بقلم / منجي باكير بعد الهجوم الإلكتروني السّاحق و الشّامل الذي شنّه مجموعات من الهاكرز من مختلف الجنسيّات و الدول والذي استهدفوا فيه بشكل مباغت كثيرا من المؤّسسات الحكوميّة و الخاصّة للكيان الصهيوني الغاصب و قرصنوا كثيرا من المصالح الحسّاسة و الحيويّة له ، يتبيّن أكثر أنّ هذا الكيان ما هو إلاّ غول كرتونيّ قائم على الخوف المصطنع و هالات من الوهم التي كان لها عميق التأثير على الأنظمة العربيّة المتلاحقة منذ نشأة هذا الكيان الغاصب و جعلتهم لا يجرؤون على الإقتراب منه برغم ما قام و يقوم به من جرائم في حقّ الشعب الفلسطيني بل منهم من بدأ في خطب ودّه في السّنوات الأخيرة و التطبيع معه سرّاو علانيّة ... هؤلاء الأنونيموس مع أنّ الجغرافيا باعدت بينهم إلاّ أن الهدف كان لهم جامعا فهجموا في تكاتف و قوّة غير مسبوقة على البورصة و البنوك و المصارف و حسابات تويتر و الفيس بوك و حتّى الكنيست ذاته لم يصعب عليهم اختراقه بل أثبتوا جدارتهم في التحدّي باختراق موقع الإستخبارات الإسرائيلي الذي يعدّ الرمزية الكبرى للشعب و القادة السياسيين الصّهاينة .كما بدا من الفعل أنّ الهاكرز يتقنون تقنياتهم و يتفنّنون في استعمالها فتنوّعت نشرياتهم على هذه المواقع المقرصنة من صور للأسرى إلى إذاعة القرآن الكريم و الأذان إلى الدّعوة لنصرة الشعب الفلسطيني و فكّ أسره و غيرها ... يذكر أنّ الأنونيموس بثّوا رسالة صوتيّة موجّهة إلى إسرائيل جاء فيها أنّ زمن الغطرسة الإسرائيليّة قد و لّى و أنهم قد غضّوا الطرف على جرائمهم المتتالية و أنّ كيانهم هو من يهدّد حقيقيّا السلام العالمي ، كما لخّصوا حملتهم على إسرائيل في ثلاثة أهداف ، و هي السعي إلى إزالة خريطة إسرائيل إفتراضيّا من شبكة الأنترنت ، و العمل على كشف مخطّطاتها العدوانية للعالم أمّا الهدف الثالث فقد تكتّموا على ماهيّته و وصفوه بالهديّة المفاجئة . بعد أن ثبت بالدليل القاطع خلال الحرب الإسرائيلية – اللبنانيّة أن أسطورة الجيش الذي لا يُقهر ماهي إلاّ خرافة تدولتها الألسن و لا مكان لها على أرض الواقع عندما انكسرت هذه المقولة الكاذبة أمام بطولات كتائب المقاومة لحزب الله في جنوب لبنان و أمام زخّات الصواريخ التي دكّت العمق الإسرائلي في تغطية غير مسبوقة ، هذه الحرب التي أطلق عليها اصطلاحا الحرب السّادسة ، فهل يمكن أن نتحدّث اليوم بعد هذه الحرب الإلكترونيّة التي تُشَنّ على الكيان الغاصب على حرب سابعة خصوصا أنّ الخبراء وصفوها بأنّها أكبر عمليّة قرصنة في التاريخ ؟ خصوصا أنّها حقّقت و ستحقّق خسائر مادّية فادحة و أحدثت بلبلة كبيرة شعبيّا و في دوائر القرار السياسي و العسكري فضلا عن أنّها كشفت عورات نظام يدّعي أنّه ذو صبغة حديديّة صارمة بما أحاط نفسه من إحتياطات أمنيّة غاية في الدقّة و بالغة التعقيد لحماية نفسه و شعبه ، و هل ستحقّق هذه الحرب أهدافا كانت تُعدّ ضربا من الخيال عند حكّام العرب و قادتهم و بعضا من الشعوب الخانعة ؟؟ هذا ما ستكشف عنه صفحات الأيّام القادمة و تظهره تطوّرات الأحداث مستقبلا .