وات - نشر الائتلاف المدني من أجل الحريات الفردية اليوم الجمعة، جدولا توفيقيا تضمن مواقف المترشحين والمترشحات للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 15 سبتمبر الجاري من الحقوق والحريات. ولم يبد أربعة مترشحين اثنان منهما محسوبان على أحزاب اليسار وهما، حمة الهمامي المترشح عن ائتلاف الجبهة الشعبية والمنجي الرحوي المترشح عن حزب الجبهة الشعبية أي تحفظ على الغاء عقوبة الاعدام واحترام الدستور والمساواة في الارث ومشروع قانون الحريات الفردية المودع بمجلس النواب. وعبرا عن تأييدهما إلغاء الفصول التي تجرم المثلية الجنسية والتجاهر بفحش ووافقا على الغاء تجريم استهلاك مادة القنب الهندي المعروفة بالعامية (الزطلة)، مؤكدين تعهدهما، بمواءمة التشريعات مع الالتزامات الدولية لتونس. ويأتي تطابق وجهات النظر بين كل من الهمامي و الرحوي، ليؤكد دعمهما للحريات الفردية، ذلك أن أنهما خاضا جنبا الى الى جنب النشاط السياسي في ائتلاف الجبهة الشعبية التي تكون اثر ثورة سنة 2011 وضم أحزابا يسارية وقومية لكن هبت رياح الخلاف بين مكونيه الأساسين، وهما حزب العمال وأمينه العام حمة الهمامي والوطنيين الديمقراطيين، الذي انبثق عنه حزب الجبهة الشعبية. من جهته، أبدى المترشح عن حركة مشروع تونس محسن مرزوق ( وسط ) ونفس الشأن بالنسبة للمترشح محمد عبو ( التيار الديمقراطي)، موافقتهما على الغاء عقوبة الاعدام وتعهدهما باحترام الدستور وتأييدهما للمساواة في الارث ومشروع قانون الحريات الفردية، معبرين، عن مساندة الغاء الفصول التي تجرم المثلية الجنسية والتجاهر بالفحش ورفضهما تجريم استهلاك القنب الهندي. . ونالت أسماء الأربعة المترشحين المذكورين من مجموع 26 مترشحا في اطار الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 15 سبتمبر الجاري، اللون الأخضر في الجدول الذي أنجزه الائتلاف المدني من أجل الحريات الفردية حول مواقفهم بشأن الحقوق والحريات الفردية، في حين أبدى بقية المترشحين وعددهم 22 تحفظات في مواقفهم من الحقوق والحريات ليكون نصيبهم اللون الأحمر في بعض المطالب المشمولة بالحريات الفردية. وذكر المصدر، أن مواقف 9 مترشحين آخرين بدت واضحة ضد الغاء عقوبة الاعدام شاطرها وهم على التوالي كل من عبير موسي ( الحزب الحر الدستوري) ونبيل القروي ( قلب تونس) ومحمد لطفي المرايحي ( الاتحاد الشعبي الجمهوري) وسليم الرياحي ( الوطن الجديد) و الصافي سعيد وسيف الدين مخلوف وعمر منصور (مستقلون) وعبد الفتاح مورو ( حركة النهضة) ويوسف الشاهد ( تحيا تونس). وعبر كل من المترشحين قيس سعيد وسيف الدين مخلوف عن معارضتهما للمطالب المتعلقة بالحريات الفردية، ذلك أن كلاهما أبدى رفضها جميعا باستثناء عدم تعبيرهما بوضوح عن موقفهما من الغاء تجريم استهلاك مادة القنب الهندي. في المقابل، أكد ثلاثة مترشحين فقط تبينهم لغالبية مطالب الحريات الفردية وتحفظهم على مطلب وحيد، وهم على التوالي كل من يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي والياس الفخفاخ . ففي حين سجلت مواقف الشاهد الموافقة على مبدأ المساواة في الارث الا أن الائتلاف لاحظ وجود تحفظات بشأنها، وكذلك بدت موافقة الزبيدي على احترام الدستور سجلت تحفظات من طرفه ، ونفس الشأن لإلياس الفخفاخ الذي وافق على الغاء عقوبة الاعدام مبديا تحفظات. حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق والمترشح المستقل ترواحت مواقفه المعلنة بين تبني بعض المطالب الخاصة بالحريات الفردية ورفض أخرى، ذلك أنه عارض بشدة المساواة في الارث ومشروع قانون الحريات الفردية، وعبر عن رفضه الغاء الفصول التي تجرم المثلية الجنسية. ووافق الأخير، بتحفظات على الغاء عقوبة الاعدام واحترام الدستور ومواءمة التشريعات مع الالتزامات الدولية لتونس، طبقا لما أورده المصدر، في حين عارض المترشح محمد المنصف المرزوقي (حزب تونس الارادة) بشدة المساواة في الارث ومشروع الحريات الفردية. من جهتهم يعارض كل من المترشحين محمد الصغير النوري والهاشمي الحامدي وعمر منصور مشروع قانون الحريات الفردية والغاء تجريم المثلية الجنسية والتجاهر بفحش، كما يرفض المترشح الحامدي وناجي جلول وحاتم بولبيار المساواة في الارث. وجدير بالتذكير، أن المطالب الحقوقية الواردة بجدول الائتلاف المدني من أجل الحريات الفردية تمثل جملة من المقترحات والتوصيات الواردة بتقرير لجنة الحريات الفردية التي أذن رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي بتكوينها. وكانت لجنة الحريات الفردية والمساواة أصدرت منذ يوم 12 جوان 2018 تقريرا تضمن جملة من المقترحات حول الاصلاحات المرتبطة بالحريات الفردية والمساواة استنادا الى مقتضيات دستور جانفي 2014 والمعايير الدولية لحقوق الانسان والتوجهات المعاصرة في مجال الحريات والمساواة. وتشمل الإجراءات التي اقترحتها اللجنة المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة و إلغاء عقوبة الإعدام وإلغاء تجريم المثلية الجنسية. وقدمت توصيات أخرى للمساواة في قانون الأسرة وفي مجالي القانون الجنائي والقانون المدني.