة المناظرة التلفزية الاولى في العالم العربي بين 8 مترشحين للرئاسة ،، صورة تسوّق لتونس في الخارج افضل من مئات الملايين التصورة تنزع صفة القداسة عن الرئيس في الوطن العربي ،، الرئيس ليس إله او نصف إله بل هو موظف سام يقدم برنامجه و يسائله الشعب و الصحفيين. لكن هناك بعض الملاحظات التي يمكن من خلالها تطوير المناظرة التي بدت باردة في بعض جوانبها بسبب القيود التنظيمية الصارمة و الضغوط الرهيبة على الجميع من فريق اعداد و تلفزات و الشخصيات المترشحة لانها التجربة الأولى التي يراد لها ان تنجح. انطلقت الفكرة من جمعية مناظرة الألمانية المختصة في الحوارات السياسية و مديرها بلعباس بن كريدة وهو ألماني من أصل جزائري و تفاعلت معها التلفزة الوطنية التي وظفت طاقاتها للحدث باشراف هيئة الاتصال السمعي البصري و هيئة الانتخابات . تعود برودة النقاش الى الطريقة المدرسية في تقديم الأسئلة و الشبيهة بالاختبارات الشفوية ، كما نلاحظ غياب التفاعل و الردود بين المترشحين عدى التلاسن بين منصف المرزوقي و ناجي (حول المياه و البحر) ،،، هذا النقاش كاد يجعل المناظرة أكثر ثراء و ترتقي بالحوار و تزيد في شد انتباه المتابعين . من ناحية اخرى كان يمكن ترك باب المحاججة و الجدل بين المترشحين لتجنب التعويم في الاجوبة و لابراز القدرة على الاقناع و قابلية الوعود و البرامج للتفعيل . لا نريد مناظرة شبيهة بالقمم العربية حيث يلقي كل رئيس كلمته التي يعدها سلفا دون روح ،، المناظرة فيها حركة و تعبيرات في الجسم و انتقادات لنقاط ضعف الخصم و خطابة و حضور قوي ، و كل ذلك غائب و على المنظمين تداركه بسرعة . أما المحاذير ، و لئن كانت معقولة فانها مبالغ فيها لأن التونسيون لا يخشى انزلاقهم الى العنف اللفظي و التجريح الشخصي ، و من زرع تلك الآفات هم الفاسدون الذين يعملون منذ 2011 على الانتقام من الثورة فزرعوا المرتزقة كرونيكورات في اهم وسائل الاعلام و اشتروا صحفيين لتزييف الوعي و مغالطة الرأي العام و ممارسة التشويه و الكذب و زرع الفتنة بين ابناء الشعب الذي صار تحت قصف يومي من المتطفلين المتلاعبين بالعقول الذين يصدقهم البسطاء و الاميون (سياسيا) ، كما وظفوا سياسيين فاسدين من النكرات و سقط المتاع للقيام بادوار قذرة من أجل ترذيل الحياة السياسية حتى يكره الناس السياسة و السياسيين ، اضافة الى ذلك فتحوا الباب للتدخلات الخارجية فتدفقت الاموال و أصبح الارهاب تحت الطلب . كاتب و محلل سياسي