بقلم محجوب النصيبي يا رئيس الجمهورية : الدولة لا تتبرع لمواطنيها. الدولة تقوم بواجبها في ايصال الحاجيات الى "صاحب الارادة" كما تردد في جل الخطاب الذي تردده. الا اذا كانت مكرمة رئاسية ولا أراها كذلك فالتونسيون ليسوا رعايا بل "مواطنون" اختار جزء هام منهم التصويت لك رفضا للماكينات التي سيرت الدولة لعقود و عاملتهم على انهم "دون ذلك بكثير" التبرع مهمة أفراد المجتمع في ما بينهم. يتبرعون من حر مالهم ومن قوتهم و قوت عيالهم. و على الدولة أن تصل الى كل التوانسة في الدشر و الحوم و اقاصي الارياف لتمدهم بما يحتاجون في ظل هذه الازمة يا رئيس الجمهورية حملك "لكراتين على الكتف" وصورك و انت توزع الاعانات لن تزيد من شعبيتك و لن تعزز من مكانة الرئاسة بين الناس .ما يحفظ لك و للرئاسة كرامتها ان توظف كل امكانات الدولة (كونك جزءا من السلطة التنفيذية) لتوفير احتياجات من تقطعت بهم سبل الحياة و عجزوا عن توفير قوت يومهم و قوت عيالهم من جراء هذا الوباء و ان تضرب بيد من حديد انت و الحكومة على يد المحتكرين و ان تكثف حملات الملاحقة لاثرياء الأزمات و تجار الموت. يا رئيس الجمهورية ما معنى ان تساهم الرئاسة في تجميع التبرعات؟؟ وهل ان "الكراتين" التي نقلت بعضها و انفقت وقتا في حملها و توزيعها غطت كل اقاصي البلاد؟؟ كم عددها؟؟ وما فائدة ان تنفق قوتك في الاشراف على التجميع؟؟ ان كان ذلك لاعطاء المثال فقد سبقك عامة المواطنين. و ان كان ذلك ليقال انك تهتم بالمحتاجين فقد خاب القول للاسف و ان كان ما قمت به نصيحة من يحيط بك فقد خاب الناصح و المنصوح يا رئيس الجمهورية: "الشعب يريد" الاموال المنهوبة و ملاحقة المتاجرين بقوته و محاسبة المتهاونين بحياته. و لا يرد مكرمة لا منك ولا من غيرك. كل ما يريده ان تصل الدولة التي انت رمز لها اليه في كل انحاء الوطن و تشعره ان حياته هي رأس مال تونس يا رئيس الجمهورية بعد سويعات يخرج الناس بالالاف ليقفوا صفوفا طويلة امام مكاتب العمد ليسجلوا فماذا فعلت الدولة لتحافظ على التباعد الاجتماعي؟ و خلال الايام القادمة يتدافعون امام مكاتب البريد ليقبضوا الحولات المالية فهل فكرت الدولة في عواقب هذا القرار؟ و حال انتهاء هذه "الاعانات المالية" و انفاقها حتى قبل شهر رمضان المعظم هل فكرت الدولة في الخطوة القادمة لحفظ حياة الناس و تأمين مؤونتهم حتى تنزاح هذه الغمة؟؟؟ يا رئيس الجمهورية: ماذا بعد الصور؟ وماذا بعد خرق الدولة للحظر باجراءات لم تتبعها خطوات عملية للوصول الى اقاصي البلاد حتى لا يضطر المواطن الى مغادرة منزله؟