تولى رئيس الحكومة علي لعريض عشية يوم أمس 16 ماي 2013 بدار الضيافة بقرطاج اختتام أشغال المؤتمر الوطني تحت عنوان "إرساء استراتيجية وطنية للحد من المخاطر والتصرف في الكوارث". وأكد رئيس الحكومة، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنه رغم التقدم المسجل في منظومة الوقاية من الكوارث، فإن تونس في حاجة إلى إحداث هياكل جديدة تساعد على دراسة المخاطر وتحليلها وتحديد كيفية الوقاية منها وتدعيم نظام الانذار المبكر فضلا عن كونها تعنى بالتهيئ والتخطيط والتدخل عند الاقتضاء بما يضمن النجاعة المرجوة في مختلف مراحل التدخل والوقاية والمعالجة ومجابهة أية كارثة أو أزمة محتملة. وأعلن علي العريض أنه سيتم التفكير في إحداث مرصد وطني يتكفل بالدراسة والتحليل والوقاية من كافة الحوادث والكوارث ويكون له دور علمي وفني تشرف عليه كفاءات عليا في جميع الاختصاصات وذلك بالتوازي مع إحداث هيكل تعهد إليه مهمة الإشراف على المركز الوطني لتنسيق عمليات التدخل أثناء حدوث كوارث طبيعية أو تكنولوجية وتوضع على ذمته مخازن جهوية تتوفر على مختلف الوسائل والأجهزة الضرورية للتدخل حسب نوعية الكارثة. ولاحظ لعريض أن تنامي الحاجة إلى الوقاية من المخاطر والتصرف في الكوارث تحتم ضرورة إحداث لجنة دائمة لتقييم الأضرار والخسائر وإعداد برامج التعويضات وإعادة التعمير والتهذيب والبناء علاوة على تطوير منظومة التأمين من المخاطر الطبيعية للتخفيف من وطأة الأزمة على المتضررين وعلى الدولة إلى جانب العمل على تحقيق أفضل صيغ التعاون بين العمل الحكومي والعمل الخيري بتضافر جهود جميع مكونات المجتمع. وبيّن رئيس الحكومة أن تونس ليست بمنأى عن الدول التي شهدت سنة 2012 بعض الأزمات والكوارث الطبيعية، معتبرا أن الفيضانات والثلوج التي عرفتها البلاد في 2011 كانت بمثابة الإختبار الذين كشف طبيعة النقائص التي استوجب تلافيها والتي حدت بالمصالح المعنية على حشد مواردها البشرية وتعزيز آليات العمل للوقاية، مؤكدا أن العمل يجري بنسق حثيث على إعادة هيكلت جهاز الحماية المدنية وتعزيز امكانياته البشرية والمادية والإطار التشريعي والترتيبي الذي ينظمه ليستجيب لمتطلبات المرحلة. وأبرز العزم الراسخ على مزيد دفع إمكانيات الشراكة والتنسيق بين مختلف الوزارات والهياكل والمجتمع المدني في جميع المجالات وخاصة في مجال دعم القدرات لتوفير الموارد الضرورية للوقاية من المخاطر إسهاما من جميع المتدخّلين في الحدّ من النتائج الوخيمة والمتكررة للكوارث والفواجع. واعتبر علي العريض أن إنجاح هذه المساعي يتطلب تضافر الجهود في كل المستويات الوطنية منها والإقليمية والدولية وذلك عبرتعميق البحوث والدراسات وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الأجهزة المتدخلة في هذا المجال من أجل الحد من المخاطر والأزمات والوقاية منها وإحكام إدارة الكوارث.