ندرة المساحات المهيأة والمعدة للسكن والاستراتيجية التي وضعتها الدولة للمثال التوجيهي لتوفير مدخرات عقارية تستجيب للتطور السكاني المرتقب خلال العقد القادم , أسئلة طرحتها جريدة البيان على المدير العام للتهيئة الترابية بوزارة التجهيز الذي جائت إجاباته كالأتي: تشمل دراسة المثال التوجيهي لتهيئة تونس الكبرى ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة وتبلغ مساحتها الجملية 2560 كلم مربع تمثل قرابة 1.6 في المائة من مجمل مساحة البلاد. وعلاوة عن كونها تتسم بصبغة التحضر فإنها تحتوي على مناطق طبيعية وفلاحية شاسعة، كما تبين نتائج التعداد العام للسكان لسنة 2004 أنها تضم قرابة 2.5 مليون ساكن وهو ما يمثل حوالي 20 في المائة من السكان. وتشير نفس الإحصائيات الى أن عدد المساكن بولايات تونس الكبرى قد بلغ 593015 وحدة سكنية وسجل بذلك نسبة تزايد سنوية بلغت 4,2 في المائة حتى سنة 2004. ويتسم النسج العمراني بضعف الكثافة التي يقدر معدلها الخام بين 25 مسكنا و30 مسكنا للهكتار علاوة على التفاوت بين الجهات في مستوى الكثافة حيث تصل الكثافة السكانية الى 37 ساكنا للهكتار في حمام الشط بينما تصل الى 183 ساكنا للهكتار في دوار هيشر وهي كثافة مسجلة خاصة في الأحياء الشعبية ( دوار هيشر، التضامن ، المنيهلة ، الكرم ). وعلى مستوى التخصص أو طبيعة الاستعمال يلاحظ أن ولاية أريانة تختص بخمس المناطق التي تم تعميرها منها 12 في المائة (400هك ) تم بناؤها بصفة غير منظمة ، وتختص ولاية تونس ب 45 في المائة من المساحة التي تم تعميرها منها 240 هك تم تعميرها خارج دائرة البناء المنظم علاوة على أن النسيج العمراني في تونس الكبرى يتميز بحراكه الدائم مما يعني بروز مجموعات عمرانية جديدة في الضواحي وبمحاذاة الطرقات الرئيسية. أفاق التوسع العمراني بتونس الكبرى هذه النقائص وغيرها سيتم تجاوزها - حسب المثال التوجيهي- من خلال عدة إجراءات منها ترشيد توسع التعمير وتوجيهه وتكثيف النسيج العمراني عموديا وأفقيا بملء الشغور حيث يفسره المدير العام للتهيئة الترابية بتمكين أصحاب البنايات من تكثيف الطوابق وفق معايير محددة وتوجيه عمليات التعمير على المدين القصير والمتوسط نحو المناطق التي توجد بها تقسيمات مهيأة ومدخرات عقارية لا تتناسب مع أنشطة أخرى منها على سبيل المثال المناطق الفلاحية ذات المردودية المتدنية ومن بين هذه المناطق العمرانية الجديدة البحيرة الشمالية (1000 هك ) بما في ذلك المدينة الرياضية عين زغوان (700 هك ) والعقبة وبيرين والعطار ( 600هك ) الى جانب قلعة الأندلس وأرض البكري وسيدي ثابت لم (300 هك )والفجة وبوستين (400 هك ) ودوار هيشر والبطان والمركب الجامعي بمنوبة (500 هك ) والبحيرة الجنوبية (900هك ) وفوشانة والمحمدية وشبدة والمغيرة (2000 هك ). وسيتزامن مع ذلك إعادة هيكلة مناطق أخرى فقدت وظائفها الأصلية على غرار(صقلية الصغرى - لافايات - باب الخضراء) وتركيز مشاريع مندمجة جديدة وإكساب المدينة العتيقة وظائف جديدةمع المحافظة على خصوصياتها المعمارية والعمرانية الى جانب الحد من التفاوت العمراني، والإسراع بتحيين مخططات التهيئة العمرانية لبلديات تونس الكبرى باعتماد تكثيف النسيج العمراني وتشجيع السكن العمودي واعتماد مبدإ التكامل والتناسق بين البلديات. كما سيتواصل تعهد الأحياء القديمة والشعبية في تونس الكبرى بالتهذيب والتجديد. حماية الأراضى الفلاحية وتنحو التوجهات المستقبلية للتوسع العمراني نحو تحيين الخرائط لحماية الأراضي الفلاحية واخضاع تغيير صبغة الأراضي لتوجهات المثال التوجيهي والسعي الى الحد من التوسع العمراني خارج الموقع الطبيعي الذي يشغله التجمع العمراني الحالي في المجال الذي يحده شمالا مرتفعات جبل النحلي وجبل عمار وغربا مسار الطريق «أكس 20» الذي يحيط بالبناء القائم وجنوبا خط تقاسم المياه بين حوض وادي شفرو ووادي مجردة من جهة وبين وادي مليان من جهة ثانية . وسيتم تخصيص 9000 هكتار إضافية لعمليات التعمير حتى أفق 2021 مما سيسمح بتغطية الحاجيات التي تقدر النمو الديموغرافي في تونس الكبرى بنحو نصف مليون ساكن جديد باستغلال عدد من الأماكن المتوفرة والتي تتميز أراضيها بعدم ارتفاع قيمنها الفلاحية وتقع في جهات غير بعيدة باتجاه فوشانة المحمدية وجبل الوسط.
