اكد الخبير المختص في التنمية الفلاحية والريفية، نور الدين نصر، الخميس بأوذنة، ولاية بن عروس، أهمية الموروث الجيني في تعزيز السيادة الغذائية، مقرا بفشل الثورة الخضراء، التي استمرت لاكثر من 70 سنة، في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وانعكاساتها الكبيرة على البيئة. واضاف نصر، في تدخل له في ندوة علمية نظمها البنك الوطني للجينات احتفالا باليوم العالمي والوطني للبيئة، أن تداعيات الثورة الخضراء كانت كبيرة على البيئة وخاصة على التنوع البيولوجي والاقتصاد والصحة. ... وفسّر ذلك بالاعتماد المفرط على الاسمدة الكيميائية والمبيدات الفتاكة والهرمونات وفقدان الفلاح للبذور الاصلية والمحلية وارتباطه بسوق البذور، التي تعد في اغلبها بذورا هجينة وحساسة وغير متأقلمة مع محيطها إضافة الى غلاء ثمنها، ما أدّى إلى تراجع مفزع للتنوع البيولوجي قدر بنحو 70 بالمائة. وتجلى فشل الثورة الخضراء، ايضا، في ازدياد عدد الذين يعانون الجوع في العالم، ليصل الى اكثر من 800 مليون شخص واقتراب حوالي 45 مليون شخص منهم حول العالم من شبح المجاعة، استنادا الى تقارير الاممالمتحدة، رغم ان هذه التقارير واخرها الصادر في 2021، يقرّ بأن حوالي 2 مليار نسمة يعانون من السمنة و ان خسارة المحاصيل الزراعية قبل وبعد الحصاد حول العالم تقدر بنحو 1 فاصل 3 مليار طن سنويا ودعا نصر في هذا الصدد، دول العالم إلى مراجعة سياساتها الفلاحية والرجوع إلى الأنماط البيولوجية والايكولوجية مع الاعتماد على التنوع البيولوجي . وقالت مديرة ديوان وزيرة البيئة، زهور المتهمم، في كلمة القتها نيابة عن الوزيرة، أن إحداث البنك الوطني للجينات يعد حدثا فارقا على المستويين العربي والإفريقي من حيث جمعه بين ثلاثة ميادين تتعلق بالموارد الجينية النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة. واشارت الى الدور الفعال الذي يقوم به في معاضدة المجهود الوطني من خلال التنسيق بين كافة المتدخلين في المحافظة على الموروث الجيني وذلك تحقيقا للأهداف الإستراتيجية للدولة في هذا المجال. ويقوم البنك الوطني للجينات وفق الاستاذة الفة صدود الدبابي، بالتصرف الرشيد في الموارد الجينية والمحافظة عليها وخاصة الأصناف النادرة منها والمهددة بالانقراض والتي تكتسي أهمية بيئية أو اقتصادية أو طبية أو علمية. وينشط البنك في شكل شبكة وطنية تتكون من 9 فرق تضم كل المتدخلين في مجال المحافظة على الموارد الجينية المتأقلمة مع البيئة التونسية والمقاومة للتغييرات المناخية والامراض الجديدة والمتجددة علاوة على خاصياتها الغذائية والتكنولوجية المتميزة. وتعمل هذه الفرق وفق نفس المصدرعلى التنسيق بين كل الهياكل الوطنية في المحافظة على الموارد الجينية. وتتمثل اهم برامج البنك الوطني للجينات في المحافظة على الموارد الجينية في مآلفها الطبيعية وخارجها حيث بلغ العدد الاجمالي للعينات المحافظ عليها 45 الف عينة إلى جانب إكثار وتوزيع الموارد الجينية على المزارعين مجانا للمحافظة عليها في مآلفها الطبيعية . وقد تمكن البنك في مجال الحبوب من توزيع 11500 كلغ من الحبوب على 100 فلاح خلال الموسم الفلاحي الحالي. ويسعى البنك وفق مديره العام، رمزي شعبان، الى تثمين الموروث الجيني للحثّ على استعماله وتداوله من قبل المزارعين واسترجاع الموروث الجيني المخزن في بنوك الجينات الأجنبية. ووفق إحصائيات البنك فقد تم استرجاع حوالي 6000 عينة موزعة بين استراليا والهند وجمهورية التشيك والمكسيك وامريكا وسوريا . وفي مجال السلالات الحيوانية يعمل البنك في اطار المحافظة على سلالات الابقار على المحافظة على سلالة "البني الاطلسي" في افريقيا. كما يحافظ على 350 عينة من الحيوانات المنوية للذكور في بنك التجميد الموجود في مقر البنك بتونس والذي تم انتخابه ليكون بنكا اقليميا لمنطقة شمال افريقيا في الموارد الجينية الحيوانية . ويعتبر البنك الوطني للجينات الاول في افريقيا والسابع عالميا في تركيز واستغلال المنظومة العالمية للتصرف في معلومات الموارد الجينية مما مكنه من اكتساب القدرة على نقل الخبرات الى عديد الجهات العالمية. وتطرقت الندوة التي انتظمت بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني والعالمي للبيئة، الموافق ل5 جوان من كل سنة، الذي التام هذه السنة تحت شعار "لا نملك سوى واحدة"،وحضرتها نخبة من الخبراء والمختصين في المجال، الى جملة من المحاور منها أهمية الموروث الجيني في تعزيز السيادة الغذائية وتجربة البنك الوطني للجينات في التصرف المستدام في هذا الموروث وكيفية تثمين الموارد الجينية المحلية والإطار التشريعي المتعلق بهذا الموروث. تابعونا على ڤوڤل للأخبار