تمت العملية الإنتخابية في الخارج بنجاح فكان اقبال التونسيين مكثفا و عبروا عن احساسهم بالإعتزاز و الفخر بأداء الواجب الإنتخابي في كنف الحرية و الشفافية حتى أن هناك من دمعت أعينهم فرحا لشعورهم بالإنتماء لتونس العزيزة بعد أن أصبحوا مواطنين بحق يشاركون في رسم ملامح مستقبلهم ومستقبل أبنائهم و مستقبل البلاد و قادرين على اختيار من يمثلهم و يدافع عن حقوقهم. بدأ منذ يوم الخميس 20 أكتوبر 2011 التونسيون المقيمون بالخارج الذي يبلغ عددهم حوالي 650 ألف عملية الإقتراع التى تواصلت الى حدود يوم أمس و شهدت بعض الإخلالات التى سرعان ما وقع معالجتها و كانت الظروف جيدة و تمثل مؤشرا ايجابيا يبشر بنجاح العملية الإنتخابية في 27 دائرة انتخابية داخل تونس. الهيأة المسقلة للانتخابات وفرت كما اتضخ في الخارج الظروف الملائمة لإنجاح الإستحقاق الإنتخابي و تقريبا نفس الشيئ بالنسبة للداخل مع اعطاء أهمية قصوى للجانب الأمني حيث تجري الإنتخابات اليوم في ظروف أمنية مشددة فقد سخرت وزارة الدفاع أكثر من 20 ألف عسكريا مسلحا لحماية حوالي 4600 مكتب الإقتراع و من جهتها خصصت وزارة الداخلية لنفس الغرض حوالي 30 ألف عون أمن. لا مجال إذا لفسح المجال للإشاعات التى روج و يروج لها البعض من أن الأوضاع الأمنية في البلاد هشة وأنه من المرجح حصول توترات و اضطرابات ستؤدى بالمؤسسة الأمنية الى اعتماد حضر الجولان . مهما كانت الظروف و الأسباب ليس هناك مجال لإجهاض اول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد ففعلا لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية , و لا شك أن لحظة الدخول الى الخلوة ستكون لحظة فارقة في حياة التونسيين , لحظة الإحساس بالمواطنة , لحظة الشعور الحقيقي بالإنتماء الفعلي للوطن , لحظة المشاركة الحقيقية في الحياة السياسية , لحظة الإختيار و المساهمة في القرار و رسم المسار. طلعت شمس الثورة من تونس و هبت منها رياح الحرية و ستنجح الإنتخابات ليكون من تونس أيضا اعلان أول ولادة للديمقراطية في دولة عربية إسلامية و لا يمثل ذلك نهاية الطريق بل بدايته فطريق الديمقراطية طويل و يبدأ بالخطوة الإنتخابية حيث ستتعاظم المسؤولية الملقاة على كاهل الشعب والنخب السياسية لصيانة ورعاية وتطوير هذا المولود الجديد و قطع الطريق أمام عودة الديكتاتورية.