عندما نتحدث عن الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل من اجل العمل والحريات فإننا نتحدث عن سياسي فذ ورجل دولة بامتياز بعيد عن المهاترات والمزايدات السياسية التي وقع فيها اغلب السياسيين واغلب قادة الأحزاب هذه الرؤية ازداد الناس بها قناعة بعد استضافة بن جعفر في برنامج "لاباس" الذي يعرض على قناة التونسية ويقدمه نوفل الورتاني. الدكتور مصطفى بن جعفر بدا واثقا وهادئا فقد أجاب على كل الأسئلة التي طرحها المقدم دون أن يزايد على الأحزاب السياسية الأخرى وهذا ما كنا نفتقده في السياسيين الذين أصبحوا يشوهون بعضهم كوسيلة للظهور والتميز. بن جعفر الذي وصف الأحزاب السياسية الأخرى بالأحزاب الوطنية المنافسة وليست العدوة هو دليل على أخلاق هذا الرجل والقيم النبيلة التي ترعرع عليها فالرجل دعا الجميع إلى التكاتف لبناء الوطن وإعادة الثقة للمواطنين. لكن ما يلفت حقا في شخصية بن جعفر والتي اكتشفناها في البرنامج هي الكاريزما التي يتمتع بها وهي كاريزما صنعتها الحكمة والرصانة التي بدت واضحة في شخصية مصطفي بن حعفر فالابتسامة لم تغادره منذ بداية البرنامج وهي وسيلة لطمأنة الشارع التونسي بان سياسييه هم من أبناء هذا الوطن وهم القادرون على إعادة الأمل والطمأنينة له. لا أخفيكم القول باني عندما انظر إلى مصطفي بن جعفر واسمع كلامه اشعر بارتياح حقيقي وثقة في مستقبل تونس مستقبل سيبنيه المعتدلون في الخطاب وأصحاب العمل الواقعي والثابت فمصطفى بن جعفر ابتعد عن الخطاب العاطفي وسرد قصص النضالات التي برع فيها السياسيون الآخرون لاستمالة عواطف الشعب التونسي وذهب إلى مخاطبة عقول الناس وضمائرهم. سياسة بن جعفر انعكست إيجابا على حزبه الذي حصل على مراتب جيدة في استطلاعات الرأي الأخيرة, فحزب التكتل من اجل العمل والحريات بدا يلقى شعبية كبيرة لدى المواطن التونسي لمبادئه وبرامجه التي ستحسن دون شك الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتونس وابتعد عن سياسة استبلاه الشعب وابتزازه بالمال وبالإعانات المسمومة وكان الحزب من الأوائل الذين قدموا كشوفاتهم المالية وعرضوها أمام الرأي العام دون حرج. هذه الخطى الثابتة لحزب التكتل كان لمصطفى بن جعفر الدور الكبير فيها وقد وصف ذلك بالقول "حزب التكتل من اجل العمل والحريات يتقدم بخطى بطيئة وثابتة ولكنه سيكون في المرتبة الأولى يوم 23 أكتوبر". حقيقة نتمنى أن يكون مصطفي بن جعفر وحزب التكتل في المراتب الأولى لأننا نحتاج في تونس لحزب وسطي في خطابه معتدل في توجهاته بعيد عن الإيديولوجيات والمفاهيم الصعبة التي لن يستوعبها شعب يريد الحياة بعزة وكرامة.