الطاهر العبيدي أثناء وجودي بالمنفى في السنوات الأولى. حيث كانت عائلتي في البلد كما كل الذين فرّوا من البلاد زمن الاستبداد تحت الرقابة الأمنية. وهاتفنا المنزلي تحت التصنّت البوليسي. أحد المرّات هاتفت عائلتي فردّت والدتي "الحاجة فاطمة بنت صالح بن حامد العبيدي" والتي نختصر اسمها دلالا بكلمة "فطية" ▪ سألتني " اشكون أنت "؟ *وكي أتحاشى ذكر اسمي حتى لا أسبّب لهم مزيدا من المضايقات، أجبتها أنا "الحاج ابراهيم" أخوك وأنا اعرف أنها تحب أخيها هذا كثيرا. ▪ فأجابت "معنديش خويا اسمو الحاج ابراهيم" إذ كانت تائهة، تفكر في أنا ابنها الوحيد، الذي حرمت منه. *فكرّرت القول يا "فطية نسيت خوك الحاج إبراهيم"!!! ▪وهنا استفاقت وقالت بلهفة "هاني توة عرفتك، إيه توة فهمت، الحاج ابراهيم خويا، وينك يا الحاج كبيدة، اميمتك عينيها رشت بالبكاء عليك. الحاج ابراهيم خويا، وينك يا سيدي، يا روحي، ملّي مشيت علي اميمتك الدنيا ولّت ظلمة..الحاج ابراهيم خويا، يا الحاج كبيدة يا عوينة وحدة، امميتك مترقدش من وحشك، هاني نتكلم بالشوي وباش ما يسمعوناش اولاد باللحمر، الحاج ابراهيم خويا، وينك ها الرويحة. تو فهمت انت الحاج ابراهيم خويا، متلومش على اميمتك راني كنت ساهية نخمم عليك. امميتك ملي رحت انت مبقاش فيها عقل، سميت روحك الحاج ابراهيم خويا وباش ما يفهومناش، تو عرفت الحاج ابراهيم خويا، وينك يا الكبيدة، وقتاش اطل على اميمتك، الحاج ابراهيم خويا، اسمع واش قلت في غيابك يا مضنوني آهْ يَا مَضْنُونِي وَحْشَكْ وَرَّقْ فِي الكِبْدَه غَرَّقْ وُمَعَادِشْ مْدَرَّقْ آهْ يَا مَضْنُونِي ارْجَعْ وعُودْ وَامْسَحْ عَلَيَّ الأَيَّامْ السُّودْ قَبْلْ مَا نْفَارِقْ الدِّنْيَا وَنوَلِّي تَحْتْ اللحود الحاج ابراهيم خويا هاني تو فهمت واشك ها الحاج كبيدة"...