يوميا تتحفنا صحفنا بعشرات الخبطات الصحفية الحصرية التي لا تجدها إلا في صفحاتها والتي أهلتها لتكون في مقدمة الصحف العالمية خاصة بعد الجرعات الكبيرة من الحرية التي تمتعت بها بعد هروب الرئيس السابق مما أهلها لتكون مصدر موثوقا به جدا جدا. جريدة الإعلان التونسية أتحفتنا بالخبطة الصحفية الأكبر والأهم ليوم أمس لتثبت أن ثمنها الذي يناهز 700 مليم لتكون الصحيفة الأكثر ثمنا بين البقية لم يأت من فراغ وأنها تستحق كل مليم يدفعه المواطن المسكين من جيبه ليقتنيها..في الصفحة 11 نشرت جريدتنا تحقيقا مطولا عن مأساة ضحايا الهجرة السرية نحو ايطاليا التي كانت مدينة جرجيس مسرحا لها.. إلى هنا يبدو الأمر عاديا وجميلا ورقيقا ولكن تظهر في الصور المصاحبة للمقال صورة القس البولوني "مارك ريبينيسكي" الذي قتل ذبحا في مدرسة بمنوبة ووضعت تحت صورته عبارة "قتيل في رحلة الموت" بينما تم التعريف بأسماء بقية الضحايا الذين نشرت صورهم. فعلت الإعلان ماعجزت عنه وزارة الداخلية وأعوان الأمن الذين ذهب إلى ظنهم أن القتيل كان ضحية عملية ذبح بينما في الواقع أراد "الحرقة" إلى ايطاليا لعله يجد ظروفا أفضل من تونس..لله درك يا صحيفتنا الغراء كيف فجرت هذه الحقيقة الخطيرة وكنت السباقة لكشف ملابسات الحادثة. أوهمونا أن الضحية قتل ذبحا لتأت الجريدة الأغلى والأكثر انتشارا في تونس لتكشف الحقيقة وتعري ورقة التوت عن الحادثة وتفند كل الأخبار التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية وكبريات الصحف..فعلتها "الإعلان" ذات أربعاء من شهر مارس سنة 2011 وتذكروا جيدا هذا اليوم حتى لا ننسى ماتفعله صحفنا لأجل عيون قرائها المساكين. شكراااا جريدة الإعلان..شكرااا لأنك موجودة في مشهدنا الإعلامي...شكرااا لأن ثمنك 700 مليم..شكراااا لأنك نصف أسبوعية لا أسبوعية..شكرا لأنك تونسية ...لا شرقية لا غربية..