كتبه / توفيق زعفوري ثمة سؤال يلح بقوة و لا ينتظر و هو لماذا يطلب الإتحاد تسبقة من شركة مفلسة؟ أين هي الغزالة الوطنيّة التي نريد إنقاذها ؟ أين نحن من مؤسسات وطنية عمومية لا نريد التفريط فيها، بل نريد إصلاحها!!؟؟ من يريد الإنقاذ "يتسلّف" من مريض و مفلس!؟؟ ألم تكن قرابة ال40 إتفاقية الأخيرة في لجنة 5+5 قد أنجزت بالتخلي عن المفعول الرجعي!؟؟ أليس المفعول الرجعي، في حد ذاته تضحية و تخلي من قبل جيش الموظفين عن حق إعتبروه يزيد من إثقال أعباء المالية العمومية!؟؟ الحق، الحق أن مسألة سُلفة الاتحاد، أو التسبقة من مساهمات موظفي الخطوط الجوية، لا تختلف أبدا عن زوبعة العقلة التي نفذتها الTAV مؤخرا على حسابات الشركة، كل يطلق الرصاص الحي في نفس الإتجاه، الكل يصوّب باتجاه جثة تلفظ أنفاسها الأخيرة، أي شرف في إنتصار وهمي على قاصر !؟؟.. ليس هذا فحسب، لكن المناصب العليا في بلد يترنح، تكون من خلال الولاء إلى لوبيات، و كارتال، و مجموعات ضغط.. لا تهم كفاءتك أو وطنيتك و لا حتى برنامجك طالما أنت ضد السيستام و ضد جماعات اللوبيينغ، أغلب الوزارات شاغرة تسيّر بالنيابة، زد عليها الخطوط التونسية و ستلحق بها غيرها طالما هناك هواة مرتبطون بدوائر فاسدة نافذة أوقفت حال البلاد و العباد.. لم يعد الوطنيون الشرفاء يرغبون في إنقاذ البلاد أو ما تبقى منها، في هذه الظروف ، لأنه ببساطة لا يمكنك أن تستمر أكثر من شهرين و نيف سواء كنت ذو خبرة أو برنامج، و لا حتى رئيس الحكومة قادر على الإستمرار لمدة أطول في منصبه طالما لم يكن له وِسادة و وَسّادة عريضة و مريحة، ناهيك أنه يمكن التخلي عنك بمجرد تدوينة أو إرسالية على الخاص، أي أنك ستُرمى رمية غير مأسوف عليك كما لو لم تكن أبدا، و هو ما يبعث بصورة سلبية جدا على منطق التيسير العشوائي الهووي المتخبط، ما أضر بصورة تونس في الخارج إقليميا و دوليا...