قال وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي إن الوزارة قامت بإحداث لجنة للرصد وهي لجنة تقوم بزيارات للولايات وللمساجد وتعيين وضعية بعض المساجد، وفي حال وجود مشاكل تحاول تقديم مقترحات وحلول بشأنها، مشيرا إلى أن هذه اللجنة وبالاشتراك مع مصالح الوزارة قامت بإرجاع أكثر من 1000 جامع كانوا خارج السيطرة وقامت بتسوية أكثر من 3000 وضعية اجرائية ومالية. وأكد الخادمي في تصريح لوكالة "بناء نيوز" اليوم الخميس 31 أكتوبر على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته الوزارة أن الغلو في الدين والانحراف عن منهج الوسط يؤدي إلى قتل النفس أو إلى ظلم الناس وإلى ترويعهم ولا شك أن هذا طريق إلى الاثم والمعصية وطريق إلى العذاب وإذاء الناس وترويعهم وإحداث الاضطراب والحيرة والفتنة والفرقة كل ذلك من كبائر الذنوب، وبين أنه لذلك فإن الغلو مهما كان نوعه دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا، وكل ما هو خارج إطار العدالة للاعتداء على المؤسسات اغتصاب النساء وترويع الأمنيين والاعتداء على الأموال كلها جرائم. وحول حادثة التفجير في سوسة قال الخادمي إنها جريمة من الجرائم وذنب عظيم من الذنوب لأن قتل الأنفس وقتل الناس والتفجير وترويع الناس وترهيبهم كله مرفوض وهو كبيرة من كبائر الذنوب وهو معصية وهلاك، مشيرا إلى أن معالجة الإرهاب والغلو هي معالجة شاملة فيها جانب فكري وتوعوي وجانب أمني وقضائي وهي قضية اجتماعية مركبة ومعقدة لا يمكن حصرها في سبب من الأسباب، وهي بحاجة إلى معالجة دينية واضحة. وأضاف "الشعب التونسي لم يأخذ حظه في العقود الماضية من التربية الدينية من علم شرعي ودروس وهو ما أدى إلى تفاقم ظاهرة الإرهاب، مبينا "لا بد أن تكون التوعية الدينية الشاملة والتوعية التربوية والتوعية الإعلامية والأسرية يجب أن تكون كلها بوابة كبيرة واسعة لتحقيق سلامة الفكر وتوازن السلوك ومنع أي إرهاب وأي اعتداء فردي أو جماعي اجتماعي أو سياسي. وعن الانفلات في الخطابات الدينية قال وزير الشؤون الدينية إنه هناك 40 جامع فقط ما تزال في حالة انفلات، وأكثر من 5040 جامع تحت سيطرة الوزارة والأئمة في هذه المساجد تقوم بدورها التوعوي والتربوي والعبادي وفي خطب الجمعة يتحدثون عن حقن الدماء والتهدئة والطمأنينة وأن الاعتداء على الأنفس حرام في الدين، ولكن لا يمكن الانطلاق من حالة واحدة أو حتى بعض الحالات فقد لا يكونوا أئمة أصلا أو يكونون أئمة في فترة قصيرة وأن يتكلموا باسم الدين فهذا لا تتحمله الوزارة. وأضاف الخادمي نحن قمنا بأدوار كبيرة عقدتنا مؤتمرات وندوات توعوية حول الغلو في الدين، وهذا اللقاء العلمي يبين أن الإسلام دين رحمة ويحث على حفظ الأنفس ومنع الاعتداء، وعلى أن الغلو في الدين لا دين له ولا جنس له وهو ظاهرة عبر القارات. وأدان الخادمي بشدة ما وقع من عمليات ارهابية وأكد علىضرورة المعالجة الشاملة.