تتواصل حالة التوتر في الشارع المصري بين القوات المسلحة والمتظاهرين في محيط مجلس الوزراء، حيث دخل المتظاهرون في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، أسفرت عن وقوع جرحى وقتلى. وقد تمكن المتظاهرون فجر اليوم الاثنين، باستعادة كامل سيطرتهم على ميدان التحرير ومداخل شارع محمد محمود وعمر مكرم والشيخ ريحان، عقب هجوم مباغت بالقنابل المسيلة للدموع من عناصر الأمن في محاولة لإخلاء المنطقة من المتظاهرين، وعدم السماح بالاعتصام. يأتي ذلك فيما دعت عدد من المنظمات والحركات السياسية المجلس العسكري إلى الوقف الفوري للمجازر التي ترتكب في حق المتظاهرين، ومعاقبة المسئولين عنها أيا كانت مواقعهم ومناصبهم، وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، كما حملت العسكري كامل المسئولية عما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان، مؤكدة على الحق في التظاهر والاعتصام السلمي. ومن جانبه ناشد الدكتور أحمد زويل، العالِم المصري الحائز على نوبل في الكيمياء، من وصفهم ب"الثوار الحقيقيين"، الانسحاب من ميدان التحرير والشوارع المحيطة به ومجلس الوزراء، ووقف التظاهرات وإعلان هدنة حتى يتم التعرف على "البلطجية والمخربين"، مشيرا إلى أن هؤلاء "البلطجية" يعملون لجهات داخلية وخارجية بهدف إسقاط مصر. ووجه زويل كلمته للمصريين "باكياً"، حزنا على حالة الهمجية والعشوائية قائلاً: "إن العالم يرانا في صورة متناقضة الآن، بين ثورة يناير العظيمة، وهمجية وعشوائية ما يحدث الآن في الميادين". وأضاف "أننا نعيش مرحلة بين الفوضى والديمقراطية، بين الشعب والجيش وهذا أمر خطير" وأعرب عن أمله بإمكانية "معالجة الأمور من خلال عودة العقل والضمير إلى كل مواطن مصري". في غضون ذلك، أعلن عدد من الشخصيات العامة أمس الأحد، عن مبادرة لتقديم موعد الترشح لانتخابات الرئاسة إلى 25 تشرين الثاني (يناير) القادم، بدلا من حزيران (يونيو)، وهو الموعد الذي أعلنه المجلس العسكري مؤخرًا. وقال الدكتور مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب، رئيس حزب العدل أن جماعة الإخوان المسلمين لم تعط ردها، وطلبت دراسة الفكرة قبل منح الرد. ومن المقرر أن يعقد المجلس العسكري مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق اليوم الاثنين، لاستعراض تطورات الموقف الراهن والأحداث التي تجري في محيط مجلس الوزراء وفي ميدان التحرير.