تونس الجديدة آمال وعزيمة وقعت المصادقة على الدستور الجديد ودخلت تونس في جمهوريتها الثانية أو الأولى حقيقة لا مجازا وشعر أغلب الشعب التونسي بارتياح بعد ماراتون طويل وقاسي تخللته محطات صعبة التقت فيها المكامن والحسابات وسوء التدبير عند البعض. لقد تابع الشعب التونسي طيلة أكثر من عامين مسلسلا طويلا من التجاذبات والممارسات جعلته في الكثير منها يصاب باليأس أو الإحباط أو العزوف عن السياسة اجمالا. زاويات قاتمة ولا شك وفخاخ كانت على الطريق تنتظر، لكن كظم الغيظ والإصرار على اتمام الدستور وحكمة البعض حال دون انقلابات ناعمة لم تقع ولم يسقط الوطن... والله سلم! إن المصادقة على دستور تونس الجديد هي خطوة ايجابية وتاريخية نحو الأفضل والممكن، نحو محطات الانتخاب والبناء والتأسيس..كان طريقا آخر بعيدا عن اراقة الدماء وترميل النساء وتيتيم الأبناء...لعله دستور لا يلبي طموحات كل التونسيين، لعله لم يكن في مستوى الانتظارات الكبيرة لثورة الكرامة وثوارها، لعله يحمل نقائص لم تجبر، لعله دستور وفاق وتراضي... لقد تعرضنا في حركة اللقاء الى بعض التحفضات والنقائص وابدينا نصحنا وانشغالنا عن بعض البنود التي تستبطن عديد التأويلات وكم تمنينا ان كانت حرية الضمير تُحمَلُ في اطارها القيمي الأخلاقي والعرفي والثقافي... ولكن اللحظة فارقة وتاريخية بامتياز، صودق على الدستور بموافقة 200 نائبا من مجموع 217، وأصبح لتونس دستور جمهوريتها الجديد، دستور كل التونسيين، دستور الآباء والأبناء. إن حركة اللقاء وهي ترفع شعارها الأبدي "المشروع الأخلاقي هو الحل" واعتبارا لمرجعيتها وابعادها الإسلامية والثورية والأخلاقية، تبارك هذه المصادقة وتهنئ الشعب التونسي على هذا الانجاز وتتمنى له كل الخير والبركة ومواطنة كريمة ومسؤولة في اطار ديمقراطية راسخة وهادئة لا تحمل قطيعة اجمالية مع الماضي ولا رفضا بدائيا مع حاضر يتدفق، وفي ظل هويته وأصالته وانفتاحه على العصر... عاشت تونس والمجد للشهداء.