الأناضول - موسكو - دعت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، الدول الغربية لعدم التدخل في شؤونها، وذلك بعد صدور الكثير من التصريحات الغربية الرسمية المطالبة بالإفراج عن المعارض، أليكسي نافالني، المحكوم عليه بالسجن ل3 سنوات ونصف السنة. وجاءت هذه الدعوة على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في تصريحات أدلت بها لوسائل إعلام محلية. وقالت المسؤولة الروسية إنه "لا يجب التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة. وننصح الجميع أن يهتموا بمشاكلهم". وأشارت إلى أن الخارجية الروسية ترد باستمرار على مثل هذه التصريحات خلال الأسبوعين الأخيرين. وأوضحت كذلك أن "الدول الغربية لا تحتاج إلى أي وقائع بشأن قضية نافالني لفرض العقوبات على روسيا". ولفتت أن "الذريعة تظهر من تلقاء نفسها، وهم لا يحتاجون إلى أي وقائع أو معلومات. وإن لم تكن هناك أي ذريعة، فإنهم سيختلقونها". ** الحكم بشأن نافالني وفي وقت سابق الثلاثاء، أصدرت القاضية ناتاليا ريبنيكوفا قرارا بتطبيق حكم قضائي سابق على المعارض نافالني. وقالت القاضية إن على المعارض أن يمضي في السجن ثلاثة أعوام ونصف العام، بموجب الحكم السابق الصادر عام 2014، تُحذَف منها الأشهر التي أمضاها في الإقامة الجبرية في ذلك العام. واعتبرت المحكمة أن المعارض انتهك شروط المراقبة القضائية التي أرفقت بعقوبته، الأمر الذي تمت الإشارة إليه أيضا في طلبي مصلحة السجون والنيابة. وعليه بالتالي أن يمضي عامين ونصف في السجن. وكان زعيم المعارضة نافالني (44 عاما) قيد الإفراج المشروط بعد إدانته بتهمة الاحتيال عندما تسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك في سبتمبر/أيلول، وكان في غيبوبة عندما تم نقله بعد ذلك إلى ألمانيا لتلقي العلاج الطبي. إلا أن السلطات الروسية تقول إن عدم تقديم نفسه للسلطات خلال تلك الفترة يشكل انتهاكا لقيود الإفراج المشروط عنه، ورد نافالني في قاعة المحكمة على الاتهامات بقوله:" كنت أُعَالَج في ألمانيا" ** ردود فعل غربية على الحكم بالسجن بحق نافالني وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن "قلقه البالغ" إزاء الحكم بحق نافالني، ودعا للإفراج عنه فورا. وأضاف: "مع أننا نعمل مع روسيا لتفعيل المصالح الأمريكية، نحن سننسق مع حلفائنا وشركائنا لمحاسبة روسيا على فشلها في ضمان حقوق مواطنيها". ودانت ألمانيا الحكم حيث وصفه وزير الخارجية هايكو ماس بأنه "ضربة إلى الحريات الأساسية وسيادة القانون في روسيا"، مطالبا بالإفراج عن نافالني "فورا". ودعت بريطانيا أيضا "للإفراج الفوري وغير المشروط" عن نافاني و"جميع المحتجين السلميين والصحفيين المعتقلين خلال الأسبوعين الآخرين"، حسب بيان لوزير الخارجية دومينيك راب. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "إدانة أليكسي نافالني أمر مرفوض"، مضيفا أن "الرأي السياسي المخالف ليس جريمة، وندعو للإفراج عنه فورا".